زيارة سعيد شنقريحة لمويتانيا وأبعادها

قلناها وأكدناها عدة مرات الجيش برءاسة شنقريحة الذي كان من بين الضباط الذين اعتقلهم المغرب ،والكل يعلم ماحدث له إبان الإعتقال ولا أريد سرد الرواية مرة أخرى استحياءا واحتراما للقراء الذين يتابعون هذه التغطية المستمرة لأحداث وتطورات الصحراء المغربية ،حتى يكون مغاربة العالم على علم بكل التطورات التي تحدث على مستوى المنطقة وكذلك في دهاليز الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى،شنقريحة ذهب إلى موريتانيا حاملا رسالة،وكان من المفروض أن يحملها وزير الخارجية لأن المؤسسة العسكرية في البلدان التي تحترم القيم الديمقراطية لا يجب أن تتدخل في الشؤون السياسية إلا إذا كانت البلاد في حالة حرب.وزيارة شنقريحة لموريتانيا وتسليمه رسالة للرئيس الموريتاني شخصيا وليس لرئيس الأركان الموريتاني تعني أن الجيش الجزائري هو الذي يتحكم في دواليب الدولة في الجزائر وهذا نعرفه منذ سنوات فسعيد شنقريحة والمؤسسة العسكرية هي التي تتحكم في كل شيئ وهو الذي يقوم بزيارة عدة بلدان وليس عمي تبون كما يسميه الشعب الجزائري .لماذا زار سعيد خانز الريحة موريتانياحاملا معه رسالةمن مايسمونه مجلس الأمن الأعلى ،أوقيادة الجيش التي تجمع شيوخا هرموا وقرروا التشبث بالكرسي حتى الموت ،أوالسجن أوالهروب إلى الخارج كما فعل العديد من الجنرالات.يقولون أن زيارة شنقريحة لموريتانيا ،تأتي في إطار جس النبض بعد أداء بن الغزواني اليمين الدستورية ،وكما يستنتج المتابعون أن الإستقبال كان باهتا ويحمل دلالات كثيرة ،لأن مداخلة بن الغزواني في الجمعية العامة لم يرضي المؤسسة العسكرية في الجزائر ،وأدت إلى فتور في العلاقات بين البلدين،بعكس التقارب المغربي الموريتاني .إذا ماذا تريد الجزائر والمؤسسة العسكرية التي تتحكم في كل شيئ من هذه الزيارة؟هل تسعى المؤسسة العسكرية إلى تلطيف الأجواء بعد الموقف الواضح لموريتانيا من قضية الصحراء في الجمعية العامةوهي بطبيعة الحال لا تريد الإنخراط في أي حلف ضد المغرب لا مستوى المجلس العربي ولا على مستوىمقاومة التحركات التي يقوم بها المغرب على مستوى الدول الإفريقية ودول الساحل بالخصوص والتي أيقنت أن استمرارالعلاقات مع الجزائر باستمرارها في المؤامرات،خصوصا مع مالي وباقي دول الساحل التي لم تعد الجزائر بسياستها التآمرية شريكا موثوقا به ،فهي أصبح لها أعداء على جميع الجهات ،وليس فقط المغرب .وزيارة سعيد شنقريحة لموريتانيا تأتي في إطار تلطيف الأجواء وإقناع موريتانيا بفتح المعبر بين الدولتين والذي لم يعمر طويلا،لأسباب عدة منها أن كل الخضر والفواكه المغربية التي كانت تصدر لموريتانيا تشترى من طرف جزائريين ويتم إعادة تسويقها للجزائر.وهذا ماكان سببا في ارتفاع الخضر والفواكه في الأسواق الموريتانية،مما جعل السلطات الموريتانية توقف هذا المسلسل الذي أثر سلبا على القدرة الشرائية للمواطن الموريتاني .لحد الساعة لم يصدر أي بيان من الدولتين معا عن طبيعة هذه الزيارة لمسؤول عسكري .وسيخرج النظام العسكري الجزائري لتوجيه اتهامات لجهات خارجية بتعكير صفو العلاقات بين موريتانيا والجزائر ،خصوصا وأن الإمارات العربية المتحدة تدعم باستمرار موريتانيا وتصفها الجزائر شيطان العرب لأنها تقف بجانب المغرب في قضية الصحراء ومعها كل دول الخليج العربي ولعل مجلس التعاون الخليجي ومواقفه فيما يخص الصحراء المغربية ،كانت دائما مساندة لموقف بلادنا،وقد استمعنا لمواقف كل دول الخليج في الجمعية العامة في اللجنة الرابعة باستثناء تونس التي وقفت معها المملكة المغربية في كل المحن التي مرت بها سواءا في عهد بورقيبة أوزين العابدين بن على حتى جاء قيس البئيس الذي تآمر مع الجنرالات ضد بلادنا وبذلك انطبق عليه المثل اتقي شر من أحسنت إليه فالملوك المغاربة وقفوا إلى جانب تونس سواءا في عهد الرئيس بورقيبة لما تآمر عليه معمر القدافي أو في عهد زين العابدين لما اندلعت ثورة الياسمين وزار الملك محمد السادس تونس في ظروف صعبة ليبين للعالم أن تونس هادئة لعودة السياح إليها.وخلاصة إن النظام الجزائري الذي يتحكم فيه الجيش هو الذي يعرقل وحدة المغرب العربي والتكامل الإقتصادي ،وهو الذي يشكل حجرة عثرة في إقلاع اقتصادي وتنموي في المغرب العربي ،وهو الذي يسيطر على نظامه العسكر الذي ينهب خيرات البلاد ويهرب الأموال للخارج ،وهوالذي يعرقل المسار التنموي ليس فقط في الجزائر وإنما في كل دول المغرب العربي .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك