هل ما يجري في غزة ضعف وهوان؟

هل غاب في الساحة العربية من يجهر بالحقيقة؟ لماذا سكت أغنياء المسلمين الذين وهبهم الخير العميم ؟من يفتي من أئمة المسلمين بالعودة إلى كتاب الله فيما يجري في فلسطين ،والتقصير الذي يؤدي ثمنه قافلة من الشهداء وهم أحياء عند ربهم في جنة الرضوان أو يسميها كما شئت،ألا يعتبر السكوت خزي وعار على من يقود الأمة العربية والإسلامية؟أستغرب هل فعلا من يحكم باكستان التي تمتلك السلاح النووي الرادع يفهمون معاني القرآن ،وأن أعلم أنهم قوم لهم غيرة على إسلامهم ،لكنهم ينتظرون الفتوى ليس من علمائهم لرفع الظلم ووقف الإبادة عن الشعب الفلسطيني .وحتى لا أبحر بعيدا في التعبير سوف أبقى في المحيط العربي .في الكثير من الأحيان أخجل من نفسي أمام الناس في مجتمع مختلف ،متعدد الثقافات لكنهم حريصون على نصرة الحق ورفع راية العصيان حتى داخل الأحزاب التي تبنت أفكارا ماركسية،بعد الحملات التأديبية التي شنتها قيادات الحزب لفصل كل من يرفع الفلسطيني في المظاهرات وفي نوافذ المنازل،أرأيتم كم نحن ضعفاء في مجتمع يقولون أنه مجتمع متعدد الثقافات ،مجتمع الحرية في أسمى معانيها ،مجتمع عندما يقتنع فيه المواطن بقيم العدالة والإنصاف ،يقول كلمته ،ويستيقظ من سباته لينظم لقافلة تنتقد سياسة الحكومة عفوا سياسة الإنبطاح لقانون الغاب الذي لا يرحم .لا أدري هل يعلم الذين اختاروا الصمت فيما يجري في فلسطين ولا يجرؤون عن نصرة الحق الفلسطيني في إقامة دولتهم وعاصمتهم القدس الشرقية ويحتفظون بالمسجد الأقصى كمقصد للحجيج من كل بقاع العالم ؟
عندما أتمعن قليلا في المجتمع الذي نعيش فيه كمسلمين ،ينطبق علينا القول الصادق ،تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى،أتكلم عن الجالية العربية،وبعدها لن أستثني بطبيعة الحال الجالية المسلمة التي تتكلم لغات مختلفة وأقصد الجالية التركية والباكستانية والأفغانية وإيرانية وجاليات أخرى أرغمت على الهجرة والبحث عن أفق أفضل وعن الإستقرار وحرية التعبير .هؤلاء الذين أرغموا على الهجرة بسبب الإستبداد وغياب العدالة والإنصاف ،اختاروا الهجرة مرغمين ،وانتشروا في العالم بحثا عن العدالة الإجتماعية التي افتقدوها في بلدانهم.لكنهم وجدوا أنفسهم أمام واقع آخر تتحكم فيه القوى العظمى شرقية كانت أوغربية.ولا أحد منهم يسعى لتحدي هذه القوى والتي أصبحت تتحكم في العالم،وتفرض قانونها والأحداث التي تقع اليوم تبين بالوضوح ،أن البقاء أصبح للأقوى.أمريكا اليوم تواجه أكبر تحدي وعدوها اليوم ليس الإشتراكية والماركسية عدوها اليوم ماعشته لوس أنجلس ،أي الكوارث الطبيعية ومع ذلك وترامب وقبل أن يدخل البيت الأبيض بات يواجه تحديات كبرى بسبب تهديداته وتصريحاته البعيدة عن العقل والمنطق وعندما يصرح ترامب بأنه سيحتل غرولاند ويريد كذلك أن يضم كندا كدولة قائمة وتعتبر من الدول الكبرى في العالم ،فهذا تحدي كبير سيعرفه العالم في ضل حكم الرئيس الأمريكي القادم .والغريب الذي أصبح مقلقا للعالم بأسره هو سكوت الأمم المتحدة ومجلس الأمن عن هذه التصريحات التي أدلى بها ترامب قبل أن يدخل البيت الأبيض رسميا ،وهوفي الحقيقة يوجّه رسائل خطيرة لمختلف العالم بما فيها روسيا التي أصبحت في مواجهة الغرب تحت قيادة الولايات المتحدة في حربها على أوكرانيا التي تراها من حقها حماية حدودها.الموقف الأمريكي وتصريحات الرئيس المقبل وتغييبه للحرب الدائرة في الشرق الأوسط ،بل تهديداته العلانية لتركيا وإيران وكل محور الشر كما يسميه وتهميشه لما ترتكبه إسرائيل في غزة والتطهير العرقي وتدمير الحياة في قطاع غزة ودفن اللأبرياء أحياءا يجعلنا نفقد الثقة في كل المنظمات والمؤسسات الدولية التي عجزت عن تحقيق العدالة والإنصاف ،ولكن إذا غابت العدالة الإنسانية فإن العدالة الإلاهية حاضرة وسوف تستجيب لدعاء الضعفاء في كل مكان.إن الحرائق التي اندلعت في لوس أنجلوس وعجز الدول العظمى على إطفائها والحد من الخسائر الكبرى هي درس ليس فقط لأمريكا ولكن للعالم بأسره.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك