حيمري البشير

رحيل أحد الرجال الذي وهب حياته وكل وقته في خدمة قضية بلده الأولى

عرفته منذ التحقت بالدنمارك رجل دائم الإبتسامة على وجهه كريم ينتمي لقبيلة قدمت الكثير من أجل الوطن ،كنت دائم السؤال عن غيابه وأنا أعلم أنه يفضل قضاء جل وقته بين أهله وأحبابه ،في بيته حيث كانت تعقد الإجتماعات ،وفي بيته كذلك قمنا بتسجيل رجالات الصحراء الذين لهم الحق في المشاركة في الإستفتاء ،كان الفقيد يعرف أفراد قبيلته ،الذين هم مع مغربية الصحراء وكذلك الذين مازالوا متشبثين بالوهم .لازلت أتذكر تلك اللحظات ونحن في بيته العامر أنه عندما يحل أحد المتشبعين بالفكر الإنفصالي ،يغمز لي بطرف العين هذا منهم ويعرف كل الذين يدعمون الوحدة الترابية .كان الفقيد كريما ،يشهد له بذلك كل السلك الدبلوماسي الذي مر من هنا من عاصمة الدنمارك.رحل الحاج عبد الله الباهي الوطني الصادق ،مخلفا وراءه ذرية صالحة متشبثة بوطنيتها ،كنت في الآونة الأخيرة متشوقا لزيارته في بيته خصوصا وأناأعلم أنه متواجد بالدنمارك وظروفه الصحية لا تسمح له بالسفر ،وعندما وصلني بالأمس خبر رحيله لم أتمالك دموعي وهي تنهمر على خدي ،أحسست بحزن عميق ،وكأني افتقدت إنسانا قريبا مني ،كنت أعتبره كالوالد الذي افتقدته لسنين خلت.رحل الحاج عبد الله الباهي وافتقدته قبيلته وأهل الصحراء في مدينة رينكستد وكل المغاربة في الدنمارك وازدادت غصتي لأني لن أستطيع توديعه إلى مثواه الأخير ،ولكنه سيبقى في القلب وفي الذاكرة أروي قصته لجيل بعد جيل ،لا يسعني في هذه اللحظة الأليمة إلا أن أقدم تعازي الحارة لزوجته لالة فاطمة لأبنائه سي خليد وبناته وكل العائلة كبيرا وصغيرا، وأقول لهم ،لم تفقدوا لوحدكم الحاج عبد الله الباهي وإنما افتقدناه نحن الذين عرفنا خصاله ووطنيته الصادقة دفاعا عن قضية المغرب الأولى وهو الإنسان الذي كان يضحي بالغالي والنفيس من أجل أن يبقى مغاربة الدنمارك كجسد واحد يشد بعضه بعضا من أجل أن تبقى الصحراء المغربية جزءا من الوطن.تعازينا الخالصة لعائلته الكريمة ولقبيلته والرحمة والمغفرة لروحه الطاهرة وإنا لله وإنا إليه راجعون

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube