كلمات إلى أقرب الناس(صفوا حساباتكم قبل الرحيل)
صورة تجمعنا أن وإبني نضال واللاعب زياش حكيم للتذكير فقط كان الراحل لامع في كرة القدم مدافع قوي وكان قريبا من التوقيع مع نادي فسي كوبنهاكن
أتكلم بحرقة ،إني متشائم ولكن في نفس الوقت متفائل عندما أعود إلى صوابي إلى عقيدتي ،إلى رشدي فالحياة يجب أن تتواصل حتى يأخذ الله روحي ،أريد أن تكون حياتي في الدار الآخرة أفضل من أيامي الأخيرة،في هذه الدنيا (التي يعتبرها العديد غرارة)بالدارجة المغربيةوالتي يعتبرها الكثير لا قيمة لها قبل سنوات خلت كنت دائما أسعى لقطف ثمرة جهودي من أجل سعادة والدي ووالدتي التي كانت فخورة بي يوم حصلت شهادة الباكلوريا دون أن أبذل أي مجهود يذكر ،لازلت أتذكر يوم عاد أحد الأصدقاء من سفر من الرباط ،واشترى الجريدة التي كان ينشر فيها نتائج الباكلوريا ،فتصفحها في القطار وهو يعبر المئات من الكيلومترات ،فوجد عن طريق الصدفة إسمي وإسم صديق لي وعند وصوله للمدينة التي عشنا فيها ،قصد مباشرة بيتنا ليزف خبر فوزي في شهادة الباكلوريا كان ذلك سنة 1975.نتيجة كانت غير منتظرة واعتبرتها هدية من السماء لإسعاد والدتي ووالدي ،لازلت أتذكر اللحظة الجميلة كان الصيف حار جدا ونمت صحبة ابن خالي في منزل آخر ،بعد أن قمنا بجولة في المدينة وعدنا متعبين كانت دقات بالباب لم نسمعها بعد مرور وقت غي قصير ،فاستعانوا بسلم وصعدوا ونزلو لفتح الباب وإذا بنا نسمع زغاريد لم نعرف مصدرها ولا أسباب فوقفنا مسرعين أنا وابن خالي الذي تخرج بعد سنوات طبيبا عسكريا.وهوعلى مشارف التقاعد اليوم برتبة جنرال على ما أعتقد لكوني لم أراه لسنوات طويلة بسبب التزاماتي في الغربة.لم تكن النهاية ولكن البداية في مساري الدراسي بجامعة محمد الأول بوجدة بكلية القانون وكان من بين الأصدقاء الذين درسوا معي في ثانوية عبدالمؤمن بوجدة وهي الثانوية التي درس بها الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.كان من بين الوجوه التي درست معها محمد أوجار وزير الثقافة ثم وزيرا للعدل في عهد رئيس الوزراءأحمد عصمان اخترت أول الأمر متابعة دراستي في كلية القانون وكان محمد أوجار من الطلبة الذي كان يشتغل في شؤون الطلبة في كلية الحقوق ،معرفتي به كزميل في القسم بثانوية عبد المؤمن تعود لسنوات مضت كذلك .غيرت الشعبة إلى كلية الآداب وتابعت دراستي فيها أنا ومجموعة من الأصدقاء الذين تخرجنا معا ،وجوه رحلت مبكرا إلى دار البقاء ،الراحل محمد وناني رحمه الله ،ووجوه لازالت حية ترزق وتربطني به وشائج ومحبة صادقة،تحملت مسؤوليات جسام منذ صغري وكنت المساعدلأسرتي إخوتي وأخواتي ولو أني أصغر إخوتي ،لكني في نفس الوقت أكبر أخواتي اللواتي تركتهم أمي وأبي ،بعد وفاتهما ،أمانة في عنقي حتى ألقى الله ،أحيانا أحمد الله لأني بذلت مجهودات ،من أجل الوصول لتحقيق الأهداف التي كانت الأم والأب ينتظراني لتحقيقها قبل رحيلها إلى دار البقاء.فرق شاسع بين تاريخهم التضامني وتاريخنا الذي لا يمت بصلة لقيمنا الإسلامية.هي فقرة من حياتي لم أكن مطلقا التفكير والنبش فيها والحديث عنها لكن في بعض الأحيان التحولات التي حصلت في الحياة تفرض عليك النبش فيها.كنت دائما أحب أن أكون النموذج المطلق في كل شيئ في سلوكي ،في خطابي ،في النبش في الماضي لتصحيح مايمكن تصحيحه.أريد أن أصفي حساباتي قبل الرحيل،وأريد أن ينحو كل واحد منا نحن نفس المنحى لكي نصحح الأخطاء فكل بني آدم خطاءوخير الخطائين التوابون. فضلت أن أؤرخ جزءا من ذاكرتي لتبقى راسخة لإخوتي وأخواتي الذين واللواتي لازالو على قيد الحياة لا لشيئ سوى لأني أذكرهم بمساري الذي اخترته في حياتي مساري الدراسي وأسباب نجاحي ،ثم مساري المهني ثم اختياري الهجرة والإغتراب في بلد كنت دائما أحلم بالسفر إليه بعد أن التقيت حافلة من السياح الدنماركيين في مدينة وجدة ودخلت في حوار مع البعض منهم فأعطوني صورة وأضحكهم المجتمع الدنماركي ومنذ ذلك الحين وأنا أحلم بالهجرة إلى إحدى الدول الإسكندنافية وكان طموحي الهجرة إلى بلاد الفكينغ وفعلا تحقق الحلم قبل ثلاثين سنة وكان الإستقرار في العاصمة الدنماركيةإلى يومنا هذا رحلت الوالدة رحمها الله كانت سعيدة بمساري الدراسي والمهني ونفس الشيئ والدي رحمه الله الذي أكمل حياته وسط العائلة والتحق بالرفيق الأعلى سنة2004 وتحملت المسؤولية من بعده وأديت مهمتي بسلام رحم الله الوالدين ورحم الله أختي التي ماتت بسكتة قلبية وتزوج أخواي وإخوتي والتحق بي البعض منهما بالدنمارك وأخرى فضلت عن طواعية الإستقرار في إسبانيا عوض الإلتحاق كباقي أخواتها بالدنمارك.لم أرد النبش في مسيرتي المهنية ولا النبش في العلاقات الأسرية التي شابتها تقلبات وأحزان خصوصا بعد رحيل واسطة العقد العزيز نضال الرجل الطيب الذي ترك أثرا بلغا في الجميع حزنا لم ينمحي حتى نلقاه بحول الله في جنات الخلد،رحم الله عزيزي نضال وأسكنها فسيح جناته وأنزل علينا سكينة وصبرا جميلا على فراقه.
ستبقى في الذاكرة رحيلك يانضال إثر حادثة سير جرح غائر وألم سيبقى يلازمنا حتى نلتحق بك في جنات الخلد ياواسطة العقد رحمك الله عزيزي وجعل مثواك جنات الخلد