مستجداتمقالات الرأي

هل نحن بحاجة لتجديد النخب للقطع مع الفساد؟

استمعت بإمعان لخرجة الإعلامي جمال ريان المغربي وليس الفلسطيني ،فالفرق شاسع بينهما.لا أريد الخوض في الأمور التي لا تعنيني شخصيا وسوف أركز على واقعنا المغربي ولن أخوض فيما يجري في الساحة الفلسطينية .وكمغاربة العالم نحن منشغلون أكثر منذ مدة في المساهمة في التغيير في المجتمع المغربي . رغم أننا نعيش خارج المغرب لكوننا نلمس الفرق الشاسع بين الأحزاب والنخب السياسية حيث نعيش والواقع السياسي في المغرب .دوافع الأخ جمال للخوض في هذا الفرق الشاسع ،هو غياب التربية والتكوين السياسي في غالبية الأحزاب السياسية المغربية .وهي النقطة السوداء التي تتقاسمها كل الأحزاب من دون استثناء .إن غياب التربية السياسية داخل الأحزاب والتي هي الأسس في التغيير الذي نطمح إليه ،التغيير الديمقراطي الحقيقي الذي نعيشه في واقعنا الغربي .عندما يتجرأ جمال ريان المغربي طرح مسألة تجديد النخب في بلادنا ،فقد أصاب .وتكلم بكل واقعية وفي صلب الموضوع لتحقيق التغيير المنشود .هو تكلم بصفة عامة لأن كل الأحزاب المغربية في حاجة لتجديد نخبها .من خلال الإعتماد على الشباب واستقطاب الكفاءات وإقناعها بالإنخراط في العمل السياسي .ولعل من الأسباب التي تعتبر عائقا أمام الشباب خريجو الجامعات المغربية من الإنخراط في العمل السياسي ،هو غياب ثقافة تجديد النخب داخل الأحزاب والتي أصبحت مع كامل الأسف تعتمد في كل محطة انتخابية ليس على النخب المثقفة وإنما على من يملك المال المكتسب بطرق مشبوهة كشفتها الفضائح التي تفجرت في الآونة الأخيرة بتورط العديد من الذين دخلوا قبة البرلمان في تجارة المخدرات وتبييض الأموال .مع كامل الأسف أصبحت العديد من الوجوه البئيسة والتي لاعلاقة لها بالسياسة ولا بالأخلاق متواجدة في البرلمان .الذي يستعمله في الطرق الغير الأخلاقية للوصول للمجالس المنتخبة سواءا على مستوى المجالس المحلية أوالغرفتين .ولعل من الأسباب التي تجعل كل من يملك ضمير وغيرة على المغرب ،ورغبة في التغيير .الفضائح التي تغطيها بعض الجرائد والمواقع المغربية في فضح الفساد والتي غطت المحاكمات التي تجري في مختلف الجهات سلسلة الفضائح التي تناولتها الصحف و التي أسقطت رؤوسا كثيرة من السياسيين المفسدين الذين نهبوا المال العام وعرقلوا مسلسل التنمية في بلادنا .وأساؤوا لصورة بلادنا ومؤسساته بتورطهم في تجارة المحظورات وتبييض الأموال .إننا بصراحة وبكل جرأة الأحزاب السياسية مطالبة بالتشبيب وبتجديد نخبها وتكوينها وتأطيرها و التغيير الجدري في قانون الإنتخابات أصبح مطلبا أساسيا في كل الأحزاب السياسية.وتزكية الراغبين في الترشح لكل محطة انتخابية يفرض التصريح وجرد لكل الممتلكات والأموال التي يمتلكها الراغب في الترشيح للإنتخابات سواءا أكانت محلية أو جهوية أوبرلمانية .المغرب يمر حاليا بمرحلة انتقالية للقطع مع ماضي الفساد والمفسدين والأحزاب السياسية المغربية أصبحت مسؤولة بتخليق الحياة السياسية والقطع مع الفساد والمفسدين .ومؤسسة القضاء يجب أن تواصل المعركةمن أجل مغرب خال من كل السلوكات التي تسيئ للمسار الديمقراطي في بلادنا .وإرجاع الثقة والتفاؤل للمواطن المغربي بالداخل والخارج،حتى نطمئن جميعا على مستقبل بلادنا وعلى المسلسل الديمقراطي الذي عرف تعثرا منذ الإستقلال .علينا أن نساهم جميعا في هذا التغيير الذي هو مطمح الجميع لنضمن الإستقرار الذي نريده في بلادنا .يبقى السؤال الذي يجب أن يتفاعل معه كل المغاربة ،هل نحن فعلا قادرون على القطع مع ماضي الفساد الإنتخابي ومسلسل النهب والإختلاسات التي عرفتها عدة جهات في المغرب وكان أبطالها نواب في الغرفتين معا ورؤساء المجالس القروية والبلدية تنتمي تقريبا لكل الأحزاب السياسية المغربية .لا يمكن أن نخفي الرغبة والإرادة السياسية التي أصبح يمتلكها أغلبية الشعب المغربي في تحقيق التغيير المنشود والقطع مع كل أنواع الفساد .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube