حيمري البشير

مفهوم حرية التعبير عندنا في الوطن العربي وفي الغرب

لا وجه للمقارنة لهذا المصطلح الذي يعتبر الوجه الساطع والحقيقي لمفهوم الديمقراطية ،بل لمفهوم الإنسانية في أسمى معانيها.في الغرب الذي يصفوه بالكافر وجدنا الديمقراطية وعبرنا بكل حرية عن مواقفنا في الكثير من القضايا سواءا كانت تتعلق بواقعنا في المجتمع الذي نعيش فيه ،وكانت لنا الشجاعة والجرأة بالتعبير عن مواقفنا ،وانتقاد الحكومة دون أن نتعرض للمساءلة أولأي تصرف يمس بحريتنا والتعبير عن مواقفنا في كل القضايا وبالتالي يسيئ لمفهوم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير .وإذا أردنا أن نقارن بين واقعنا ومجال الحرية الواسع الذي نتمتع به وبين المغرب فلا مجال للمقارنة. في الغرب الذي يعتبره الغالبية في بلداننا من المحيط إلى الخليج ، كافر بالمفهوم الديني وهوغير ذلك بإمكان المرئ أن يعبر عن مواقفه ،وينتقد سياسة أي مسؤول ولكن عليه أن يتسلح بالمعطيات الصحيحة ،حتى لا يسيئ لمفهوم الديمقراطية.بالعكس عندنا إذا انتقدت وزيرا أو أي مسؤول آخر فستتعرض للمساءلة والمحاكمة التي ستقودك إلى السجن والنماذج كثيرة وسلسلة المحاكمات كثيرة وبلا حدود،ويتزعمها وزير العدل .إن حرية التعبير ،هي أساس العدل والإنصاف.والنمادج الناجحة في الغرب الذي يصفه الكثير بالكافر ، كثيرة ،وما يجري في المغرب من حراك إيجابي ،وليس سلبي ،لأن في فتح نقاش حول المدونة والإستماع إلى رأي الشارع والعلماء والفقهاء ،سنبني مجتمع على أسس سليمة،بل يجب أن نراجع النظر في العديد من القضايا التي مازالت تثير جدلا في المجتمع المغرب المسلم ،لكن إذا عدنا إلى الدستور فسنجد المكون اليهودي عنوان التعدد الثقافي ،وإشارة واضحة لما يسمى بالتعايش ،فالمغرب منذ سنوات عدة فتح الباب أمام المكون اليهودي لكي يكون ضمن باقي المكونات الثقافية والدينية التي يتميز بها منذ نزوح اليهود من الأندلس هاربين من قمع المسيحيين فوجدوا الأمن والأمان في المغرب واستقروا فيه لأنهم وجدوا فعلا ما افتقدوه في الأندلس .إن مفهوم التعايش عاشه المغاربة حقيقة ،منذ مئات السنين،ولم نعش الفتن ،التي نعيشها اليوم في مجتمعاتنا .في الغرب الذي سمّيتموه كافرا نتمتع بالحرية الكاملة في انتقاد ما نريد وفي التعبير عن مواقفنا دون خوف ولا رعب ،ولا نستطيع عن توجيه انتقاد لأي مسؤول في الحكومات العربية خشية المتابعةالقضائية والمحاسبة تبقى مؤجلة إلى يوم الدين هذا واقع نعلمه وأصبح لا نخشاه لأن القيم الديمقراطية التي نعيش بين أحضانها جعلتنا نطمئن على حياتنا .لكن يبقى مايجري في الوطن ،حرقة أبدية نعاني منها ،وكلما نبشنا فيها نزداد ألما .لكن وحتى نكون منصفين ومدققين فيما يجري اليوم في كل المجتمعات الغربية كشفنا مواقف وحقائق هذا الغرب الذي يقولون عنه كافر ،كشفنا عورته ونفاقه وقمة ظلمه وانحيازه لا متناهي ،عندما تتكلم أوتعبر بمفهوم الحرية التي يتمتعون بها وبصدق حول مايجري في فلسطين وبالتطهير العرقي الذي يجري في غزة منذ أكثر من سنة ،عجز دعاة الحرية والديمقراطية عن توجيه انتقادات للقتلة ومن يتجرأ يتهمونه بالسامية والكراهية.،أي منطق هذا ،من يحكم العالم ،من ينصف أتباع محمد الذين يقتلون ليسوا وحدهم ففي غزة مسيحيون كذلك ،لقد قصفوا المساجد وفيها مسلمون راكعون ساجدون ،وقصفوا الكنائس عندما ترن أجراسها ويعلمون بتواجد الأتباع للتعبد .أي منطق هذا أوليس هذا قمة الساميةخصوصا عندما يحلون القتل من دون ضمير .الغرب الكافر الذي يصفه الجميع في أوطاننا ثبتت عليه تهمة واحدة جريمة السكوت التي ذهب ضحيتها الآلاف مسلمين ومسيحيين والشهداء الذين يستمرون في السقوط ،يكشفون جريمة السكوت وقمة معاداة السامية التي أصبحت شعارا وتهمة موجهة فقط لكل من ينتقد أويخرج للتظاهر ضد المجازر التي تقع في غزة وفي كل فلسطين .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID