هل ستكون زيارة ماكرون للمغرب مفتاح عودة فرنسا لإفريقيا؟
سؤال أعتبره شخصيا رهان فرنسا للعودة إلى إفريقيا،هذه العودة كانت مرهونة بدعم مشروع الحكم الذاتي لإنهاء النزاع الذي طال ،وتوجيه ضربة موجعة لنظام الكابرنات. إمانويل ماكرون تيقن مستقبل استمرار العلاقات مع إفريقيا يبدأ من هذه الزيارة وبالضبط الخروج من المنطقة الرمادية فيما يخص قضية الصحراء المتنازع عليها مع الجزائر لأنها طرفا رئيسيا في هذا الصراع ،هدفها إضعاف المغرب وإفشال مشروعه التنموي .عودة العلاقات المغربية الفرنسية لطبيعتها ودعم فرنسا لمشروع الحكم الذاتي ،خيار أمثل يخدم تطوير العلاقات بين البلدين وفي نفس الوقت لعب المغرب دورا أساسيا في استتباب الأمن والإستقرار ليس فقط في الصحراء المغربية وإنما في دول الساحل لاسيما وأن المغرب بلد موثوق به عند العديد من أصدقاءنا الأفارقة ،السنغال برئيسها الجديد،ومالي التي تعرف علاقتها مع الجزائر توترا مستمرا لتورطها في دعم الحركات الإنفصالية ،بوركينا فاسو ترى في علاقاتها الحسنة مع المغرب بداية لإنهاء التوتر على حدودها ،ولا يمكن تحقيقها الإستقرار والأمن ،إلا من خلال التعاون والشراكة الإقتصادية ،وكذلك في التعاون الأمني بين البلدين.إذا يبدو أن فرنسا ورئيسها راهنت على التعاون والشراكة مع المغرب ،واعتبرت دعم مشروع الحكم الذاتي في الصحراء هي مفتاح العودة لإفريقيا عبر بوابة المغرب .وإذا كانت فرنسا قد قررت فتح قنصلية في الصحراء المغرب وبناء مركز ثقافي فرنسي ،وعرض خريطة المغرب متكاملة بصحرائها فهي اعتراف متأخر لمغربية الصحراء وفي نفس الوقت بداية حقيقية لعلاقات متينة بين فرنسا والمغرب ولما لا عودة للعلاقات الفرنسية الإفريقية التي عرفت توترا في السنين الأخير.هل يمكن القول أن الوجوه المغربية الخفية والظاهرة في الحكومة الفرنسية لعبت دورا في دعم مشروع الحكم الذاتي وفي نفس الوقت نهاية للتآمر الجزائري ؟لا يمكن أن نسبق الأحداث والتكهنات ولكن هو تحول فرنسي مهم وإيجابي في هذا الملف لصالح المغرب ،وفشل ذريع لكل المناورات التي قام بها نظام الكابرنات لزعزعة استقرار المغرب .فرنسا تحت قيادة ماكرون ،ترى في الإعتراف بمغربية الصحراء ودعم مشروع الحكم الذاتي كخيار لإنهاء الصراع في هذه المنطقة،لكنه في نفس الوقت فرصة للحفاظ على علاقتها مع المغرب وضمان استمرار تواجدها في السوق الإفريقي ،الذي يعرف تنافسا كبيرا بين العديد من الدول .والعودة لإفريقيا ،يبدأ من استقرار المغرب والحفاظ على تماسكه واستقراره .المغرب يراهن على الإستقرار ووحدة أراضيه والإتجاه إلى المستقبل برأى متقدمة من خلال تطوير بنياته التحتية في جميع المجالات في بناء الطرق والإعتماد على تحديث شبكة القطارات السريعة.المغرب يدخل عصرنة بنيات سككه الحديدية والإعتماد على القطارات السريعة ،المغرب يتجه لتعزيز مطاراته وبناء ملاعب عالمية استعداداً لتنظيم كأس العالم سنة2030،المغرب يعرف تطورا كبيرا في الإعتماد على الطاقات المتجددة للتخفيف من تسرب ثاني أوكسيد الكاربون .وما تم توقيعه من اتفاقيات بين المغرب وفرنسا في هذه الزيارة تطور إيجابي يضع المغرب بالفعل في مصاف الدول التي ستلعب دورا مهما في الإعتماد على الطاقات المتجددة في إفريقيا .وإذا كانت العلاقات المغربية الفرنسية بزيارة وفد فرنسي تحت رءاسة ماكرون قد عرفت توقيع تفاهمات واتفاقيات مهمة لا تخدم مصالح البلدين فقط وإنما دول الجوار كذلك ،إلا أنه مع كامل الأسف ،النضج والتقدم الذي برهنت عنه الإرادة الملكية في الاتجاه نحو الشراكة والتعاون والتنمية الذي يخدم البلدان أولا فرنسا والمغرب ولكن كذلك يخدم العمق الإفريقي كذلك .إن نجاح زيارة ماكرون للمغرب من خلال حجم الإستثمارات الموقعة عليها ،هي في حد ذاتها رهان بحثت عنه المملكة المغربية ،وتحقيق المشاريع التي تم التوقيع عليها ستدفع عجلة التنمية إلى الأحسن في بلادنا .ومن دون شك سيكون النجاح المغربي الفرنسي في تحقيق التطلعات التي حرصت عليها قيادة البلدين لتحقيقها حافزا كذلك لدول أخرى للبحث عن دعم كل فرص التعاون مع المغرب .إن الإستقرار في المغرب ودعم مشاريع التنمية هو السبيل الذي تبحث عنه شعوب المنطقة.وبالتالي أعتقد أن زيارة ماكرون للمغرب وفتح أوراش كبرى في بلادنا ستدفع دول أخرى للبحث عن فرص شراكة مع المغرب كنقطة أولية لاكتشاف سوق إفريقية واعدة في المستقبل.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك