هل مغاربة العالم قادرون على فرض استراتيجية جديدة في تدبير أمورهم بمعزل عن الأحزاب السياسية؟
سؤال فرض نفسه لأسباب متعددة ،منها أولا أنهم لم يعودوا مطلقا يثقون في هذه الأحزاب بمختلف توجهاتها السياسية،ثانيا أن هذه الأحزاب فشلت منذ خطاب ألقاه جلالة الملك في سنة2005وأوضح فيه الخطوط العريضة لكي يكون لمغاربة العالم فرصة للعب دور في الحياة السياسية من خلال ممثلين لهم في مؤسسات الحكامة.لكن هذه الأحزاب كان لها موقف معاكس لتطلعات مغاربة العالم في المساهمة في بناءسليم وديمقراطي لهذه المؤسسات التي ذكرت .اليوم وبعد خطاب المسيرة لهذه السنة جاءت مرة أخرى مبادرة لجلالة الملك ،وتحركت الجموع مرة أخرى وانطلقت الندوات الداخلية لمناقشة مضمون الخطاب ،واستقطاب فعاليات من الخارج من طرف الأحزاب ولو أنها لا ترغب في إشراك مغاربة العالم في بلورة تصور جديد وفق قناعاتهم السياسية.رؤية مغاربة العالم تختلف عن رؤية الأحزاب السياسية في بناء وتكوين هذه المؤسسات وهذا يظهر من خلال المواقف الأولية والخرجات الإعلامية لبعض الأحزاب ،والفرق شاسع بين التصور الذي تحمله الفعاليات الجمعوية بالخارج والأحزاب السياسية بالداخل والتي لها موقف متصلب من هذه المشاركة.لحد الساعة وبعد مرور حيز من الوقت غير قصير ،كثرت التصورات وسط مغاربة العالم ،في تنزيل مضامين الخطاب الملكي ،واختلف الجمع لكن الطموحات بقيت هي هي ،الغالبية تتهافت على السيطرة على مؤسسات لا لخدمة طموحات مغاربة العالم بل لبعثرة الميزانيات المخصصة للمؤسسات التي يجب خلقها مرة أخرى لتدبير شؤون مغاربة العالم وفق تصور جديد مخالف لماسبق .هل هناك إرادة سياسية حقيقية لتفعيل مضامين الخطاب الملكي لذكرى المسيرة الخضراء لهذه السنة ؟أم سيستمر غياب الإرادة السياسية لدى الأحزاب السياسية لإشراك مغاربة العالم في التواجد في كل المؤسسات الحكامة وتنزيل الخطاب الملكي وفق رؤيا وتطلعات جلالته ؟هل نحن مغاربة العالم قادرون على تفعيل مضامين الخطاب الملكي وفق استراتيجية منفصلة عن الأحزاب السياسية والتي لها موقف التفريط في المؤسسات الجديدة ،والتي دعى جلالة الملك لخلقها وفق رؤيا جديدة؟إن فشل تدبير ملف الهجرة واستمرار إقصاء مغاربة العالم في تدبير ها والتواجد في مؤسسات الحكامة،لا يمكن قبوله بعد خطاب المسيرة لهذه السنة وبالتالي فإن من مصلحة بلادنا رفع مسلسل الإقصاء ،ومنح الفرصة للكفاءات بالخارج لتدلي بدلوها في خلق تصور جديد لمشاركة فعالة لمغاربة العالم في تدبير ملف الهجرة أولا والمساهمة وفق استراتيجية جديدة لمشاركة فاعلة لمغاربة العالم في كل المؤسسات التي ذكرتها سابقا،آن الأوان لمغاربة العالم أن يكون لهم موقف واستراتيجية واضحة ورأي سديد يبنون عليه سياستهم المستقبلية ،وأن استمرار الأحزاب السياسية المغربية مسلسل الإقصاء والتهافت على المؤسسات التي تتطلب أموالا طائلة في تسييرها وتدبيرها من دون نتائج تذكر واستمرار تغيب وإشراك مغاربة العالم من تدبيرها ،وبالتالي استمرار هدر المال العام ،يجب أن يتوقف .مغاربة العالم فيهم كفاءات عالية،مغاربة العالم يجب أن تضع الدولة كامل ثقتهم فيهم وتعطى لهم فرصة للإستفاذة من أفكارهم ومواقفهم في تدبير مؤسسات الحكامة، ثم الخطاب الملكي لهذه السنة كان واضحا من أجل التفكير الجدي لتدبير ملف الهجرة وفق رؤيا وتصور جديد مختلف يعطي فرصة لجيل جديد ليطبع المرحلةبسياسة جديدة تفتح آفاقا جديدة لمغرب مختلف يلمسه الجيل الجديد وفق تصور جديد .وتبقى عدة أسئلة دائما مطروحة لماذا لحد الساعة تعارض الأحزاب السياسية المغربية إشراك مغاربة العالم في الحياة السياسية وفي تدبير ملف الهجرة وفي إشراكهم في مؤسسات الحكامة ؟ألم يكن المغرب سباقا قبل تونس والجزائر وليبيا ومصر في إشراك مغاربة العالم في الحياة السياسية؟من يعرقل حقيقة هذه المشاركة؟ لماذا لا يكون المغرب نموذجا يحتدى به في الإعتماد على مغاربة العالم في دعم المسلسل الديمقراطي ،والقطع مع الفساد وإعطاء نفس ودعم لمشاركة مغاربة العالم في تدبير الشأن في المغرب والإرتقاء بالديمقراطية في المغرب لمستوى يتطلع إليه الجميع وفق استراتيجية واضحة.إن الوصول لمثل هذه الأهداف يتطلب فقط إرادة سياسية وقناعة لدى الأحزاب السياسية.فالمغاربة قادرون على تحقيق هذه الأهداف،والله ولي التوفيق والسلام ختام .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك