وزير خارجية إسبانيا يلغي زيارته للجزائر،ورئيس الحكومة الإسبانية يقوم بزيارة غير منتظرة للمغرب وتحسن ملحوظ في العلاقات المغربية الفرنسية.
الزيارة التي كانت مقررة لوزير الخارجية الإسباني للجزائر تم إلغاؤها والأسباب هي أن الجزائر اشترطت تغيير موقف إسبانيا من قضية الصحراء ،يعني تغيير موقفها المساند لمشروع الحكم الذاتي وتبني كل القرارات التي تبناها مجلس الأمن وبالخصوص دعم حل سياسي لإنهاء الصراع في هذه المنطقة،إسبانيا قررت إلغاء هذه الزيارة ورفضها المطلق بربطها بالشروط التي وضعتها الجزائر .رئيس الوزراء الإسباني حل اليوم بالرباط رفقة وفد حكومي ،زيارة لم تكن منتظرة ،ولكنها مهمة لأنها أتت لتعزيز الشراكة المتقدمة مع إسبانيا،ولتأكيدالموقف الثابت لإسبانيا فيما يخص ملف الصحراء المغربية.الزيارة من دون شك مثمرةللجانبين معا وتسبق التململ الذي تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية بعد جمود وتوتر كانت له انعكاسات سلبية مست التعاون الإقتصادي بين البلدين ،وخروج فرنسا من الفوز من إنجاز مشاريع كبرى في المغرب ويأتي في مقدمتها مشروع القطار الفائق السرعة الذي سيربط القنيطرة بمراكش ثم آكادير .ثم أن فرنسا استوعبت الدروس التي تلقتها في العديد من دول الساحل النيجر ومالي وبوركينافاسو ودول أخرى في الطريق والحضور المغربي بهذه الدول وتفاعلها ومباركتها لفكرة الانخراط في المشروع الذي اقترحته المغرب للإنفتاح الإقتصادي على المحيط الأطلسي بالنسبة لدول الساحل . فرنسا قد استوعبت الدروس من فقدانها لأسواق عدة في دول الساحل،وفي دول إفريقيا عدة كانت إلى عهد قريب من أهم أسواقها. والزيارة الغير المنتظرة لرئيس الحكومة الإسباني تأتي لتأكيد العلاقات المتميزة التي تجمع المغرب الشريك الأول لإسبانيا في إفريقيا ،وفي نفس الوقت تسبق التخلل الذي تعرفه العلاقات المغربية الفرنسية ،ونية الحكومة الفرنسية الخروج من المنطقة الرمادية فيما يخص قضية الصحراء ،بمعنى دعم مشروع الحكم الذاتي والإعتراف بمغربية الصحراء .المغرب أصبح قبلة المؤتمرات العالمية ،ومااحتضان مراكش لمؤتمرات عالمية ويأتي في مقدمتها رئيسة صندوق النقد الدولي والتي اختارت مدينة مراكش لكي تكون قبلة رجال المال والأعمال والإقتصاد في العالم وبالفعل كان مؤتمراً استثنائي بمدينة مراكش و دليل آخر على أن المغرب ماض في طريقه الصحيح لكي يكون نموذجا في إفريقيا لدولة سائرة في طريق التنمية .إذا من دون شك أن الزيارة التي بدأها اليوم رئيس الحكومة الإسبانية لبلادنا سيتمخض عنها مواقف قوية من قضية الصحراء ردا على المناورات التي مازالت تقوم بها الجزائر لزعزعة استقرار المغرب والمنطقة بكاملها،وهي صفعة جديدة لنظام الكابرنات سيتعزز لامحالة بالإنفراج الحاصل في العلاقات مع فرنساوالتي ستسير لامحالة في نفس المنحى الذي سارت عليه إسبانيا .والزيارة الحالية لرئيس الحكومة الإسبانية ،ستعزز لا محالة العلاقات الإقتصادية بين البلدين خصوصا وأن إسبانيا ترأس الإتحاد الأروبي في هذه المرحلة،وستعمل بتنسيق تام مع المغرب في تعزيز العلاقات المغربية مع إسبانيا والتعاون الكامل في محاربة الهجرة السرية،والتعاون الإمني في محاربة التطرف والإرهاب .ثم إن البلدان مقبلان على تنظيم تظاهرات عالمية ومهم جدا العمل معا على إنجاح كأس العالم سنة 2030 ،وكذا على إخراج مشروع الربط القار بين البلدين والذي سيعزز أكثر التعاون الإقتصادي بين البلدين بل بين القارتين الإفريقية والأوربية.إذا المغرب يسير بثبات ليكسب ثقة بين شركائها في إفريقيا وفي أوروبا كذلك .وهذه الثقة حاضرة واقتنع بها وبقوة العديد من المتتبعين في التحول الإيجابي على جميع الأصعدة والذي يعرفها المغرب منذ سنوات بقيادة حكيمة وبشهادة كل المتابعين والصحفيين من مختلف المنابر سواءا العربية أو الأوروبية .المغرب ماض في التنمية واكتساب شركاء جدد ،والجيران مع كامل الأسف مستمرون في التآمر وفي شراء الذمم بالمال في إفريقيا لمواجهة سياسة التعاون والإقناع الذي يمارسها المغرب في الإتحاد الإفريقي والذي أصبح بلدنا المغرب فيه دولة تعمل على تعزيز التعاون بين أعضائه في كل المجالات .إن الحضور المغربي سيتقوى يوما عن يوم ورئاسة المغرب في شخص وزير الخارجية لإحدى اللجان المهمة في الإتحاد الإفريقي تعزز هذه السنة بتدشين وزير الخارجية في المقر الإتحاد الإفريقي نموذجا راقيا للصناعة التقليدية يجسد الزخرفة المغربية العريقة في التاريخ ،والتي ستبقى مبادرة مغربية راقية،والمغرب بهذه المبادرة فتح الباب أمام دول إفريقية لتعزيز حضورها وثقافتها على أرض الواقع في مقر الإتحاد الإفريقي بأديس أبيبا عاصمة إثيوبيا .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك