غير مصنف

مقال صحفي موجه: للجسم الصحفي الوطني والدولي، الرأي العام، ولكل من يهمهم الأمر. 

 في علاقته بموضوع شكاية التعنيف الجسدي، والرمزي، والنفسي، والمهني، والمادي، باعتبارها قضية لكل الصحفيين والمواطنين الأحرار، والمؤسسات المغربية، الرافضين للتعنيف والمعاملة السيئة، والداعين لاحترام سيادة القانون مهما كان الاختلاف القائم بين الأشخاص أو المؤسسات… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

عنوان المقال: السيد الوزير المهدي بنسعيد ــ هل أنت خصم أم حكم ؟ .. الصحفي محمد الشنتوف يكتب. 

عندما كانت الساعة تشير إلى السابعة مساء من يوم الجمعة، العاشر من ماي 2024، كانت الحياة جميلة، وكنت حينها صحفيا رائعا بالنسبة للبعض، كنت حينها برفقة أحد المصورين الصحفيين، وكنت أعتبره من أعز الأصدقاء، لكنه لم يكلف نفسه عناء الاتصال بي للاطمئنان على حالي، “بعد أزمة تعنيفي الجسدي من طرف رجال الأمن الخاص، والرمزي والنفسي وما ترتب عنه من أضرار مهنية ومادية، من” طرف المتسببين في هذا التعنيف “وقد كنت في محطات عديدة خير سند له ماديا ومعنويا في مختلف أزماته، ولم يحدث بيينا مشكل منذ التحاقي بالعمل معه، وفي أزمتي لا يجيب على اتصالاتي حتى” لا بأس “لعل المانع خير، وأتفهم سبب رغبته في البقاء بعيدا عن الموضوع، وها أنا أشهد له بموقفه التاريخي ليبقى كبيرا في مكان ما وعند شخص ما، كنا هناك في إطار تغطية” لصالح ” ” قناة ميدي 1 تيفي “، نتابع افتتاح مهرجان شالة لموسيقى الجاز بالرباط، المهرجان مبادرة من الاتحاد الأوروبي بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية الرباط سلا القنيطرة ومؤسسة” الرباط الجهة للتراث التاريخي’’، وصلت إلى هناك، التقيت بالمكلفة بالتواصل الأستاذة نبيلة موصابيح، سحبت بطائق الاعتماد، والتحقت بالمنصة، نسقت مع الأستاذة نبيلة التي كانت محترفة في عملها، سجلت تصريحين، لمسؤولين قبل بداية حفل الافتتاح، وهما مجيد بقاس، المدير الفني للمهرجان، ودانييل دوتو، نائب رئيس بعثة الإتحاد الأوروبي في المغرب، وانتظرت حتى تنتهي بعض الفقرات من حفل الافتتاح لأسجل تصريحا ثالثا مع هبة مكاوي، عازفة ٱلة القانون، لتكون عناصر القصة الاخبارية الصحفية متكاملة الأركان، ويكون عملي مهنيا كعادته، ثم انسحبت، لم ننته من هذا العمل إلا عند حدود الساعة الحادية عشرة ليلا، بعدما كتبت نص الروبورتاج وترجمة أحد التصريحات من الفرنسية الى العربية وسجلت نص الروبورتاج والترجمة وقمنا بمنتجته وقمت بإرساله مبرمجا للقناة عند منتصف الليل، ولا مشكلة كانت لدى في التضحية بوقتي والعمل في أوقات لا يجب أن أعمل فيها دون الدخول في نقاش ما كيف ما كان، فتضحيتي في سبيل عملي من دواعي سعادتي دائما، المهم أن يكون هناك تقدير لهذه المجهودات، تقدير معنوي على الأقل، ’’ فالتقدير يكون أحيانا أهم من الصالير’’ . 

غدا، وعلى الساعة العاشرة صباحا، التحقت رفقة نفس المصور الصحفي بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، نشاط لنفس الوزارة “وزارة الشباب والثقافة والتواصل” زرت مجموعة من الأروقة، سجلت بعض التصريحات مع المواطنين، القراء، عن “سبب عشقهم لروايات الكاتب أسامة مسلم” وانتظرت مجيء الكاتب “أسامة” وبقية القصة تعرفونها، فهي منشورة على أكثر من موقع إخباري، مشكورين على مواقفهم التاريخية، ومهنيتهم العالية، فهذا خبر يجب أن ينشر، وعدم نشره هنا أو هناك يعني ما يعنيه للأسف، ويطرح علينا كصحفيين أكثر من سؤال، سيأتي الوقت المناسب لطرحها، وبعدما تحولت من صحفي مهني هادئ ورزين إلى صحفي “مشاغب”، بقدرة قادر، أيقنت أن هذه الحادثة سيكون لها ما بعدها، وهي فعلا منعطف حقيقي في مساري المهني، وتأكدت أنني مطالب بالنضال من أجل حقي وحق كل الصحفيين والمواطنين في نيل معاملة حسنة من طرف أي كان، ورفض التعنيف بجميع أشكاله، والمطالبة بالتعامل في إطار القانون، الذي اعتبره فوق كل اعتبار، ولهذا سلكت طريقي نحو قصر العدالة بالرباط، وثقتي عالية في القضاء المغربي، كنت أعرف أن الثمن سيكون باهظا، ولكن الخسائر عندما ترتبط بالنضال من أجل مبدأ ومن أجل كرامة الإنسان هي ربح -في نهاية المطاف. 

السيد الوزير، المهدي بنسعيد، هل أنت خصم أم حكم؟، هذا هو السؤال الذي أطرحه على نفسي يوميا في الأيام الأخيرة، الٱن وأنا أكتب هذا المقال، تشير الساعة إلى الثانية عشرة ونصف صباحا، من يوم السبت 18 ماي 2024، وما بين الساعة الثانية عاشرة صباحا والواحدة زوالا من يوم السبت 11 ماي 2024، وقعت الواقعة، وعنفت من طرف رجال الأمن الخاص، في تدخل لا قانوني ولا إنساني تجاه صحفي ومواطن كان يقوم بعمله المهني، ’’ إنها إذا الذكرى الأسبوعية الأولى لفاجعة تعنيف صحفي ومواطن بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، مسرح الثقافة والتواصل وتشجيع الشباب ’’ وفي كل ذكرى أسبوعية سأكتب مقالا جديدا عن الموضوع حتى النصر والانتصار للحق، جاء ذلك بعدما طلبت مديرة المعرض الدولي للنشر والكتاب تأجيل أخذ تصريح صحفي مع أسامة المسلم، ولا مشكلة في ذلك، ولا مشكلة في تكرار طلبي بالحصول على التصريح لأسباب مهنية، مثلما يفعل جميع الصحفيين عبر العالم، والحصول على المعلومة هو حق دستوري وطني وحق صحفي دولي، لكن المشكل في الشخص الذي تدخل وصرخ في وجهي وهددني بالاتصال بالمسؤولين في القناة، ولا صفة لديه مؤسساتيا وقانونيا ليحدثني ولا زلت أجهل صفته لحد الآن، وطلبت منه عدم الصراخ في وجهي، ولما زاد صراخه وتعنيفه الرمزي لي كصحفي ومواطن، ولما رفعت صوتي كرد فعل طبيعي على ما قام به في السلوك الأصلي، وجدت نفسي مكبلا بأياد فرنسية ومغربية هناك بالقرب من أحد المطاعم، لدي سؤال واضح ’’ كيف يعنف أجنبي مغربيا في المغرب؟ـ ولما قهرت قهرا شديدا، وجدت نفسي ظالما لا مظلوما، وبعدما وجهت شكايتي الصحفية والإنسانية إلى عديد المؤسسات، وشكايتي القانونية إلى القضاء، وجدت أن الوزير لا يتفاعل لحدود كتابة هذه الأسطر مع الحادثة، وهو في الأصل وزيري أنا، أنا المواطن وهو الموظف لدى الدولة المغربية لخدمتي، المملكة المغربية التي لطالما عملت على خدمة قضاياها بمهنية عالية، وأنا الصحفي وهو المسؤول عن القطاع لخدمتي والدفاع علي في مثل هذه الظروف، ماذا يعني عدم استجابة الوزير واهتمامه بالموضوع لحد الآن وبعد مرور أسبوع؟ 

في الحقيقة أنا لا أعتبر الوزير خصما، ويمكنه أن يكون حكما محايدا، لأنني عنفت في فضاء عمومي ينتمي لوزارته، وهذا طبعا لا يرضيه، وإدارة المعرض طرف في أزمتي، وهذا طبعا لا يرضيه، يمكنه أن يكون حكما، بالعودة لتسجيلات الفيديو، والنظر “لما يفيد لدى في الموضوع”، وعدم الاستماع لطرف واحد، وإن كنت ظالما، فالعقاب أحب إلي مما قد يدعوني إليه ضمير الظالم وبهتان المظلوم إن كان كذلك، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وأنا لست شيطانا ولن أسكت عن حقي، وسأطرق جميع الأبواب، وعلى رأسها بوابة القضاء قانونيا وبوابات المؤسسات الحقوقية حقوقيا، والمؤسسات الصحفية مهنيا، أما السيد الوزير، فأنتظر تفاعله المحايد مع الموضوع، لا أطلب منه أن يكون معي، ولا أن يكون ضدي، بل يجب أن يكون مع الحق، ومع تطبيق القانون، مساري المتزن يشهد، وتعاملي مع معظم المؤسسات الوطنية والمواطنين والمواطنات دون مشاكل، والتضامن الواسع مع قضيتي داخل وخارج المغرب يشهد على عدالة قضيتي، ولم أكن يوما أود الدخول في هذه الدوامة، والحال أنني قد دخلت، فلن أخرج منها إلا بالنصر أو بما ترونه مناسبا لمشاغب مثلي مثلما يدعون، ليس من أجل حقي فقط، ولكنها قضية كل الصحفيين والمواطنين الأحرار، وأعتبر أنني قد انتصرت أولا في قضية إبلاغ رسالة مفادها رفض العنف تجاه الصحفيين والمواطنين ولا أحد فوق القانون والبقية ستأتي، ولو كان ذلك على حساب عرقلة مساري المهني والتسبب لي في مشاكل لا تحصى ولا تعد. 

في مسك الختام سأتخيل أنني أخاطب الوزير مباشرة في هذا المقال، وسأتخيل أنه يجلس في مكتبه بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع التواصل، وقد وضعت نسخة من شكايتي بمكتب الضبط هناك، لتصل إلى السيد الوزير، وقد راسلت كل من يمكنني مراسلته في هذا الإطار، لتصل رسالتي إلى السيد الوزير وإلى كل من يهمهم الأمر، وهنا سأكتب وأنا أخاطب السيد الوزير مباشرة “السيد الوزير المحترم، لو كنت مكاني، ماذا ستفعل، انصحني؟، في لحظة تجد كل الأمور قد انقلبت رأسا على عقب، كنت بالأمس صحفيا مهنيا ورزينا تقوم بدورك المهني في تغطية نشاط لوزارة الشباب والثقافة والتواصل بشاله، وغدا ستصبح صحفيا مشاغبا في نشاط آخر مع نفس الوزارة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، بالأمس كنت صحفيا في إطار تعاقدي مؤسساتي بين ولصالح قناة ميدي 1 تيفي، والٱن لديك أزمة هوية كانت أيضا حاضرة بالأمس، بالأمس كنت تدافع على القيام بمهامك من أجل ضمان الجودة والمهنية في مهامك، والٱن أصبح يتنكر لك من يتنكر، ويخذلك من يخذل، ويقف معك من يقف، وبين لغة” املأ ما بين المعقوفتين بما تشاء’’ ولغة المواقف، هناك تاريخ يسجل كل شيء، إذا أخبرني ماذا علي أن أفعله؟، توجهت للقضاء، نعم، ذلك لأنني أومن بدولة المؤسسات، ولأنني كنت أقف على المجهودات التي تقوم بها العديد من المؤسسات الوطنية لتحسين ظروف عيش المواطن وتطوير القطاعات، ولأنني أعرف وبحكم طبيعة عملي بعض الأسرار التي تخبرني بما يقوم به بعض المسؤولين الكبار من أجل تقدم المغرب، وبما لا يقوم به البعض كذلك، ولأنني أستمع لخطابات جلالة الملك محمد السادس نصره الله باهتمام كبير، وأؤمن بتوجيهاته السامية لخدمة الوطن والمواطنين، ولأنني أعرف أن ما يعرقل قطار التنمية في بعض القطاعات هو وجود مسؤولين وأشخاص لا يقدرون نعمة أن تكون في خدمة وطنك من مكان رفيع، وكما يقال ’’اليد الواحدة لا تصفق’’ وهؤلاء لا يحبون الوطن ولا يقدرون ثقة الملك والشعب والوطن، مهما تفننوا في رفع الشعارات والتقاط الصور وتنقيح الكلمات أمام العدسات، ولهذا فأنا لا ولن أسيء لوطني وللمؤسسات لأن هذه التصرفات لا تمثل المؤسسات بالنسبة لي، بل تمثل الأشخاص، فهل يجب علي أن لا أومن بحقي، وبالخط التحريري لدستور بلدي ولقوانين الصحافة ولتوجهات المغرب الحقوقية، وأصمت وأقبل هذه التجاوزات؟، الجواب في كلمة، “مستحيل” 

 السيد الوزير، لقد نبهت ونبهت ونبهنا كرجال وسيدات الصحافة كثيرا لمثل هذا السلوكات، وهي تتكرر، وسببها عدم إجادة بعض رجال ونساء التواصل لمهامهم، وعدم تقدير بعض المسؤولين لمكانة الصحفي /ية، ولحقهم في الحصول على المعلومة، وإعطاء تعليمات عمودية لرجال الأمن الخاص للتدخل فيما لا يعنيهم، مثلما حدث سابقا مع رئيس تحرير جريدة العمق، ومعي، ومع الكثيرين، فالمواثيق الوطنية والدولية تمنع تعنيف الصحفيين أينما وجدوا وتعنيف المواطنين كيف ما كانوا، ما دام تواجدهم في إطار ما يسمح به القانون والأعراف الأخلاقية والتواصلية والقانونية. 

 السيد الوزير، مهما حدث، وأينما تواجدت، فأنا سأبقى صحفي، وسأموت وأنا صحفي حر لا يقبل الذل والمهانة، وأحترم من يحترمني ويستحق الإحترام، سواء في حياتي المهنية أو الشخصية، وقلمي لن يتوقف عن الكتابة، وشغفي بمهنة الصحافة لن يموت، وهذا نضال من أجل الصحافة والصحفيين ومن أجل الوطن والمواطنين، فأخبرني من فضلك، ماذا علي فعله، ما الذنب الذي اقترفته نظير كل ما حدث وانقلاب حياتي رأسا على عقب، وهل أنت خصم أم حكم في قضيتي؟ 

والسلام على مولانا الإمام المؤيد بالله. 

الصحفي محمد الشنتوف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube