حيمري البشير

ماذا يريد النظام في الجزائر؟

يبدو  أن النظام الجزائري بدأ يفقد الأمل بدفعه لمجلس الأمة الجزائري لتوجيه رسالة للرئيس الأمريكي المنتخب مستعطفين فيها التراجع عن اعتراف ترامب بمغربية الصحراء،وهم بذلك يحاولون الرمي بفرصتهم الأخيرة لإقناع الرئيس المنتخب بإلغاء الاتفاق الثلاثي ،وبالتالي التراجع على كل المصالح الأمريكية التي يضمنها هذا الاتفاق. كان على النظام في قصر المرادية إعطاء الأولوية للقضية الفلسطينية ومطالبة الرئيس الجديد بالتراجع على كل القرارات التي اتخذها ترامب  في نقل السفارة الأمريكية للقدس واعتبارها عاصمة أبدية لإسرائيل .واعترافه بحق إسرائيل في ضم الجولان المحتل.الرئيس الجزائري بدفعه لمجلس الأمة الجزائري بمراسلة جو بايدن للتراجع عن قرار الرئيس ترامب هو في الحقيقة صورة معبرة لفشل النظام الجزائري  وقمة السعار الذي وصل إليه .هم يحاولون

اللعب بكل الأوراق متناسين أن المعركة  تتحكم فيها أطراف عدة ،وليس في مصلحة الولايات المتحدة ،أن تتراجع  عن موقف  يخدم استراتيجيتها في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط.إن من مصلحتها أن يعيش المغرب استقرارا لأنه لاعب أساسي لمحاربة الإرهاب والتطرف،ولاعب أساسي لتحقيق السلام في ليبيا  والشرق الأوسط   وبالخصوص  في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ،للدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه اليهود المغاربة لتحقيق ذلك ماداموا يشكلون حوالي 6أو7في المائة من الساكنة ولارتباط هؤلاء الكبير بالمغرب .وعندما تضع الولايات المتحدة المغرب في الميزان  فإن مصالح الولايات المتحدة عبر التاريخ كان تميل لصالح كفة المغرب.المغرب بلد عريق بحضارته المغرب  الذي حكمه ملوك كانوا دائما حريصين على الوحدة العربية والإسلامية ومن أجل ذلك نظم مؤتمرات عدة لتعزيزالتضامن العربي والإسلامي مع قضايا الأمة وعلى رأسها فلسطين والقدس الشريف ،ولنقم بجرد  للمؤتمرات التي نظمت في الجزائر والمؤتمرات التي نظمت في المغرب فالكفة تميل للمغرب.المغرب احتضن حركة التحرير الجزائرية ودعمها لمحاربة الإستعمار الفرنسي وسالت دماء مغربية غزيرة من أجل استقلال الجزائر.ورغم ذلك لازال النظام القائم يتآمر على المغرب ،ويستمر في محاولاته لإقناع نجيريا  العدول عن مشروع  أنبوب الغاز الذي سيربط البلدين ويمر عبر دول عديدة.الجزائر تتحرك في كل الاتجاهات على المستوى الإفريقي والدولي لترويج المغالطات  ضد المغرب،في الوقت الذي تخطو الدبلوماسية المغربية بثبات لإقناع دول عديدة بخطاب قوي يقوده ممثل المغرب في الأمم المتحدة والسيد وزير الخارجية  الذي يجب أن يدعم  بدبلوماسية برلمانية  لتحقيق المزيد من الإنتصارات.تعزز ماتحقق لحد الساعة.إذا أستبعد أن تتراجع الحكومة الأمريكية الجديدة برءاسة جو بايدن  عن التزامات الحكومة السابقة فيما يخص الإعتراف بمغربية الصحراء وفي حالة ماوقع  وأنا أستبعد ذلك فالرئيس بايدن سيكون ملزم بالتراجع عن نقل السفارة الأمريكية للقدس والتراجع كذلك عن اتخاذها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل  وأعتقد أن مجلس الأمة الجزائري ووفاءا لدعمها للشعب الفلسطيني ،فعليها أن تبعث رسالة ثانية للرئيس بايدن من أجل إعادة السفارة الأمريكية لتلأبيب وإلغاء قرار ترامب السابق ،دون أن ينسى مطلب إقامة الدولة الفلسطينية على حدود السابع وستين.وأنا أعلم مسبقا بأن النظام لا يغامر مطلقا في مطالبه لأنه يخشى من اليهود المغاربة في إسرائيل

حيمري البشير  البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube