وجهة نظر على هامش أحداث الفنيدق
آثرت الإنطلاق من قولة نجيب محفوظ للحديث بإسهاب وبدون لغة خشب عن ماجرى في الفنيدق يوم الخامس عشر من شتنبر ،اليوم الذي أصبح جزئ من تاريخ مغرب حكومة أخنوش ومن معه،مع تقديري واحترامي لحزب وطني انزلق مع المنزلقين في الإساءة للشعب المغربي من خلال سياسة،أضرت بالقدرة الشرائية لغالبية الشعب المغربي بسبب الغلاء الفاحش ،والبطالة وغياب الأفق الواعد الذي وعدوا به الشعب المغربي والشباب بالخصوص الذين لم يعد لهم أمل في التغيير الإيجابي بسبب سياسة هذه الحكومة.من يتحمل مسؤولية ماحدث في الخامس عشر من شتنبر ؟ ألا تتحمل الأسر المغربية مسؤولية ماحدث ؟هل الجيل الذي انتفض في هذا اليوم التاريخي ،جيل فقد البوصلة ،جيل فاقد للتربية، جيل ليس له إحساس بسلوكه الضار لصورة بلاده،جيل (ماشي مربي) بالعامية المغربية ،ألم يكن نجيب محفوظ صادقا عندما قال قولته الصادقة وهو يقصد جيل عصره ( أغلبية الأجيال السابقة ربتهم أمهات أميات ،ولكن علمتهم مالم تستطع أمهات اليوم المثقفات ) وهنا ينطبق صدق قولة نجيب محفوظ على الذين اجتمعوا ليوم الرحيل إلى المجهول الذي لا يعلمون عنه أي شيئ،ولإحاطتهم علما لواقع يجهلون عنه الكثير ،أن حكومات الغرب قررت التصدي للهجرة السرية ولأفواج اللاجئين بصرامة ويأتي في مقدمتهم دول الإتحاد الأوروبي بدءا بألمانيا وهولندا والدنمارك والسويد ،ولن تخرج ماتبقى من الدول الأخرى.التي أصبحت تعاني من أزمات اقتصادية هي الأخرى ومشاكل البطالة وتأثير ات الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا باتت واضحة تؤدي ثمنها شعوب الإتحاد الأروبي فازدادت مشاكل البطالة ولم تعد فرص العمل متوفرة حتى للمواطنين سواءا الأصليين أو الذين ينحدرون من أصول أجنبية .وأعتقد أن التغطية الإعلامية المكثفة لوسائل الإعلام الغربية للهجرة الجماعية في الفنيدق ،نبهت دول الإتحاد لخطورة مايجري جنوبا وللصور السيئة الذكر التي نقلتها وسائل إعلامهم للشباب العراة الذين يحلمون بالهجرة ،وبناء المستقبل في أوروبا .لقد أعطوا صورة سيئة لأوربا ،ونبهوا الحكومات للإستعداد للنفير للتصدي للهجرة السرية لجيل فقد هويته ،جيل من منظورهم لا يحمل قيم وأخلاقا فاضلة،جيل مهووس بالمخدرات وإدراك المال بكل الطرق بعيدا عن الأخلاق والقيم النبيلة. من حقنا أن نقول وجهة نظرنا بشجاعة عن من يتحمل مسؤولية هذا الإنحدار أو الإنحلال الأخلاقي الذي وصل إليه شباب المغرب الباحثون عن الهجرة وهم فاقدون للقيم ومنغمسون في غالبيتهم في التعاطي للمخدرات والإتجار فيها ،في مجتمع لم تعد فيه الأسر حريصة على التربية،وفقدت المدرسة دورها الريادي في التربية وتكوين جيل له أخلاق وله طموح،لأن المعلم المربي لم ينل حقه وبات يعيش عيشة بئيسة بسبب سياسة الحكومةالحالية والحكومات السابقة التي لم تنصف الأستاذ .وباتت الأسر المغربية تتحمل جزءا من المسؤولية فيما حدث وما سيحدث في المستقبل .وفي إطار نقطة نظام ،أستغل الفرصة لتنبيه الأمهات ،بتحمل مسؤولية التربية والتوجيه وليكن دوركم أساسي في تكوين الأجيال خصوصا وأنكن قد استوعبتن الدرس من أحداث الفنيدق فمسؤولية الهجرة الجماعية ليوم الخامس عشر من شتنبر مسؤلية مشتركة بين الأمهات وسياسة الحكومة ،وعلى الجميع أن يستفيد من الدروس ،حتى لا تتكرر أحداث الخامس عشر من شتنبر والتي أساءت لصورة المغرب وفي نفس الوقت كانت إنذارا يجب الأخذ به.علينا جميعا أن نتحمل مسؤوليتنا آباءا وأمهات في بناء جيل من خلال تربية مسؤولة وفي نفس الوقت نختار من النخب السياسية من يكون حريصا على خدمة الشعب ونلح على ربط المسؤولية بالمحاسبة وإيقاف ضمير الأمة النائم .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك