فيلم نابليون بين احترافية الدراما ومغالطات التاريخ
د. مراد بنعيش ـ بريطانيا
لا يختلف اثنان بأن أي عمل من إخراج Ridley Scott إلا وتكون له لمسة إبداعية ابتداء من اختيار دقيق للمثلين وخاصة ممثل الدور الرئيسي وانتهاء بأبسط تفاصيل الفيلم..
الممثل Joaquin Phoe يظهر مرة أخرى أنه ممثل الصف الأول من عمالقة هوليود ورسخ ذاك الانطباع عن ممثل ذا قدرات ومواهب استثنائية منذ Gladiator إلى Joker وانتهاء بNapoleon..
كل المؤثرات الصوتية والتصويرية تبرز احترافية فريق العمل مع تناسق تام بين المشاهد والموسيقى التصويرية والإضاءة .. لكن ما أثار فعلا إعجابي هو طريقة أداء الممثلين أصحاب الأدوار الثانوية وحتى الكومبارس.. تلاحظ فعلا أن كل عامل في الفيلم يأخذ دوره على محمل الجد ويفجر كل طاقاته الإبداعية..
يبقى فيلم نابليون فيلما سينمائيا دراميا وليس وثيقة تاريخية معتمدة، وهذا ما صرح به ريدلي سكوت نفسه.. لأن بعض من ينتظر هفوات لينتقد اعتبروا الفيلم حاملا في طياته مغالطات تاريخية كقصف الجيش الفرنسي هرم خوفو خلال الحملة الفرنسية.. لكن من يشاهد الفيلم، سيقف على ما يحمله ذاك المشهد من حمولات نفسية لشخصية نابليون خاصة إذا لم يُجتزأ مشهد القصف من مشهد المومياء..
قد تكون هناك هفوات في الفيلم.. هذا وارد جدا.. لكن إجمالا لا يمكننا أن نبخس الفيلم حقه الإبداعي.. وفي رأيي المتواضع.. فيلم نابليون يستحق المشاهدة فعلا وفي القاعة.. هناك أفلام لا يجب مشاهدتها إلا في دور السينما حتى لا تضيع أدق التفاصيل.. وهذا واحد من تلك الأفلام..
حبكة الفيلم: شيفرة جوزيفين.. من يفك هذه الشيفرة يفهم الشخصية المركبة لنابليون..
تساؤل لطالما ساورني: شاهدت أعمالا من هوليود وبوليوود ونوليوود وأعمالا مصرية ضخمة وتجرأت وقارنتها مع ما ننتجه نحن.. ماذا ينقصنا؟ هل الإبداع؟ هل الإنتاج؟ هل هي الرقابة الرسمية والاجتماعية؟ هل النزاهة في اختيار الأفضل للأدوار؟ هل هو التصنع أمام الكاميرا؟ هل هي كل ما سبق؟ مجرد أسئلة تحتاج إجابات ووقفة حقيقية مع الذات عوض تطبيل أجوف يشبع فقط شوفينية خرقاء!