مستجداتمقالات الرأي

ومرة أخرى المواطنة على الهامش !

الصحفي والمحلل السياسي عبدالحي كريط المغرب

كنا ندرس ونحن صغار في المدارس عن معنى الوطنية وحب الوطن من الإيمان وعن واجبات الوطن ومسؤوليات المواطنين ، إلا أنه ومع مرور السنين نبدأ بفهم  الأشياء على طبيعتها من خلال مفاهيم كانت بالأمس القريب عبارة عن أحلام وردية سرعان ماتتحول إلى كابوس قاتم ينكسر على صخرة الواقع المرير.
هكذا هي حال العديد من المواطنين المغاربة  المقيمين  بالخارج وكمثال على ذلك قضية “فاطمة” العاملة المغربية الموسمية بحقول هويلفا  باءسبانيا
حيث ذكر موقع “المركز الأوروبي للإعلام الحر  حرة بريس “نقلا عن الصحيفة الإسبانية الجهوية لامار دي أنوفا بإقليم الأندلس خبرا صادما تقشعر له الجلود و الابدان حول  صحة المواطنة المغربية فاطمة ذو الأربع والأربعين سنة جراء تدهور حالتها الصحية والنفسية والتي تعاني في صمت جراء مرض القصور الكلوي وتسكن في كرافان مهترئ بإحدى الأراضي المهجورة دون كهرباء ولاماء صالح للشرب وفي انعدام تام لقنوات الصرف الصحي .

مسكن فاطمة العشوائي =كرافان=


ومما زاد الطين بلة أنها لم تتلقى اي دعم او مدخول من اي جهة رسمية منذ شهر غشت المنصرم رغم قضائها 20 سنة تكد في حقول الفراولة , تعيش فاطمة حياة وظروفا صعبة ومرضها يجعلها تخضع لعملية غسيل الكلى لازيد من 3 مرات في الاسبوع تقلها سيارة الإسعاف و تعود بها الى كوخها المهترئ.

وإذا كانت أوروبا قد وفرت للعاملة المغربية إمكانية غسل الكلى وسيارة إسعاف لنقلها من وإلى مركز تصفية الدم فماذا وفرت لها مواطنتها ووطنيتها في شخص مؤسسات رسمية بمقدمتها السفارة المغربية في مدريد و قنصلياتها المنتشرة في ربوع التراب الإسباني  والوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة في الخارج؟

وستظل فاطمة على الهامش أمام هذا الصمت المريب كصمت القبور لتظل معها مواطنتها على الهامش أيضا ،فهل حقا كان أوسكار وايلد على حق عندما قال”الوطنية فضيلة الفاسدين “

ملحق المقال حول الموضوع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube