حيمري البشير

ملاحظات سجلتها في رحلتي المغربية

ليس عيبا أن ينتقد المواطن بلده الأصلي وهوالذي عاش ثلاثة عقود في بلد أوربي ،وسط شعب متعدد الثقافات لكننا كنا ملهمين بالحضارة الراقية التي تربينا عليها،عفوا لم نتعود على الإنضباط في البداية لأننا حملنا معنا سلوكات يشمئز المواطن الدنماركي منها ،لكننا أدركنا مع مرور الأيام  أن سلوكنا الغير السوي يجب أن نتخلى عنه ،ونقلدهم في كل شيئ لنكون مثلهم ونندمج معهم في المجتمع.في المغرب يختلف الأمر،رغم أن المجتمع المغربي مجتمع مسلم كان الأجدر أن يتربى على القيم الإسلامية ،التي تستوجب أن يكون المسلم حريصا على أداء صلاته بثياب نظيفة  والمكان الذي يؤدي فيه الصلاة نظيفا وأن تكون ثقافته  الإسلامية تتجسد في حياته اليومية.ومن الملاحظات التي عاينتها في العديد من المدن التي مررت بها خلال رحلتي هناك ظواهر مشتركة تجمع العديد من المدن المغربية الكبيرة والصغيرة ،غياب الإهتمام بالنظافة،والمسؤولية مشتركة بين المجالس  التي تدبر شؤون المدن والساكنة  التي هي مسؤولة بالدرجة الأولى على الحفاظ على جمالية المدن .المجالس مسؤولة على الإهتمام بالطبيعة والخضرة والحفاظ على الأشجار الموجودة التي تعطي للمدن جمالية وليس نزع الأشجار التي تجاوز عمرها أكثر من خمسين سنة ،النموذج مدينة بركان التي تعرف تغيير على مستوى الطرق داخل المجال الحضري كان وفق دراسة لا أدري هل حصل الإتفاق داخل المجلس المنتخب على قراراتها أم حصلت  من جهات خارج المجلس المنتخب .لا أريد الإستمرار في الخوض أكثر في التغيرات التي عرفتها المدينة ،الإيجابي منها والسلبي ،من دون الإشارة للبنية التحتية التي تعرفها المدينة ولعل أبرزها مشروع المستشفى الإقليمي الذي اختير له مكان على جانب الطريق المؤدية لمدينة أحفير،ثم البنيات التحتية التي أنجزت في المجال الرياضي ،وهي  مشاريع يقف وراءها رجل الدولة الذي يقود مسيرة الإنجازات الرياضية التي يحققها الفريق الوطني المغربي لكرة القدم  ،السيد فوزي لقجع  الذي لا تغيب عنه من دون شك التحولات التي تعرفها المدينة الإيجابي منها والسلبي .تحدثت بمايكفي بالسلبي والإيجابي في التغيير الذي يقع في مدينة بركان وباقي المدن التي زرتها الدار البيضاء ومراكش والرباط وفاس وغالبية المدن التي مررت عليها مر الكرام،ولعل من بين الظواهر التي سجلتها في غالبية هذه المدن غياب  ثقافة النظافة لدى غالبية ساكنة المدن،وغياب تحمل مسؤولية الحفاظ على جمالية المدن ،فالمواطن لا يتحمل مسؤولية الحفاظ على المنجزات التي تتحقق  والمدرسة والمسجد تتحمل جزئ من المسؤولية على تربية جيل حريص ومهتم بالطبيعة والخضرة وعدم رمي الأزبال في الطرقات والتي تعطي صورة سيئة لا تمت بصلة لديننا ولثقافتنا الإسلامية ،هي ملاحظة سجلتها تجمع كل المدن التي زرتها ،فالحفاظ على جمالية المدن هي مسؤولية مشتركة  تتحملها الأسر المغربية والمجالس المنتخبة والمؤسسات التربوية وجمعيات المجتمع المدني ،من دون أن ننسى مؤسسة المسجد ،التي يقصدها المواطن المغربي كل يوم خمس مرات ،فالإمام الذي يصلي بالناس يعتبر المرشد الذي يجب أن يثير كل الظواهر التي أشرت إليها ،من دون أن ننسى دور الأسر والذي هو أساسي في تكوين جيل متشبع بالقيم الإسلامية حريص على الإهتمام بالبيئة والخضرة ،إن ظاهرة رمي الأزبال والنفايات تسيئ لصورة المدن المغربية وهي ظاهرة موجودة في المدن الصغيرة والكبيرة،والإهتمام بجمالية المدن ونظافتها يجب أن تتحملها بالدرجة الأولى الأسر المغربية فتصبح ثقافة تتمسك بها كل أسرة وتعزز هذه الثقافة المؤسسات التربوية والمساجد والمجالس المنتخبة ،والحفاظ على الطبيعة داخل المدن من مسؤولية كل فرد في المجتمع.ورقي أي مجتمع تتجسد في الثقافة التي يتشبع بها كل فرد في هذا المجتمع ،النظافة والحفاظ على الطبيعة والمجال الأخضر هي من مسؤولية الجميع الساكنة والمجالس المنتخبة والمؤسسات التربوية والمساجد  كلنا مسؤولون للحفاظ على الإرث الثقافي والإسلامي والطبيعي ،ولتحقيق جمالية المدن يجب الإهتمام بالطبيعة والنظافة وهي مسؤولية يجب أن يتحملها الجميع.

تبقى الإشارة في الأخير إلى نقطة مهمة تتقاسمها جميع المجالس البلدية في المدن الكبرى وبالخصوص المدن التي يقصدها السياح الأجانب بكثرة ،على المنتخبين في المجالس أن يتحملوا كامل المسؤولية في صون صورة المغرب وتاريخ المغرب وثقافة المغاربة،من خلال إظهار المدن المغربية بالصورة التي تحفظ الحضارة والتاريخ المغربي .ثم إن نقطة أخيرة لابد من إثارتها هي ظاهرة الفساد والنهب الذي سقط فيه العديد من المسؤولين على مستوى المجالس المنتخبة والبرلمان ،والذي غطته الصحف المغربية ووسائل التواصل الإجتماعي يسيئ لصورة المغرب وللتغيير الديمقراطي الذي يتطلع إليه الشعب المغربي قاطبة ومغاربة العالم جزئ من هذا الشعب.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube