حزبيات مغربيةمستجداتمقالات الرأي

نِدَاء مارس : الربيع الحضاري: شُوفُو بْعِيدْ .. نْزِيدُو لْقُودَّامْ!



هَا نتوما كا تشوفو، بلادنا المغرب لعزيزة علينا. كَا تْعيش على مؤشرات الإنهيار السياسي الفظيع، بسبب عدم تنزيل المشروع الملكي الإصلاحي. هاد التشخيص؛ كايْن عليه إجماع كبير، عَنْد أغلبية مكونات المجتمع المغربي. هاد الأغلبية الظاهرة، اللِّي كا تْقُولْ بصفة عامة؛ أَنَّ نتائج الإختيار الديمقراطي، و أحزاب البنى الفوقية. لا تعبر عن هموم المجتمع، و لا عن انتظاراته و لا عن طموحاته. و أنَّ هذه الأحزاب (أغلبية و معارضة)؛ ولاَّت مَنْغَلْقَة على ذاتها، و لا هَمَّ لها إلاَّ إعادة تدوير مصالحها و إمتيازاتها الخاصة بها. هاد الشي؛ بلا ما تأدي وظيفتها الدستورية، و بلا ما تحترم إلتزامات الإختيار الديمقراطي الدستوري.
بالتالي؛ إيلا هاد الأحزاب (بأغلبيتها و معارضتها)؛ ولاَّت سَدّ و حاجز، كا يمنع توطيد الإختيار الديمقراطي، من داخل المؤسسات الدستورية. وِيلا هاد المنظومة الحزبية؛ ما عَنْدهاشْ الرغبة الصادقة، في إحقاق التجدُّد المعرفي و الجَيْلِي. عبر إشراك الأجيال النشيطة، باش نقدرو على إنجاز عملية الصعود الحضاري. الصعود ديال بلادنا المغرب، و اللِّي هي أمانة في أعناقنا جميعا.
فَإِيلا كان هاد الشي؛ راه من الطبيعي أننا نْشوفو، سقوط التمثيلية الإنتخابية، ديال الثامن من شتنبر. و إكتساح المد الخرافي السياسوي للشارع العام. وسط هاد اليأس و النفور الكبيرين، من ممارسة العمل السياسي، داخل البنى التحتية للمجتمع المغربي!.
و هَكْدَا؛ ها حنا كا نْعِيشُو يوميا، مأساة الجمود الإبداعي، داخل الحقل الحزبي (حكومة و برلمان و جماعات ترابية). هاد الجمود السياسي و المؤسساتي؛ كا يْأَدي مباشرةً، إلى رَجْعية تنظيمات العدمية و التخوين. أو ما كا يَعْطِيناشْ، حلول متطورة قابلة للتطبيق. حلول جماعية، باش هاد الأجيال النشيطة، تساهم في تجاوز المشاكل المُتَراكِمَة، ببدائل عقلانية واقعية. وْ كذلك؛ باش يمكن نحَسْنُو أوضاعنا، الفكرية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية المتأخرة.
وَايِّيهْ؛ هَا نتوما كا تشوفو؛ بزَّاف ديال لَخْرَايَفْ السياسوية البالية، و عقلياتها المتقادمة. رجعات عاوتاني؛ كا تْحاصَر مستقبل الحقوق و الحريات الفردية. و كا تهدد بخَريف المناصفة، و نكبة مدونة الأسرة.
في حين؛ أن الأجيال النشيطة ليوم، باغَة تحَقَّقْ أحلامها الجديدة. و باغَة تْشُوفْ التّجدُّد المفيد لَبْلاَدها و ليها، بعيدًا عن خرافة الخلافة المُتَجاوَزَة، و عن عدمية الأيديولوجيا اليسارية المفوتة. حيت ما عْطَاتْنَاشْ جواب عقلاني واقعي، على سؤال: أَشْنُو المَعْمولْ باش نزيدو لقُودَّام؟!.
ها هِيَّا أجيال من الشباب الوطني؛ كا تقَلَّبْ على سبيل الخلاص العقلاني، من مشاكيل كثيرة. مشاكيل فيها اللِّي خصوصي، مرتبط بذات الشاب أو الشابة. و لكن فيها كذلك؛ اللِّي مشترك بِينَاتْنَا جميعًا. و الحلم المشترك كان و مازال، الوصول إلى مجتمع ديمقراطي متوازن، مجتمع تشاركي عادل. مجتمع يَضُمُّ الجميع، و يُحِبُّهُ الجميع. مجتمع التنوع البشري، الذي يستفيد من الجميع، و يستفيد مِنْهُ الجميع. طبعا بدستور و قوانين؛ يحترمها الجميع و تحترمُ الجميع.
وَ حْنا بَاشْ نْحَقُّو، هَادْ الحلم المغربي المشترك. خَاصْ يكون عندنا، قْدَرْ كبير من طاقة الأمل المشترك. و خاص يكون عملنا السياسي المُجَدَّد، تكتل تضامني ذكي و مْطَوَّرْ. حيت الأمل أولا؛ كا يخلّي الأجيال النشيطة، تشوف بعيد باش نزيدو لْقودَّام. حيت الأمل ثانيا؛ كا يخلي الأجيال النشيطة، قادرة تْعَقْلَنْ دْمَاغ دْيَالْها. و كذلك؛ كا يخليها تَعملْ، كاع اللِّي مُمكن. باش نوصلو إلى تحقيق الحلم المشروع، سواء الذاتي أو المُشترك. و هكدا غا نْشُوفُوهُمْ بْجُوجْ، قُدَّام عَيْنِينَا في الوَاقِعين المعاش و الافتراضي.
راه واجب علينا نكونو واثقين، بَلِّي القدرة على الأمل، هي قدرة على الإبداع و المبادرة و المقاومة و التوافق، لمواجهة تحديات العيش المُعاصِر الصعيبة. إذن؛ لاَزَمْ هاد القوة المعنوية؛ تستمر في دَوَاخِلِنَا، باشْ يمكن لينا نواجهو، الظروف الذاتية و الموضوعية. و اللي هيَّا؛ ماشي في الصَّالِحْ دْيَالْنَا، و لا ديال بلادنا.
هَادْ الشِّي علاشْ؛ لا بد علينا، من اختيار الأفكار السياسية الجديدة، العقلانية و الواقعية. و اللي بإمكانها، أنها تْجَدَّد حالنا و حْوَالْنَا. وْ أيضا؛ هاد الشي كا يْفْرَضْ عْلِينَا، تَوفير قنوات تنظيمية مرنة، كا تعبر عن البنى التحتية، و تتماشى مع توافقات الاختيار الديمقراطي الدستوري.
تماما؛ قنوات تنظيمية حديثة، نديرو بها هادْ الوثبة المجتمعية الحضارية. باش نْدَافْعُو على أسلوب العيش، اللي كا يناسب حاضر و مستقبل حياتنا. و هكذا؛ يمكن لينا نزيدو لقودام، باش نْوَصْلُو لتحقيق مطالبنا و إنتظاراتنا.
أمّا نبقاو غا جَالْسِين، عَاطِينْهَا لِسْحِيقْ النَّابْ، خلف شاشات الزمن الرقمي المتقدم. نَبْقَاوْ مْقَابْلِين لايْفات التنابز بالألقاب، و مرئيات الخرافة و العدمية والتشكيك. في انتظار الذي قد يأتي و قد لا يأتي، في انتظار الهَوْتَة البَارْدَة؟!.
فَا هْنَا؛ كُونُو على يقين تام، بلي أن أخطر التهديدات الداخلية، اللي كا تحاصر رييع الحقوق و الحريات داخل المجتمع. هو الإقتحام الخرافي العدمي، بعد الانهيار المريع للمنظومة الحزبية الحالية. هاد الإجتياح الخرافي العدمي؛ اللي غادي يْخَلِّينا غارقين، في تَخَلُّفِنَا عن ركب الكرامة و التحرر و التطور.
هاد الشي علاش؛ خاصنا نشوفو بعيد، باش نقدرو نزيدو لْقُودَّام. و باش نْوَلِّيوْ حتا حنا قادرين، على تأمين التوازن السياسي و المؤسساتي. من خلال المبادرة المُثْمِرة، على أرض الواقع. و أيضا؛ باش نْساهْمو في إختيار مصيرنا المجتمعي، و نْطَوْروه بإِيدِينَا.
حيت كاع التجارب الحضارية الإنسانية، شرقا و غربا و قديما و حديثا. هاد التجارب البشرية؛ اللِّي كا نْقولُو، زادَت لِلْقُودَّامْ. هاد التجارب؛ راها تْطَوْرَاتْ حيت كاع أجيالها النشيطة، نَاضُو بْنَاوْ مجتمعاتهم بسياسة الأمل مع العمل. و اعتمدو على منهاج التجدد، اللي كا يْوَالَمْ الخصوصيات الثقافية ديالهم.
أ لخواتات أ لخوت؛ الله تعالى خلق الماضي، و الحاضر و المستقبل. و عطانا حق الإختيار الديمقراطي، ها صُوتو بين إِيدِّينا!. لكين مشوار التصحيح، كا يْبدا من رغبة كل فرد داخل المجتمع، في إختيار التجدد الطوعي أولاً. عاد كا يْجِي الوعي الجمعي، بضرورة تجديد الذات المشتركة.
و إيلا حنا بغينا نعيشو، بخير و على خير، داخل مجتمع الوضوح القيمي و المساواة. إيلا بغينا نعيشو، بكرامة و حرية و عدالة إجتماعية. راه لازمْ من تنمية العقل، بالمعرفة و التعلم الآلي. وايّيهْ؛ لا بد من تطوير استراتيجية العمل السياسي، الدستوري العقلاني الواقعي. باش يولي الفعل التنظيمي ديالنا، ذكي و ديمقراطي و فعال.
إذن؛ لا بدَّ لينا ما ناضلو مجموعين، من أجل مجتمع الحقوق و الحريات و الإكتفاء الذاتي. عبر التشبت بالقانون، و إنجاز التكتل السياسي المتضامن. على أساس الإلتزام بواجبات الوطنية الحقة، و المواطنة المسؤولة كيفما حددها دستور 2011.
راه الخطر الحقيقي؛ هو نْحَاوْلُو نْعَالْجُو أخطاء الحاضر، بخطيئة النكوص على عَقِبَيْنَا نحو قَدامة الماضي!
راه الخطر؛ هو نَسْتَسْلْمُو أمام ثقافة الإحباط الرجعي، و أمام خطر الإقتحام الخرافي العدمي. في ظل الإنهيار الحكومي، و تفتت المنظومة الحزبية.
راه الخطر؛ هو نْعِيشُو وسط دوامة التلاعن، و سَبْ الواقع. وسط سوء الظن، و سوء الفهم و سوء التفاهم. مع الإعتقاد الساذج؛ في أن الخرافة و العدمية و اللامبالاة، علاج للمشاكل الفردية و المجتمعية الراهنة. لَحَقَّاش الحقيقة المُجَرَّبَة؛ تَبْتَاتْ أنها مجرد ردود أفعال، و نكوصية طفولية. مَا كَا تْغَيَّرْ وَالُو، و كا يزول مفعولها التنويمي بالزربة. لكي نَصْطَدِمَ بما نَجْنِيهِ، على أنفُسْنَا و من سيأتي بعدنا من ويلات!.
إذن؛ لازم علينا اليوم، رغم صعوبة الزمن الرقمي. نشوفو بعيد، باش نْزِيدُو للْقُودَّام، و حنا هازين سِلاَح الأمل. حيت حْنَا؛ مَلِّي كَا نْهَضرو على الأمل، فذاك يعني مقاومة الإنكسار المعنوي. بغرض إنجاز التجدد الذاتي، القادر على تقديم جواب عقلاني جديد، لسؤال الحاضر من أجل المستقبل؟. حِيتْ صناعة المستقبل المرقوم، كَا تبدا من دابا. و من هنا يمكن تبان لينا، طريق الإزدهار!.

بقلم عبد المجيد مومر (موميروس)
رئيس اللجنة التحضيرية لحزب الإختيار و الإنتصار

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube