أين هي السيادة عندما تتحكم إسبانيا في المجال الجوي للصحراء المغربية؟

هل يمكن أن يقبل المغاربة استمرار تحكم إسبانيا في أجواء الصحراء المغربية ؟ لماذا ترفض إسبانيا التنازل لصلح المغرب في التحكم في أجواء الصحراء المغربية ؟ فرغم مرور أكثر من أربعين سنة على استرجاع الأقاليم الجنوبية ؟ألا يعتبر استمرار تحكمها مفي أجواء الصحراء ، انتهاك صارخ للقانون الدولي ،لأن الإستقلال يعني الخروج النهائي من الأرض والمجال الجوي والسواحل المحيطة بالصحراء؟ ماذا تريد إسبانيا من تعنتها المفاجئ للتحكم في المجال الجوي للصحراء المغربية؟هل قرارها لإرضاء خصومنا التقليديين ؟وما الورقة التي تريد أن تلعبها من جديد ؟ألم يكفيها استنزاف خيرات المنطقة لسنين طويلة من الإستعمار ؟أم قرارها نابع من نيتها في مزاحمة المغرب على جبل تروبيك الموجود داخل المياه الإقليمية للصحراء المغربية سؤال نبحث عن جواب عنه ،لأن استمرار إسبانيا التحكم في المجال الجوي للصحراء ،من ورائه أهداف بل أطماع وندم على الخروج من المنطقة سنة 1975.ثم ماموقف المغرب من استمرار إسبانيا التحكم في المجال الجوي للصحراء المغربية،وهل دخول المجال الجوي للصحراء المغربية و تحليق الخطوط الجوية الملكية المغربية فوق الأقاليم يتطلب الترخيص من السلطات الإسبانية؟ألا يعتبر ذلك عودة للاستعمار الإسباني وكيف سيفسره أعداء الوطن ؟أعتقد أن استمرار إسبانيا التحكم في أجواء الصحراء المغربية استفزاز غير مقبول وانتهاك للسيادة الوطنية.لا يمكن السكوت عنه شعبيا ولا رسميا ،لأن القرار في حد ذاته ،لا يخدم العلاقات بين البلدين،ولا يخدم حسن الجواروالتعاون والشراكة التي تربط الدولتين الجارين.هل القرار المتخذ يخدم أجندة الحزب الإشتراكي الإسباني للفوز بالإنتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل ؟أم يبعث برسائل لخصوم الوحدة الترابية ،لإرضاء النظام في الجزائر من أجل عودة العلاقات لطبيعتها.؟وكيف ما كانت الأسباب والدواعي فإن بلادنا يجب أن ترفض استمرار إسبانيا التحكم في أجواء الأقاليم الجنوبية نهائيا ولا مساومة فيما يخص التحكم في مجالنا الجوي سواءا في الأقاليم الجنوبية أوفي باقي التراب الوطني .إن استمرار إسبانيا التحكم في جزئ من مجالنا الجوي يعد انتهاك غير مقبول،ويفرض وقفة صارمة للدبلوماسية المغربية،وخروج ببيان واستفسار للسلطات الإسبانية لأن ماقامت به إسبانيا سيعيدنا من جديد لنقط الصفر والتوتر في علاقاتنا مع إسبانيا .المغرب حريص على الحفاظ على العلاقات مع إسبانيا،وحرصه لا يعني التسامح مع عودة إسبانيا التحكم في أجواء الصحراء المغربية ،بل طلب الترخيص لدخول الطائرات المغربية لأجواء الصحراء المغربية إهانة للمغرب وللمغاربة .لماذا سكتت وزارة الخارجية عن عودة إسبانيا التحكم في المجال الجوي للصحراء؟ما أهدافها الحقيقية من وراء العودة؟إن مايجري في المنطقة يجعلنا نتساءل ،ماذا تريد إسبانيا من وراء قرارها الجديد ،خصوصا وأن تمارين الأسد الإفريقي ،تجري في مناطق عدة في الصحراء المغربية وبمشاركة قوية من القوات الجوية الأمريكية،ولا أعتقد أن الولايات المتحدة العضو الرئيسي في حلف الناتو ستطلب ترخيصا لطياريها للمشاركة في تمارين الأسد الإفريقي والتحليق في أجواء الصحراء المغربية.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك