هل المغاربة الذين علقوا على الخريطة التي تم نشرها في وزارة الخارجية الفرنسية أذكياء؟
هناك تطابق بين تصريح ماكرون والخريطة التي نشرتها وزارة الخارجية ،ومن حقنا أن نعاتب بل أن نحتج في حينها على الرئيس الفرنسي حول تشبثه بمصطلح الصحراء الغربية عوض المغربية.في اعتقادي أن تصريح الرئيس الفرنسي متعمد وأنه كان يلعب على حبلين فهو لم يقدم شيئا جديدا فيما يخص قضية الصحراء ،وقد استيقظ النوام البرلمانيون متأخرين وهم الذين كان من المفروض أن يصحّحوا للرئيس الفرنسي المغربية وليس الغربية وبالضحك حتى يعبروا عن ذكائهم .ويكتشفوا الحقيقة ،هل أخطأ التعبير أم تعمد ذلك حتى يقدم للجيران أكبر دليل على أن زيارته لا تحمل مايقلقهم . ،ومن حق المغاربة أن يتساءلوا لماذا سكت النوام عن هذا الخطأ المتعمد ؟ ومن المستفيد من هذه الزيارة التي هلل لها الجميع ؟ ولماذا تعمدت وزارة الخارجية كتابة الصحراء الغربية عوض المغربية على الخريطة المنشورة ولماذا حدف التلفزيون المقطع في الوقت الذي نشر التلفزيون الفرنسي خطاب الرئيس الفرنسي بدون حدف .ومن المستفيد من هذه الزيارة؟ألا تعتقدون أن الذي خرج مستفيدا هو ماكرون الذي لم يخسر شيئا وسيعود للكابرنات ليثبث صحة مواقفه التي لم تتغير فيما يخص قضية الصحراء.إن المستفيد الأكبر من هذه الزيارة من دون تغيير في المصطلح الذي أغاض العديد من المغاربة.هي فرنسا التي سوف تكتشف الأقاليم الجنوبية وتستثمر فيها في أكثر من قطاع الطاقات وبالخصوص الخضراء والمتجددة ،ثم تكون حاضرة بقوة لتعوض الإسبانية من خلال بناء مركب ثقافي فرنسي لتدريس الفرنسية.إن الجدل الذي أعقب زيارة ماكرون ماكان ليستمر من دون تصحيح من الخارجية الفرنسية،حتى لا يركب الطرف الآخر وييأول خطاب الرئيس الفرنسي كما يشاء خدمة لمصالحه مشروعه السياسي المعادي لقضية الصحراء المغربية وليس الغربية.ثم ألا يمكن اعتبار تأكيد الرئيس الفرنسي أن مستقبل الصحراء الغربية لا يكون إلا تحت السيادة المغربية.والحكم الذاتي هو الخيار الأمثل لتحقيق الإستقرار في المنطقة.الرئيس الفرنسي أكد أن فرنسا ستعمل على دعم مشروع الحكم الذاتي في مجلس الأمن لإنهاء هذا الصراع بصفة نهائية .وجوابا على العنوان الذي طرحته أقول بأن المغاربة لا يقبلون إلا بسياسة الوضوح ولا يمكن قبول مثل هذه التصريحات التي تجعل الأعداء يبقون على خيط الأمل في تراجع فرنسا عن موقفها بسقوط ماكرون في الإنتخابات المقبلة.ولكن لا يمكن أن نسبق الأحداث ونحن كمغاربة نمتلك وثائق مهمة حملها الرئيس الفرنسي معه وسلمها للطرف المغربي كمستندات مهمة ليس فقط حول مغربية الصحراء الغربية ولكن كذلك الصحراء الشرقية .إن الذي زعزع النظام الجزائري هي هذه الوثائق التي سلمتها فرنسا للمغرب ،والتي تثلث مغربية الصحراء الشرقية والغربية،والتي تعتبر وثائق تاريخيّة لا جدال فيها يمكن للأمم المتحدة اعتمادها مستقبلا .ويمكن أن نؤكد مرة أخرى أن الرابح الأكبر من هذه الزيارة المغرب وفرنسا ،المغرب بالموقف الفرنسي سيعزز موقف فرنسا الجديد مغربية الصحراء في مجلس الأمن والمغرب بطبيعة الحال لأن خروج فرنسا من المنطقة الرمادية فيما يخص قضية الصحراء سيدفع دول أخرى لاتخاذ مواقف متقدمة في قضية الصحراء وينتهي الأمر باعتراف جماعي بمشروع الحكم الذاتي في ضل المملكة المغربية وبالتالي تتبخر أحلام الجزائر وتتحصر على الأموال التي صرفتها لأكثر من خمسين سنة.ومن دون شك أن سكان الأقاليم الجنوبية سيعبرون عن ارتياحهم من التغير الإيجابي الحاصل في الموقف الفرنسي فيما يخص إنهاء الصراع في هذه المنطقة.ثم كنت أتمنى صادقا من كل جوارحي أن تعتمد فرنسا خريطة المغرب كاملة وتنهي بذلك أحلام البوليساريو وداعميهم الكابرنات لأكثر من خمسين سنة على حساب قوت الشعب الجزائري الذي مازال يقف صفوفا في طوابير لاقتناء الزيت والحليب وأصبح لحم الحمير مباح في الأسواق الجزائرية .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك