إلى أين تقود إسرائيل المنطقة مجازر مستمرة وتجويع شعب وسط صمت عالمي

لم أعد أتحمل متابعة المجازر التي تنقلها القنوات التلفزية ،ولا الدفن الجماعي للشهداء في غياب الإمكانية وخطورة التجمعات،لأن إسرائيل باتت تقصف كل التجمعات وتعرقل حتى استخراج الجثث بعد القصف،لا أتحمل رؤية الفلسطينيون يموتون حرقا ببشاعة لم يرتكبها النازيون في الحرب العالمية ،ماترتكبه إسرائيل في غزة فاق كل الأوصاف منذ سنة وبلاهوادة بدعم من الطاعون أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا .لم يعد لرؤساء هذ الدول ضمير ولا في قلوبهم إنسانية ورحمة .ليس هذا عتاب ولكن جرائم انتظرناها وصمت مؤكد كنا نتوقعه.إسرائيل تقتل بلا رحمة ولا شفقة بدعم من أمريكا وبريطانيا وكل الدول السائرة في حلفها .لقد أصبح الموت يلاحق الصغار والكبار ،المسلمين والمسيحيين من الفلسطينيين في كل المدن الفلسطينية.إسرائيل بقيادتها المدنية والعسكرية أعلنتها صراحة ،هي ضد حل الدولتين وكل الشهداء الذين سقطوا من أجل الدولة الفلسطينيةوعاصمتها القدس الشرقية أصبحت حلما صعب التحقيق في دولة لا تؤمن حقا بالسلام وإنما بالحق والتطهير العرقي بلا هوادة.ما ترتكبه إسرائيل اليوم ليس فقط في غزة وصمة عار في جبين كل الدول التي تساندها ،ووصمة عار على جبين الدول العربية التي التزمت الصمت ليس فقط اليوم وإنما أكثر من سبعين سنة.اليوم وبعد الذي يحدث من مجازر تيقن كل مواطن عربي ومسلم أومسيحي أن لا خير في العربية والإسلامية التي يوجد فيها أقليات مسيحية لكنها تتعرض لما يتعرض له المسلمون من تطهير حرقي ،إنها حرب دينية أرادها النتن ياهو بدعم من أمريكا الشيطان الأكبر ،وسط صمت دول المعسكر الشيوعي روسيا والصين وكوريا الشمالية ،ونتساءل لماذا تسكت روسيا عن التهديدات الأمريكية لحلفائها في المنطقة ،لماذا لا تستغل روسيا والصين هذه الفرصة لدعم فلسطين والشعب الفلسطيني الذي تمارس إسراائيل عليه انتهاكات جسيمة.؟لماذا يسكت العالم على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ؟لماذا ولماذا ولماذا ؟لم أعد أتحمل مايجري ولا أن أتابع القنوات العربية والأجنبية لأنها تتحاشى تقديم حقائق مايجري على الأرض وتدين إسرائيل والجرائم التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني ،وحتى المنظمات الدولية ومجلس الأمن الذي تمتلك فيه الدول الدائمة الفيتو لعرقلة كل القرارات التي تدين إسرائيل وجرائمها وتعرقل كل القرارات التي لا تخدم مخططها ومصالحها وباستثناء الأمم المتحدة التي خرجت بقرارات تدين فيها جرائم إسرائيل فإنها تبقى بالقيمة ولا تفعيل ،وحتى محكمة العدل بلاهاي نددت بجرائم إسرائيل وحملت المسؤولية لرًئيس الوزراء النتن ياهو وقيادات في الجيش لكن لحد الساعة لم تفعل هذه الأحكام الصادرة في المحكمة ،النتن ياهو وقيادات الجيش يستمرون في مسلسل القتل وليس لهم نية الإنسحاب من قطاع غزة بل السيطر عليه من جديد لضمان أمن إسرائيل وتشريد مزيد من الشعب الفلسطيني تحت ذريعة القضاء على حركة حماس والجهاد الإسلامي ولو أدى بهم الأمر لقتل وتهجير كل سكان القطاع.إن سكوت العالم المتحضر على مايجري في غزة وتصفية القيادات التي تحارب من أجل دولة فلسطينية طال انتظارها وسقوط أكثر من ثمانية وأربعين ألف شهيد سيبقى في سجل إسرائيل الأسود ،وموتاهم في النار وموتى الشعب الفلسطيني في الجنة هكذا قرأنا .لن يهدأ لهم بال ولن يكون هناك سلام ،ومايرتكبه قادة الجيش الإسرائيلي من قتل وتجويع من أجل عودة المحتجزين ليتأكد العالم فإن مقتل أبا العبد في إيران وقد تورطت في مقتله وارتقاء السنوار للشهادة وهو الذي كان يحلم بها سيؤدي لا محالة لمقتل كل المحتجزين الذين لازالوا أحياء على قيد الحياة ،وأن سياسة هذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي تحلم بدولة إسرائيل الكبرى لن تحقق الأمن والسلام ،بل تسعى بكل ما تملك لمزيد من سفك الدماء ومزيدا من التطهير العرقي في حق المسلمين والمسيحيين من الشعب الفلسطيني.إن قتلاهم في النار وقتلى المسلمين في الجنة وهو حلم أصبح يراود كل فلسطيني بعد مقتل قافلة من فطاحل العلماء كأحمد ياسين وعبد العزيز السنتين وغيرهم كثير ،بل وقافلة من الشهداء الذين ارتقواإلى جنات الخلد لأكثر من خمس وستين سنة.رحم الله كل شهداء فلسطين الذين استشهدوا نساءا ورجالا وشيوخا مسلمون ومسيحيون .والمعركة متواصلة حتى تحقيق النصر ولو تخاذل العرب المستعربة وتركوا الشعب الفلسطيني وحده يقاتل الصهاينة الذين لا يؤمنون بالسلم والسلام.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك