تحرك الجيش الموريتاني على الحدود المغربية هل هو بداية أزمة جديدة مع المغرب؟
التطورات الخطيرة التي تعرفها منطقة الساحل وتندوف،دفعت بموريتانيا لتحريك جيشها على حدودها مع الجزائر وكذلك على حدودها مع المغرب .موريتانيا أصبحت لا تنظر بعين الرضا على التقدم الكبير الذي يعرفه مشروع إنجاز ميناء الداخلة المغربي ،والوتيرة المتقدمة في الأشغال،ثم نية المغرب في إنجاز ميناء الكويرة ،والذي سيكون ضربة موجعة لميناء نواديبو الحيوي بالنسبة لاقتصاد موريتانيا.مشروع ميناء الداخلة الكبير سينهي أحلام موريتانيا المتحالفة مع الجزائر ضد المغرب ،لقطع الطريق عليه أمام القوافل التجارية المغربية نحو السنغال ودول الساحل الأخرى مالي وبوركينافاسو وغينيا .التحرك الموريتاني على الحدود المغربية ،بدأت مع انطلاق مناورات الأسد الإفريقي بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة دول إفريقية عديدةوالمفاجأة هذه المرة مشاركة إسرائيل وتونس في هذه المناورات،وهي مفاجأة غير منتظرة في نظر العديد،تخالف مواقف الرئيس التونسي الرافضة للتطبيع مع إسرائيل.إجراء المناورات على الحدود الجزائرية اعتبره العديد تحدي سافر للجزائر وجيشها ،خصوصا بمشاركة الجيش الإسرائيلي .ثم أسئلة كثيرة يمكن طرحها لإيجاد تفسير على التحركات الموريتانية جنوبا على الحدود الموريتانية المغربية الجزائرية المشتركة ، خصوصا وأنه هناك توتر خطير داخل مخيمات تندوف ضد قيادة العصابة .هل التحرك الموريتاني يأتي بناءا على معطيات استخبارية تنذر بانتفاضة في هذه المخيمات وهروب جماعي للصحراويين المحتجزين في تندوف نحو موريتانيا أو على الحدود المغربية الموريتانية في الكركرات كما فعلوا سابقا ؟أم تحرك الجيش الموريتاني يأتي بعد الأحداث التي عرفتها منطقة جنوب الجزائر والتي ظهرت فيها مؤخرا حركة الأزواد والتي تطالب بالإنفصال عن الجزائر؟أم التحرك العسكري الموريتاني على الحدود المغربية يأتي ضمن مخطط مشترك موريتاني جزائري وبدعم فرنسي لمحاصرة المغرب.علامات استفهام كبيرة يطرحها المتتبعون ،تنذر بتطورات خطيرة ستعرفها المنطقة بكاملها ،في ظل معطيات أخرى ظهرت على السطح والمتعلقة بالخصوص بالعلاقات المغربية مع الإتحاد الأوروبي ،وقرار هذا الاخير إنهاء اتفاقية الصيد البحري مع المغرب والتي سيكون المتضرر الأكبر بطبيعة الحال إسبانيا ،التي تعيش هي كذلك على صفيح ساخن بفشل الحزب الاشتراكي الإسباني الذي اعترف بمشروع الحكم الذاتي كحل لإنهاء الصراع في الصحراء المغربية،وإعلان الحزب الاشتراكي الإسباني انتخابات برلمانية الشهر القادم.المغرب يواجه تحديات كبيرة مع الجزائر التي تهدد بإعلان الحرب على المغرب وتتهمه أنه يقف وراء الانتفاضة جنوبا وإعلان الأزواد الانفصال عن الجزائر وهي اتهامات لا تنبني على معطيات دقيقة،لأن منطقة الطوارق تعرف تهميشا رغم أنها منطقة غنية بالغاز والنفط ويبقى التهميش الذي تعرفه المنطقة في كل مناحي الحياة سببا من أسباب الإنتفاضة التي تطورت للمطالبة بالاستقلال والإنفصال عن الجزائر كمنطقة القبائل .إذا الجزائر تعيش على صفيح ساخن جنوبا وشمالا ،ومما زاد من التوتر في هذا البلد مطالبة تونس بالصحراء التي ضمتها فرنسا إبان استعمارها للجزائر كماضمت الصحراء الشرقية المغربية كذلك .إذا التطورات الخطيرة التي تعرفها الجزائر مؤشرات خطيرة تنذر بانفجار الوضع في المغرب العربي والذي تعتبرها الولايات المتحدة منطقة جيواستراتيجية مهمة ،وهي من الاسباب التي دفعتها لتنظيم مناورات الأسد الإفريقي في المغرب عدة مرات وتعتبر المغرب حليفا استراتيجيا مهما في المنطقة.إن مشاركة القوات الإسرائيلية في مناورات هذه السنة يبعث رسائل واضحة للجزائر وزيارة قائد عسكري أمريكي للجزائر إبان إجراء هذه المناورات يبعث رسالة واضحة للنظام العسكري في الجزائر الذي يتأهب لشن حرب لا معنى لها ضد المغرب لا لشيئ سوى أن بلادنا اقتربت من حسم ملف الصحراء والقضاء على عصابة البوليساريو التي تحتضر في المخيمات والتي تعيش انتفاضة دفعت قياداتها بالهروب خشية التصفية الجسدية..إن الإتهامات التي وجهتها الجزائر ونظامها العسكري للمغرب بأنه يقف وراء انتفاضة الطوارق في منطقة الازواد ومطالبتهم بالانفصال عن الجزائر دليل آخر على تخبط النظام وفشله ،وينضاف إلى هذا فشل النظام في تدبير الأزمات الإجتماعية التي تتخبط فيها الجزائر.إن مايجري في الجزائر من أزمات اجتماعية وسياسية ،وسيطرة الجيش على مقاليد السلطة في البلاد.هو مؤشر قد يتطور في كل لحظة لانتفاضة شعبية واسعة،وعودة الحراك من جديد للشارع الجزائري رغم أن العسكر جيش الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي لتضليل الرأي العام الجزائري وتسليط الضوء أكثر على المغرب باعتمادهم على نظرية المؤامرة التي يمارسها المغرب لتضليل الرأي العام الجزائري ليغطي النظام والعسكر المتحكم فيه على فشل تدبير شؤون البلاد والتغطية على تهريب الأموال للخارج التي من المفروض استثمارها في التنمية.خلاصة إن مشاركة تونس في مناورة الأسد الإفريقي والتي تجري حاليا في المغرب وبمشاركة إسرائيلية كسرت مايسمى بالتطبيع الذي يرفعه قيس سعيد في كل خطاباته،وهو دليل ملموس على تملصه من كل التزاماته مع النظام القائم في الجزائر،ثم إن تحرك الجيش الموريتاني جنوبا على الحدود المغربية هل يأتي عقب أوامر صادرة من قصر الإيليزي أم قصر المرادية لتطويق المغرب وإفشال كل مخططاته.سؤال سوف نواصل التعمق فيه لمعرفة حقيقة مايجري في منطقة المغرب العربي ككل.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك