السابع من يوليوز 2024 هل ستكون نهاية للرئيس ماكرون.؟


هل سيكون يوما تاريخيا ،سيغير واقع الهجرة ليس فقط في فرنسا بل في كل دول الإتحاد الأروبي .عشنا خليل السنين الفائتة في هذا الشهر المشؤوم من تاريخ الأمة العربية والإسلامية أحداثا تاريخيّة ستبقى في ذاكرتنا إلى الأبد ،وستنضاف إليها من دون شك حدث اليوم المتعلق بالإنتخابات البرلمانية الحاسمة اليوم،والتي من المتوقع أن تفرز تغيير ليس فقط على مستوى الجمهورية الفرنسية وإنما في باقي أروبا.التغيير المنتظر لن يكون في صالح المهاجرين والذين كانوا دائما في صلب النقاش السياسي في أروبا في كل الإنتخابات التي عرفتها أروبا منذ نشأة الإتحاد الأروبي .التغيير عبر التاريخ كان يحصل دائما من الدول العظمى،والإنتخابات التي عرفتها بريطانيا ،نهاية الأسبوع أفرزت عودة حزب العمال البريطاني لسدة الحكم وخروج حزب المحافظين ،الذي ورط بريطانيا في حروب أساءت لتاريخ هذه الدولة وأبانت عن إخلاص وتبعية النظام القائم لأمريكا .وعودة لانتخابات الدور الثاني التي ستجري اليوم في فرنسا،فإن كل التكهنات تشير إلى زلزال سيحدث اليوم بصعود اليمين المتطرف لسدة الحكم في فرنسا ،هذا التغيير لن يكون في صالح الوئام الوطني في فرنسا وسيفرز لا محالة تكتل يميني يسعى للتغيير الجدري ،أول في سياسة الهجرة ،واتخاذ إجراءات لن تكون رحيمة بالمهاجرين من أصول إفريقية،وتحامل كبير على الإسلام والمسلمين،والذي سيترب عنه تبعات لن تخدم مصالح فرنسا في المستقبل .إن الحملة الإنتخابية بينت بالملموس نوايا زعماء التكتل اليميني المتطرف الذي سوف ينهج سياسات مغارية في تعامله مع المهاجرين الأفارقة المنحدرين في غالبيتهم من مستعمرات فرنسا السابقة ،مما يعني ردة فعل وفقدان فرنسا لمصالحها في غالبية مستعمراتها الإفريقية.التحالف اليميني في فرنسا وإن كان سيكسب الإنتخابات حسب صبر الآراء ،إلا أنه سيخسر مصالح فرنسا الإقتصادية لأن بنى حملته على محاربة المهاجرين والذين يعتبرهم أنهم يشكلون عالة على الإقتصاد الفرنسي ،ويسعى لترحيل نسبة كبيرة منهم ،وإغلاق باب الهجرة وترحيل كل الذين لا يملكون إقامة دائمة ،سياسة اليمين المتطرف الإنتقامية ستطال كذلك المسلمين في فرنسا ،بإغلاق المساجد التي يقصدها حوالي ثمانية ملايين مسلم ،وترحيل الأئمة بداعي محاربة التطرف والإرهاب .السابع من أكتوبر هل سيغير واقع الهجرة في فرنسا ،في حالة ما إذا مارس المسلمون والأفارقة حقهم الإنتخابي وذهبوا بكثافة للإدلاء بأصواتهم ،كل شيئ ممكن لأن الكتلة الناخبة للمسلمين في حالة اقتناعها بضرورة التصويت في هذه الإنتخابات ،ستؤجل حسم اليمين المتطرف في هذه المحطة الإنتخابية .هل ستكون الإنتخابات الفرنسية اليوم بداية التغيير السلبي أوالإيجابي ليس فقط في فرنسا بل في كافة دول الإتحاد الأوروبي ،نأمل أن تكون فرنسا والمهاجرون الأفارقة والمسلمون ،واعون بالمعركة الإنتخابية في فرنسا والتي سوف تحدد سياسة الإتحاد الأروبي في المستقبل ،فإما يمين متطرف سيكون صعوده وبالا على المهاجرين ،وإما سيتأجل التغيير مرة أخرى في سياسة الإتحاد الأروبي لمرحلة مقبلة في انتظار صحوة وسط جيل من أصول إفريقية وإسلامية بدأ ينمو في غالبية المجتمعات الأروبية ويستوعب ضرورة المشاركة والإنخراط في الحياة السياسية في غالبية المجتمعات الأروبية بعيدا عن التطرف والغلو في الدين .لن نسبق الأحداث ،ونأمل أن تكون كل توقعاتنا فيما يخص نتائج هذه الإنتخابات بعيدة عن صعود اليمين المتطرف الذي يعادي المهاجرين والإسلام
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك