حيمري البشير

اتقي شر من أحسنت إليه

هذا مثل شعبي يستعمله المغاربة من حين لآخر عندما يحسون بطعنة من صديق أحسنوا إليه في الشدة.أرى شخصيا وأنا المتابع للعلاقات المغربية التونسية والوقفات الإنسانية التي وقفها الملوك المغاربة دعما للحكام الذين حكموا تونس ومروا بظروف صعبة،لن أعود للتاريخ بل سأكتفي بالحديث فقط عن قيس البئيس ،نكار الخير ،وأقولها بتمغزابيت حتى يفهمها الجميع .تونس منذ انتخاب قيس البئيس مرت بفترات عصيبة وكان آخرها فترة كورونا وسقوط العديد من الضحايا ،فبادر جلالة الملك بإعطاء أوامره لإقامة مستشفى كامل التجهيزات وطاقم طبي وكمية كبير من التلقيحات المضادة للفيروس.كانت المبادرة المغربية رائدة في ظروف كانت تونس في حاجة لكمية كبيرة من اللقاحات ضد الفيروس ،وكان العديد من التونسيين يتساقطون كأوراق الشجر ضحايا لهذا الفيروس اللعين. وفعلا ساع المغرب لنقل فريق طبي ومساعدين ونقل المستشفى الميداني مع كمية من التلقيح المضاد لكورونا وفلا بدأ الفريق الطبي في مباشرة عمله بتفان وزار قيس البئيس المستشفى الميداني ونقلت القنوات لقطات بينت زيارة الرئيس وإعطائه الإنطلاقة لعملية التلقيح.

ونتساءل كانت العلاقة بين المغرب وتونس يطبعها الود والتعاون والثقة خلال عهد كل الرؤساء الذين حكموا البلاد من عهد الراحل بورقيبة وبن علي ،حتى جاء هذا قيس البئيس الذي عرفت العلاقة في عهده تدهور وصلت إلى استدعاء السفير حسن طارق وإلى يومنا هذا لم يعود إلى تونس وازدادت العلاقة بين البلدين تدهورا بعد أن وجه قيس البئيس دعوة لإبراهيم رخيص لحضور قمة تيكاد والتي جمعت اليابان بالدول الإفريقية، من دون التشاور مع اليابان التي لا تعترف بجمهورية الوهم في تندوف ،وكانت دعوة قيس البئيس استجابة للجزائر التي قدمت قرضا لتونس بقيمة 300دولار لمواجهة الظروف الإقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها تونس ،وقلنا في حينها أن تونس أصبحت ولاية تابعة للجزائر وأصبحت مع كامل الأسف تعادي المغرب بمساندتها المطلقة للجزائر في مخططتها .المغرب بعد توجيه تونس دعوة لجمهورية الوهم بتناول لحضور قمة تيكاد بدون استشارة مع الحكومة اليابانية قرر عدم حضور القمة وسحب السفير إلى يومنا هذا .رغم أن المغرب كان سباقا لإقامة مستشفى ميداني بتونس العاصمة لمواجهة انتشار وباء كورونا الذي مات بسببه العديد من التونسيين .لم يكتفي قيس سعيد بمعادات المغرب واستفزازه بل فتح المجال لمشاركة البوليساريو في كل التظاهرات التي تقام في تونس في الجامعات التونسية ،التي أصبحت مفتوحة في وجه الطلبة الإنفصاليين لنشر المغالطات وسط الجامعات التونسية وتضليل الرأي العام التونسي .قيس سعيد مع كامل الأسف يستمر في معادات المغرب لحد الساعة،رغم أن بنكا مغربيا له أكثر من 100فرع في تونس ويوظف مئات الآلاف من التونسيين .أعتقد أعتقد آن الأوان لهذه المؤسسة البنكية أن تنسحب من تونس لأنه لا يمكن أن تستمر في هذا البلد المعادي لقضيتنا الأولى وقف التعاون الإقتصادي الذي كان يميل لصالح تونس منذ سنوات خلت .إن المغرب كان حريصا على تمتين علاقته مع تونس في كل المجالات خصوصا في مجال التعاون الإقتصادي وكان المبادر في بناء مغرب عربي موحد في لقاء مراكش الذي حضره زعماء المغرب العربي .لكن خطوة بناء المغرب العربي الكبير تم وأدها من طرف الجزائر والتي مازالت لحد الساعة تتآمر على وحدتنا الترابية.وبالتالي سيبقى قيس سعيد في ذاكرة ليس فقط المغاربة بل شعوب المغرب العربي لأنه الرجل الذي أنهى حلم الوحدة والتضامن بانزالقه إلى جانب الجزائر التي أغدقت عليه بالديون مقابل دعم مشروعها الإنفصالي

أعتقد آن الأوان لكي ينسحب البنك المغربي الإفريقي الذي يمتلك أكثر من مائة فرعي في تونس ويوظف مئات الآلاف من التونسيين ،ألمغرب يجب أن يراجع كل الإتفاقيات التي تجمعه بتونس ولا يمكن التساهل معها خصوصا عندما يتعلق الأمر بالمس بوحدتنا الترابية .

حيمري البشر كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID