من يقف وراء وصول الرؤساء في أمريكا لسدة الحكم؟
سوف أقتصر على رئيسين دموقراطيين ترشحا للإنتخابات الأمريكية ووصلا للبيت الأبيض بفضل دعم مايسمى بمنظمةالإيباك ،وهي المنظمة القريبة من الديمقراطيين وترجح كفة المرشحين الديمقراطيين للوصول للبيت الأبيض.لكن هؤلاء الرؤساء يتغير موقفهم بعد الإنتهاء من فترة حكمهم كما وقع للرئيس كارتر وباراك أوباما اليوم ،مواقف الرجلين من إسرائيل مختلفة اليوم ،بحيث ينتقدون بشدة السياسة الإسرائيلية علنا ويوجهون لها اتهامات قوية بخرق القانون الدولي .هذين الرئيسين لو لم يتلقيا دعما من منظمة الإباك ،وهي منظمة جمعت تلة من اليهود الذين يسيطرون ويتحكمون في الإقتصاد والإعلام الأمريكي ،ويلعبون دورا في استمرار أمريكا في دعم إسرائيل .لكن مواقف الغالبية من الرؤساء الديمقراطيين الذين وصلوا لسدة الحكم بفضل دعم منظمة الإيباك ،يغيروا مواقفهم من دعم إسرائيل اللا مشروط ،وينتقدون سياستها بقوة اليوم كما فعل جيمي كارتر ،وباراك أوباما .الوضع نفسه في بريطانيا التي تدعم إسرائيل بالسلاح ،وبعرقلة القرارات الأممية التي تدين إسرائيل في الجمعية العامة ومجلس الأمن .وفي كلتا الدولتين ،هناك اللوبي اليهودي هو المتحكم في الإقتصاد والسياسة،ومن يريد الوصول للبرلمان في كلتا الدولتين فعليه أن يدعم سياسة إسرائيل التوسعية وإقبار مشروع الدولة الفلسطينية.في ماذا ستفيذ تصريحات لا كارتر ولا براك أوباما إليوم وهما خارج سدة الحكم؟ ،وفي غياب مستقل يقول الحقيقة.إن اللوبي اليهودي متجدر في السياسة والإقتصاد والإعلام في العديد من الدول وبالخصوص الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن،ويكفي ذكر الدول الثلاثة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لقطع الطريق على دول العالم المتبقية لتمرير قرارات تنتقد سياسة إسرائيل والإنتهاكات الجسيمة التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني .وإذا أراد العرب الذين يمتلكون البترول والغاز في تغيير مواقف الدول الكبرى وبالخصوص الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والتي تدعم علنا إسرائيل بالمواقف السياسية وبالسلاح الفتاك فعليهم أن يستعملوا السلاح الفتاك الذي يهزم الإقتصاد العالمي ألا وهو قطع الغاز والبترول عنهم فهل هم قادرون على ذلك ؟وهل يجرؤوا على الخروج بقرارات صارمة ضد إسرائيل وهل يستطيعون إبداء مواقف صريحة على دعم فلسطين علنا ؟ لا أعتقد ذلك ،وبعد الذي يحدث الآن في غزة وسقوط أكثر من خمسة عشر ألف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء لا أعتقد ذلك ،لأنهم لن يجرؤوا حتى تغطية ما يحدث من مجازر رهيبة في حق المدنيين الفلسطينيين.وإذا أراد المسلمون والعرب تجاوز فشلهم في تدبير هذه الأزمة فعليهم أن يغيروا سياستهم من أمريكا مثلما غيرها جيمي كارتر وباراك أوباما اليوم،عليهم أن يشكلوا لوبي ضاغط في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا مثل اللوبي الذي شكله اليهود والذين سيطروا على الإقتصاد والإعلام ،ليس فقط في الدول الثلاثة التي تقود الإقتصاد العالمي ولكن في مجموع الدول الكبرى في أوروبا،وباقي دول العالم ،اللوبي الصهيوني يتحرك ويكتسح الإقتصاد والسياسة والإعلام والعرب نائمون،يجب أن تكون الأزمة التي نعيشها اليوم وليس فقط الشعب الفلسطيني درسا مؤلماً لنا جميعا ،حتى نرقى في سلوكنا وبنضالنا في المجتمعات التي نعيش فيها لنوصل رسائل بليغة من أجل أن ينخرط كل من يحمل ضمير حي في المجتمعات التي نعيش فيها لكي نساهم في التغيير ودفع أكبر عدد من الشعوب التي نعيش بينها لتغيير موقفها مما يجري الآن في غزة،وننفي جملة صفة الإرهاب عن الفلسطينين الذين يناضلون سلميا من أجل تحيق الدولة الفلسطينية تعيش بسلام جنبا إلى جنب بجانب إسرائيل التي أنشأت وفاءا لوعد بلفور المشؤوم.
مجرد وجهة نظر
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك