المرأةشعر وأدبمستجدات

أمينة مكاحلي.. ترحل عن دنيانا بعد فتوحات نثرية شعرية باذخة

أحمد رباص – حرة بريس

سلمت ليلة أمس الاول الكاتبة والشاعرة والروائية والمترجمة الجزائرية أمينة مكاحلي الروح إلى باريها عن عمر ناهز 55 سنة، بعد معاناة من مرض عضال.
حازت الراحلة المعروفة بكتاباتها الشعرية على لقب الدورة الخامسة للجائزة الدولية الحاملة لاسم الشاعر السنغالي والرئيس السابق ليبود سيدار سنغور والتي احتضنتها مدينة ميلانو الإيطالية عن قصيدتها “شفتان دون طابع بريدي”، بعدما نالت بها إعجاب لجنة التحكيم من بين مجموعة قصائد في
قسم الإبداع باللغةالفرنسية قبل أن يتم تعيينها سفيرة للجائزة قي بلادها .
نشرت إبداعات أمينة مكاحليي الشعرية في عدة أنطولوجيات، كما ترجمتإلى لغات أخرى.
صاغت مجموعتها القصصية “الفيلة لا تموت بالنسيان” في قالب قصصي تناول تيمة الحب باسلوب جعل القصص تستقر فى الوجدان مع وعي بموت الحب قبل أن يحدث فجأة حدث طارئ يعيده إلى الحياة،.
في الجانب المتعلق بالإبداع السردي، نجد أن روايتها “الرحالة المحترق” تحتوي على قصيدتها “أنا منك” التي إشتهرت بها.
وكانت الفقيدة قد فازت في سنة 2017 بالجائزة الدولية للشعر”ليوبود سيدار سنغور”عن قصيدتها “أنا منك”، وفي 2018 عن مجمل عملها، ثم في 2019 عن قصيدتها “شفتان دون طابع بريدي”.
سبق لها أن نشرت عدة روايات سيما “الرحالة المحترق” في 2017 ومجموعتها القصصية “الفيلة لا تموت بالنسيان” في 2018، كما نشرت في 2015 نصوص الكتاب “تيارتي الخيل والأساطير” معززة بصور القطتها عدسة ناصر وضاحي. وترجمت مجموعتها القصصية “حصى الصمت الصغيرة” إلى الايطالية الشاعرة “سينزيا دامي”
كما ترجمت أعمالها الشعرية إلى عدة لغات.
تضم مجموعتها القصصية “الفيلة لا تموت بالنسيان” سبع قصص مثيرة تحمل الكثير من التشويق، حيث تحلق بالقارئ بعيدا في سماوات رحبة لتحط به على أجنحة دافئة من الحب.
نعم ترصد ثنائية الحب والنسيان وإن كان الحب أقوى من النسيان هذا ما تثبته أمينة بين طيات إبداعها الذي ترجمته بلغة فرنسية أنيقة.
كانت الراحلة تنتقي أبطال قصصها بذكاء. والمثير في هؤلاء الأبطال كونهم في الحقيقة رمزيين، يحضرون من بعيد أي من عالم مفقود، بل ومن عالم يغشوه النسيان. وهكذا أزالت الكاتبة ببراعة وموهبة تلك الضبابية، وبثت فيهم الحياة، وأعادت برمجتهم في الذاكرة الحية.
تعد هذه المجموعة القصصية العمل الإبداعي الثالث في مسارها بعد روايتين إحداهما حصدت بها جائزة رفيعة بإيطاليا بفضل قصيدة كتبتها داخل الرواية على اعتبار أنها روائية وشاعرة.
وكان يبدو للوهلة الأولى أن الفقيدة أمينة القاصة تنبض بالرومانسية ولكن في الحقيقية لديها قدرة كبيرة على التوغل بعيدا في تفاصيل الحياة النفسانية لتجارب الأشخاص، فتحللها بطريقة مدهشة مثل مختص وخبير نفساني لتشكل لنا طقس التجارب العاطفية المفعمة بالصدق والحرارة التي اشتعلت بها مجموعتها القصصية، حيث تتطرق في قصص الحب التي لا تخلو من القطيعة والانفصال، ثم الفراق الصعب إلى خبايا مدهشة، ولا تتوقف عند هذا الحيز، بل ترافق الأبطال في هذه الفترة بالتحديد، أي عندما يحاولون النسيان كي يخففوا الألم الذي يهاجم وجدانهم، وتكشف المشاعر الجميلة عندما يرفضون محوها من الذاكرة الوجدانية، وقد بدت متأكدة أن القلب يفعل المستحيل حتى لا ينسى مثل “الفيلة التي ترفض النسيان”، العنوان الذي اختارته لإحدى قصصها.
الراحلة وان كانت تتقن عدة لغات ومختصة في الترجمة من العربية الى الفرنسية فان مجمل منشوراتها الابداعية، كانت بلغة موليير. ومن بين عناوين قصصها نذكر قصة تحمل عنوان «الشبح 504 البيضاء» Le fantôme de la « 504 » blanche « وقصة«المرأة التي تعيش مع الملائكة» La femme qui vivait avec les anges. بالإضافة إلى قصة «ضجيج الأدراج داخل الأدراج»: Des bruits de cloches dans les tiroirs وقصة تحمل عنوان La confrérie de contrebandiers.وكدلك
Un peu d’honneur et des talons aiguilles وآخر قصة عنوانها
Le sablier s’est vidé pour rien.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube