الجدل الذي صاحب زيارة السيسي للدنمارك
يبدو أن الزيارة الرسمية للرئيس المصري للدنمارك واستقباله من طرف الملك وتوشيحه بأرفع وسام .قابله انتقاد من طرف رجال الإعلام والصحفيين الذين وصفوا الرئيس المصري في غالبيتهم بالدكتاتور ،بحيث أن هناك إجماع على مستوى الصحافة والإعلام الدنماركي ،والسؤال الذي طرحه العديد من الصحفيين هل هناك تغيير في السياسة الدنماركية اتجاه بعض الدول الشرق أوسطية وفي مقدمتها مصر التي صبت الصحافة الدنماركية جام غضبها بوصفها أنظمة دكتاتورية لاتحترم حقوق الإنسان،إن متابعتي للتغطية الإعلامية لهذه الزيارة والنقاش الدائر بين رجال الإعلام والصحافة والذين عبروا بصراحة عن موقفهم من هذه الزيارة ،ويبدو أن هناك متابعة من طرف الصحفيين الدنماركيين حول مايجري في مصر وغياب الديمقراطية وحقوق الإنسان.ويبدو أن صورة النظام المصري بهذه الزيارةقد كشفته وسائل الإعلام الدنماركية ،واعتبرت بالإجماع السيسي دكتاتور ،لكن في نفس الوقت اعتبر بعض الصحفيين الدنماركيين أن دور السيسي مهم في منطقة الشرق الأوسط .الموقف الرسمي الدنماركي مختلف عن موقف الصحافة ورجال الإعلام الذين لم يخفوا استغرابهم خصوصا عندما وشح الملك فردريك الأكبر أرفع وسام للسيسي elefant orden وهو تقليد اعتاد الملوك الدنماركيين عبر التاريخ توشيح الرؤساء والملوك الذين يزورون الدنمارك في زيارات رسمية.تابعت جزئ من النقاش الذي كان في القنوات الدنماركية .وقد اعتبر العديد من الصحفيين أن من أهداف زيارة السيسي للدنمارك كانت تستهدف بالدرجة الأولى تعزيز الـتعاون الإقتصادي بين البلدين وجلب استثمارات دنماركية لمصر.
كيف نظرت الجالية العربية بصفة عامة لهذه الزيارة ..في ظل الدور الذي تلعبه مصر في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة وفي هذا الوقت بالذات المرتبط بمايجري في غزة والصمت المريع لمصر وسكوتها عن المجازر التي ارتكبت ومازالت وذهب ضحيتها أكثر من ثماني وأربعون ألف شهيد وشهيدة .هذا الصمت المريع للسيسي حول المجازر التي وقعت وعجزه عن إجبار إسرائيل على وقف مسلسل القتل والإنتهاكات الجسيمة التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني ،هوعامل من العوامل التي جعلت العديد من الدول الغربية بمافيها الدنمارك أن يكون لها موقف معتدل ولا تنتقد السياسة التي ينهجها السيسي اتجاه شعبه،وأعتقد أن غالبية رجال الإعلام الدنماركيين يعتبرون السيسي دكتاتورا يحكم مصر في غياب ديمقراطية حقيقية، وسياسته منذ توليه الحكم مبنية على زج معارضيه في السجون المصرية.إن تظاهر العديد من الجاليات المسلمة اليوم في العاصمة الدنماركية احتجاجاً على مجيئ السيسي الملطخ يده بدماء الأبرياء ،والمساهم بصمته لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر ،أكبر دليل على أنه متورط بصمته لما يتعرض له سكان غزة.ثم تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية تؤكد حجم الإنتهاكات التي يتعرض لها الشعب المصري في الداخل .
ماعاشته العاصمة الدنماركية وأمام القصر حيث كان الملك الدنماركي يستقبل السيسي تناقض مكشوف عبر عنه متظاهرون في الخارج حيث استغل جمع غفير من الجالية المصرية والعربية ومعهم دنماركيون ،وجالية فلسطينية جاؤوا ليعبروا عن استنكارهم للصمت الرسمي المصري المدان اتجاه ما يجري في غزة ويبقى سكوت مصر عما جرى في القطاع وباقي المدن الفلسطينية الأخرى وصمة عار على جبين السيسي .الذي وصفه غالبية الصحفيين ورجال الإعلاميين الدنماركيين دكتاتورا يحكم مصر بقوة الحديد والنار إن هذه الزيارة يعتبرها الغالبية من الدنماركيين دعما لرئيس مستبد غيب الديمقراطية في بلده مصر. تبقى نقطة لا بد من الإشارة إليها فإن الشارع العربي من المحيط إلى الخليج ينتقد بقوة النظام في مصر الذي يقوده رئيسا دكتاتورا يزج معارضيه في السجون ولا وجود للديمقراطية في مصر وإذا طرحت استفتاءات شعبيا في مصر وتركت للشعب الحرية في التعبير عن موقفهم من النظام القائم فالغالبية المطلقة يعتبرون السيسي دكتاتورا بامتياز لا يرغبون في استمراره على سدة الحكم في مصر.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
جانبا من المظاهرات التي صاحبت زيارة السيسي للدنمارك صور من خارج القصر الذي تم فيه استقبال السيسي وتوشيحه بوسام