مستجداتمقالات الرأي

الجمعية م ح إ AMDH أكبر من أن تنتظر اعترافا بمصداقيتها وتفاني مناضليها في الدفاع عن حقوق الإنسان.(كان ادريس اليازمي كاتبا عاما ل FIDH قبل أن يختار عزيز غالي نائبا للرئيس)

يوسف الطاهري

أستغرب تضخيم اختيار الفدرالية الدولية لحقوق الانسان عزيز غالي (رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) نائبا للرئيس تعويضا لممثل الميكسيك بعد استقالته ولم يكن ذلك عن طريق الانتخاب بل باقتراح من الرئيس. وذلك أمر عادي وليس فيه أي تشريف أو تكريم أو رفع من شأن الجمعية ولا عزيز غالي أو أي أشياء أخرى مشابهة. ذلك أن الفدرالية تختار أعضاءها مراعية للتمثيلية الجغرافية لأعضائها في أجهزتها. ولم تعد كما في السابق المسؤولية فيها حكرا على ممثلين عن رابطة حقوق الإنسان الفرنسية التي كانت من مؤسسيها رفقة الرابطة الألمانية لحقوق الإنسان. وقد ترأسها عدد من الحقوقيين من خارج أوروبا. ففي سنة 2001 ترأسه المحامي السنغالي سيديكي كابا ويعد أول رئيس للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان من دولة خارج أوروبا ولنقل خارج فرنسا، حيث إن كافة الرؤساء من الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، وكانت أول امرأة ترأستها هي الصحافية التونسية سهير بلحسن وذلك في سنة 2007. ضف على ذلك أن الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ليس لها دور كبير في الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم، وليس لها أي تأثير في القرارت الدولية باعتبارها منظمة غير حكومية مستقلة. ويجب التذكير أن إدريس اليازمي (الذي لا يمكن اتهامه بالمدافع الباسل في الدفاع عن حقوق الإنسان) كان كاتبا عاما للفدراليةFIDH وقد مثل وقتها الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، واحتفظ بمهمته في الفدرالية رغم عضويته في هيئة الانصاف والمصالحة وبعدها رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان (وهما جهازين تابعين لدولة عُرفت بانتهاكاتها حقوق الانسان ولم تقم لفدرالية الدولية لحقوق الإنسان بإدانتها ). فاختياره (أي ادريس اليازمي) لم يكن بسبب تميزه وبالصفات التي تميز بها عزيز غالي في الدفاع عن حقوق الإنسان)، أو تميز منظمته رابطة حقوق الانسان الفرنسية في الدفاع عن حقوق الانسان. وقد يوجد بهذه المنظمة أي الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ممثلين عن منظمات موالية لدول تنتهك حقوق الانسان. وطبعا دليلنا ادريس اليازمي الذي كان عضوا في هيئة الانصاف والمصالحة وبعده رئيسا للمجلس الوطني لحقوق الإنسان وبالتالي فالقرارات التي تتخذها تراعي مواقف ممثلي المنظمات الأعضاء الموالية لبعض الدول.
إن وجود الجمعية المغربية لحقوق الانسان في قيادة الفدرالية، هو تشريف للفدرالية أكثر مما هو تشريف للجمعية المغربية لحقوق الانسان، وهي أكبر من أن تنتظر اعترافا بمصداقيتها وتفاني مناضليها في الدفاع عن حقوق الإنسان.

أشعر في حالة الإعجاب بعضوية عزيز غالي في الفدرالية التي تابعتها في الفايسبوك، بأننا في عالمنا المرهق بثقل الانبهار وقداسة الآخر، سنحتاج دائما من يجازينا على فعلنا من دول ومنظمات أخرى، هي وحدها تملك الحق والموقع الذي منه تصنف الصادق من غير الصادق فينا، الانسان من الوحش، الحليف من العدو… حذار إنه وعي خطير لا يقدر ما يقدمه المناضلين من تضحيات جسيمة تضحيات في البلاد…

يوسف الطاهري: رئيس أول فرع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع بركان وعضو ملحق بلجنتها الإدارية سنة 93.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube