حيمري البشير

سقط النظام في سوريا وستسقط أنظمة عربية أخرى

يجب أن نبحث بدقة عن أسباب سقوط الأنظمة العربية،وأولاها الإستبداد والحكم الجائر هل تتفقون معي ؟ثم على من يأتي الدور القادم ؟هل بدأ بعض الحكام يأخذون العبرة مما وقع في سوريا ويحاولون تفادي السقوط والإنهيار؟ أعتقد ذلك بكل تأكيد هل تتفقون معي بأن سوريا كان بإمكانها تفادي السقوط والفوضى الخلاقة وصعوبة إعادة البناء؟؟إن ماجرى في سوريا اليوم كان متوقع لأن الذين تعاقبوا على سدة الحكم في هذا البلد ،لم يستوعبوا الدروس من الأنظمة التي فشلت في احترام الديمقراطية وحكموا البلاد بعيدا عن القيم الديمقراطية الحقيقية والتي رفعت من شأن العديد من الشعوب في أوروبا فباتت في ظرف وجيز محط أنظار العالم والشعوب .وعندما أؤكد بأن السقوط سيشمل دولا أخرى إذا لم يأخذ حكامها العبرة مما وقع في سوريا.لقد بدأت بالفعل أنظمة عربية كثيرة تتحسس بصعوبة المرحلة ،وتفكر مليا في إعادة النظر في تدبير دواليب الدولة وإشراك الشعوب في ذلك،لأنه لامفر من السقوط والإنهيار الكلي إذا ما ابتعدوا عن الحقيقة وضرورة تفادي السقوط المدوي كما وقع في سوريا في ظرف وجيز.ونطرح أسئلة على الشارع العربي ،من هي الدول التي ترونها قريبة من السقوط كما سقطت سوريا ،وماهي الدولة المرشحة أكثر بسبب استبداد العسكر فيها ؟إنها الجزائر ياسادة فكل المؤشرات تؤكد ما أقوله ،الجزائر غنية بمداخيل الغاز لكن مدنها وشعبها غارق في الفقر بسبب فساد العسكر وغياب الديمقراطية.الجزائر دولة غنية بالغاز لكن شعبها يعيش فقرا مدقع ،يعيش يوميا طوابير بحثا الزيت والحليب وقنينة غاز الطبخ رغم أن الجزائر غنية بهذه المادة .مدنها الكبيرة تعيش ويلات لا تعد ولا تحصى وإذا أردتم التأكد من ذلك فما عليكم إلا زيارة وهران والجزائر العاصمة لكي تتأكدوا من الخراب الذي تركته فرنسا وبقي على حاله رغم موارد النفط والغاز ،وعليكم أن تتساءلوا أين تذهب هذه الموارد؟إنه العسكر ياسادة ،إنه تهريب موارد الغاز والبترول في سويسرا وفرنسا وشراء عقارات في إسبانيا بأثمنة بخسة .وعندما أقول بأن الجزائر مرشحة للسقوط كما سقط النظام في سوريا ،لأن كل المؤشرات تؤكد ذلك،الجزائر يحكمها العسكر والرئيس تبون ليس إلا دمية في أيدي العسكر ،وكل من رفع صوته في هذا البلد منتقدا فيما يقع في بلد المليون ونصف شهيد يكون مصيره الحساب العسير .الجزائر مرشحة بلا منافس لكي تلحق بسوريا والباب سيبقى مفتوحا فالعيد من الرؤساء والحكام يتحسسون بأن دورهم قادم لا محالة ،لاتبتعد بعيدا عن الجزائر فبجوارها دولة يحكمها أحمق تجاوز السبعين وأصبح لا يتحكم في تصرفاتها وأقواله بل وربما فيالتحكم في أشياء أخرى أتحاشا الإفصاح عنها وكنموذج الشنقريحة الذي يمشي بالحفاظات .إن الأنظمة التي تتحكم في دواليب الدولة في العديد من الدول مهددة بالسقوط والشارع العربي بدأ بالنهوض ،واستوعب الدرس السوري ،فالإستبداد في طريقه إلى الزوال لا محالة.فهل سنعيش مرحلة جديدة ،مرحلة الصحوة الديمقراطية لنرد الصرف كما نقول في المثل العربي لدول الشمال في أوروبا ،بأننا كشعوب قادرون على تدبير أمورنا بعيدا عن القمع والخيانة والإستبداد .هل يمكن اعتبار ماحصل في سوريا من تغيير بأقل الخسائر ممكن أن يقع في الدول التي ذكرت؟وهل يمكن أن يأخذ الحكام المستبدون العبرة مما وقع في سوريا .وهل يمكن اعتبار الإنقلابيون الذين أسقطوا النظام في سوريا ديمقراطيون سيحكمون سوريا وفق نظام ديمقراطي أم سيعود الشعب السوري لحكم جائر لا يعطي قيمة لأنظمة الديمقراطية في الشرق والغرب آم ستعيش البلدان التي عاشت انقلابات دموية تحت وطأة أنظمة أبشع مما يتوقع ؟تبقى هذه مجرد أسئلة ؟تأكدوا مما نقول في المستقبل القريب أوالبعيد فنحن العرب قوم لا نستطيع الحكم بالقيم الديمقراطية ،هذا مايقوله المتربصون بنا والطامعون في كل خيراتنا .وأخيرا علينا أن نأخذ العبرة مما وقع في سوريا وندعو الله أن تكون وطأة ماسيقع في الجزائر وجارتها تونس أخف وقعة مما وقع في سوريا ،وأن الشعوب العربية تصحو من نومها وغفلتها فالمتآمرون عليهاشددوا الخناق عليها لأن الغرب ن حولها يفكر في العودة إليها والتحكم فيها ونهب كل خيراتها الظاهرة والباطنة.اللهم اشهد فإني قد بلغت .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID