بلاد العرب أوطاني من الشام إلى بغداد



للشاعر فخري البارودي
الشاعر فخري البارودي عبر عن واقع عربي مر كالعلقم ،عن حالة التشردم التي نعيشها ،عن الحيف والإهمال والتشفي القاسي الذي يعيشه الأغلبية،عن اللا مبالاة التي طغت عند الأغلبية وبالخصوص الذين يمتلكون المال ،عن سياسة الخنوع التي عبروا عنها علنا للروم والأمريكان ،تراهم سجدا ركعا ،لكن في تعاليم الدين والقرآن لا يفقهون .يتباهون بالمسجد الحرام وبالكعبة المشرفة وبجبل عرفةلكنهم يتناسون المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة يوم القيامة والمشردون في غزة.أتساءل لماذا سكت العرب المستعربة ألم يرفعوا أكثر من مرة أصواتهم ،خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود.هل عاد فعلا أم توقف في الشام .من منكم يجيب عن سؤال سأطرحه ،أليس مكة قبلة الإسلام والمدينة المنورة ربيبتها وفيها نضج الإسلام وعاش أهل الكتاب واليهود والمسلمون جنبا إلى جنب لسنين ،ويسعون اليوم للردة التي أصبحت بمفهوم آخر لا يفقه معناه إلا المصلون .اليوم أيها المواظبون على أداء الصلاة في أوقاتها وعلى أداء الحج والعمرة وعلى التبول في كل مكان ،ألا تستحيوا أيها النائمون ، في القصور والمتمتعين بالجواري والتعدد ،الآمرون بمحاربة اليهود ،الساكتون عن الحق ،أقصد الحق الذي مات من أجل تحقيقه مئات الآلاف .لماذا تركتم أهل فلسطين لوحدهم،ألا تستحيون.من الذي منعكم من الكلام وحتى بالتنديد عن الدماء التي سالت وديانا في غزة وفي كل مكان من أرض العرب والمسلمين وفلسطين.ماذا أصابكم ياحماة البيت الحرام،ألا تستحيون.انهضوا فأنتم الطلقاء ،وانتشروا في الأرض ،لقد أصبحتم أحرارا طلقاء لا أحد يحاسبكم على إهمالكم ،لا أحد سيذكركم بأيام فلسطين المليئة بالدماء الناتجة عن المجازر المؤلمة .لم تعد بلاد الشام أوطاني فقد غير النازحون من الشام وجّهتم إلى بلاد الروم،لقد تكالب الروم وأتباع موسى ،على الذين كانوا بالأمس قدوة في الجهاد ،حين قالوا بلاد العرب أوطاني ،ولكنهم غيروا البوصلة فأصبحوا يرددون على ألسنتهم وبكل اعتزاز وافتخار بلاد الرومي أوطاني من موسكو حيث اختار الأسد وقادة الخيانة والذل والهوان إلى باقي الأوطان ومقبرة النسيان ،تأكدوا يوم تموتون ستدفنون ربما في مقابر جماعية ولن يترحم عليكم أحد ،ستصبحون نسيا منسية.تذكروني جيدا سأبحث عنكم يوما ما لأراجع صفحات لأدونها ،حتى تبقى ذكريات للأجيال التي بدأت صفحة جديدة ،من تاريخ بئيس
بلاد العرب لم تعد أوطاني ولا حتى بلاد العجم ،لقد أصبحت بلا وطن لقد جردوني من هويتي الإسلامية،واحتفظوا فقط بهويتي العربية،قالوا بلاد العرب أوطاني من الشام إلى بغداد،وأسقطوا فاس ومراكش والرباط من كل الأوطان
يتبع ……….
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك