حيمري البشير

كثر الهرج والنقاش واللغو الذي لا فائدة منه

بصراحة فقدت ثقتي في الحكومة المغربية وفي البرلمان وحتى في الغرفة الثانية التي أصبحت فندقا من الدرجة الممتازة ينام فيها النواب وهم لايبالون بالنقاش الدائر حولهم .غرفة لا يرجى منها فائدة ،سوى تعكير الأجواء ،ومن له رأي معاكس يفتح شهيتنا للنقاش .مغاربة العالم انفتحت أو تفتحت شهيتهم للنقاش الذي أصبح مفتوحا أكثر من اللازم ، حتى أصبحنا بالفعل نجسد الديمقراطية التي هي مطمح كل واحد .لم نكن نتوقع أن في مغاربة العالم فقهاء في القانون،وفيهم الواقفون الند للند ضد من طغى وتجبر وتحدى ،أقصد من يقود قافلة الريع والفساد ،الغني القوي بماله والضعيف بدينه وإخلاصه لبلده . لا نري كيف اكتسبه ،ولماذا استثمره في بلد يعتبر المغرب العدو الكلاسيكي حسب قول شنقريحة العسكري البوال ،وليس المبجل العزيز الإسم على مسمى راجع سياستك بزرع الأمل في صفوف المغاربة قبل أن يصلك إعصار قوي يحرق الأخضر باليابس .العزيز لاتكن عنيدا حتى تكسر ،كن لينا رحيما وغير من مواقفك وسياستك واقطع صلتك بكل ما يسبب المتاعب لأكثر من نصف الشعب أوأكثر .ارفع مقتك وغضبك ولوأن هذا الدعاء لا تستحقه ،بل أحسن الدعاء الذي يجب أن نوجهه لك هو راجع سياستك قبل فوات الأوان.وارحم غالبية من الضعفاء قبل أن يرفعوا أكف الضراعة للواحد القهار .إننا جميعا نعيش مرحلة عصيبة.ونحتاج للحظة فرج ،لنبتعد عن الإعصار الذي يستهدفنا ،نريد أن نساهم جميعا في معالجة أمورنا بهدوء وبالتي هي أحسن ،ونتحكم بالتي هي أحسن من خلال احترام والعمل بالرأي السديد بعيداعن التعصب والأنا وحب الذات،كلامي موجه للجميع وبالأحرى للعقلاء الذين يسعون دائما للخير في كل الأمور.لا أسعى للتنابز بالكلمات المبهمة الرنانة ولكن بالكلام الصريح المفعم بالوضوح،علينا جميعا نحن وأنتم وكل الذين يتنافسون في الساحة،من أجل ماذا ؟علامة استفهام تتطلب تفسيرا وتوضيحا مغاربة العالم كانوا في سبات عميق ،وسمعوا فجأة كلاما وازنا فاستيقظوا وقرروا النفير ،وأصبحوا جماعات وفرادى كل واحد منهم يقول أنا الأجدر بقيادة القافلة عفوا بقيادة السفينة وسط بحر أمواجه عاتية ،وإذا استمرّ هذا الهيجان فهل سنصل إلى شاطئ النجاة.ثم لابد أن نطرح أسئلة متعددة على جميع المتنافسين ،الفقهاء منهم في القانون وكذلك ينطبق الأمر على الذين استفادوا من القيم الديمقراطية التي عاشوا عليها في الغرب وسيموتون عليها ،نصيحتي لكم جميعا ،لا تتفاءلوا بتحقيق مبتغاكم إذا لم تتوحدوا في مواقفكم وترسموا طريقا سيارا واحداً لا إثنان وإذا استمرّ الإنشقاق ،وغاب الوفاق في المواقف والآراء وتخلص الجميع من الأنا ومرض الزعامة ،فهذا مايسعى إليه من يريدون استمرار الخصام وغياب الوحدة والوئام ،المغرب لنا جميعا ومستقبل البلاد يهمنا جميعا فعلينا ومن مسؤوليتنا أن نبحث عن كل الصيغ التي تقودنا لمافيه خير البلاد والعباد.وأخيرا لابد من أن نتحمل جميعا المسؤولية في قيادة هذه السفينة إلى بر الأمان،من خلال نقاش هادئ نبحث من خلاله على أفضل الأفكار والسبل لتجاوز هذه المرحلة ،نريد جميعا في الداخل والخارج أن نساهم في حماية بلادنا من كل الآفات من التشردم والأفكار الهدامة ،نريد من الجميع أن يتحكم للعقل ويأخذ بالرأي السديد ،نريد أن نضع يدا في يد لبناء مغرب جديد تسود فيه العدالة والإنصاف ،يغيب فيه الإقصاء والتشرذم،نحن المغاربة كما سجلنا صفحات إيجابية في تاريخ المغرب فعلينا أن نواصل صناعة الملاحم حتى تكون المملكة المغربية الشريفة في أوجهها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID