مستجدات

ابتسامة من خلف الكمامة (52) شباب التبغرير والپيكالا من أجل التغيير شيكيبالا:الفاعيلان السياسيون

مصطفى الزِّيـــن

لأول مرة أعرف أن مفرد طاليبان هو (طاليب)- مثله (حاجيب) مفرد حاجيبان، وشاريب مفرد شاريبان ، و(فاعيل) مفرد “الفاعيلان السياسيين” .. ؛ عرفت هذه الحقيقة الصرفية بعدما رأيت ملصقا لأحد مرشحي حزب الخُضَر المغربي ،كتب فيه مرشحنا الشاب، تحت إسمه، مهنته (طاليب)،وأسفلها : (شباب من أجل التغيير)، ويبدو في صورته موارب العينين، أمن نعاسٍ لم يُفق منه بعد؟، أم من مخدر وضعه له في كأسه من جره إلى هذه اللَّـعبة “الشياشية”المفتوحة؟ لست أدري! وربما كنت عليه قاسيا متعسفا ، لما علقت على المصلق ،عندما جرته أمينة حزب المحكة إلى الحمَّام، فكتبت: غيّْرْ غي (طاليب) واكتبها (طالبْ) انجحتِ بالنقيلة وبالرغيبة راغب وافتح غي عينيك يا “زين” الحالةْ يا قــرون غلالة تخلل بالخـلالةْ وسيرْ كن تحشم تكمش يا الْمزغوبْ والله ، خير منك السطل المثقوب وكنت، قبلها ، كتبت نصا زجليا عن السطل الحمامي المثقوب الذي لم ينثقب إلا بعد أن اشتغل وكافح..وحتى وهو مثقوب ، يمكن أن نغرس فيه النَّور والحبق والورد..بينما من شبابنا من هم مثقوبون أصلا..أهشاش عمْش أعماش، ممن كانوا ضحايا الإجهاز على التربية التعليم ، والتضبيع والتمييع والتطبيع مع الغش والنقل والتفاهة والإسفاف ، حتى لتجد المُجاز منهم يكتب أنه[ موجز، وأنه نجح بجضارة واصطحقاق] والممستر والمدكتر الممسخر المسخرة حقا وصدقا، السطل الذي يكتب (صطلا )، والذي لا يميز بين السين والصين( أي الصاد ههههه).. بعد نتائج الدورة الاستدراكية، كتب إلي ، على الخاص، أحد الناجحين، يشكو إلي كيف أنه قدم أجوبة جيدة في امتحان اللغة العربية-علوم إنسانية – بينما أُعْطِيتْه نقطة 03 من 20 ( بالمناسبة ، كتبت على بعض أوراق الإمتحان في خانة النقطة : النقطة/على عشرون، هكذا! ، فلم تعد (على) تجر حتى عند أكاديمياتنا الموقرة!)، ، وهو يستفتيني إن كان من حقه أن يطالب بإعادة تصحيح ورقته ؟ !،وبعث إلي نصَّيْ إجابته في درس النصوص ، وفي درس المؤلفات . والحقيقة،كما قلت له، أن نص إجابته في النصوص مناسِبة جيدة ، التزمت بالمراحل والمطالب المطروحة، أما نص إجابته في المؤلفات، فهي خارج الموضوع ومراحلة ومطالبه، ولم أشأ أن أسأله كيف سود ما سود، وحافظ عليه، وهو مبيَّض خال من الخدوش والخربشات ، وأنا أعرف ، بحكم أني درَّست وصححت على امتداد سبع وثلاثين سنةً ؛ أن هذه الأجيال لا تعرف كيف تسوِّد ، ولا كيف تبيِّض وتحرر (للأسف، حتى جل المدرسين والإداريين..يسمون أوراق التسويد “أوراق الوسخ ” هكذا،مما نأنف أن نسمي به حتى الورق المستعمل في التمرحض)، ولم أشأ أن أقول لهذا الغبي ، الذي يعتقد أن الآخرين بنفس “ذكائه”، أنه إنما غش ونقل..، ونصحته بأن يتقبل نقطته .رد علي بكونه، رغم تلك النقطة السيئة ، فإنه قد نجح..فهنأته ،ونصحته بأن ينظر ،الآن ،أمامه ، فلا يلتفت إلى الخلف ، لكنه قال لي إنه يشعر بالظلم ،وإنه..وإنه..فاضطرت إلى مواجهته: لقد نصحتك ،إن كنت منتصحا !كيف، ولدي العزيز، كتبت ما كتبت ؟ وأنت في نص محادثتي كتبت ( أستاد)،هكذا، بالدال المهملة، أربع مرات، وكتبت( نححةُ) هكذا! وارتكبت أكثر من عشرة أخطاء!؟ ألا تدرك أنك مجرد نقال غشاش، وأنك لن تفلح أبدا، إلا إذا عدت إلى الحق.. أبمثل هؤلاء الذين تلقوا “التربية على النقل والغش” والتربية على عقوق الإنسان”- إذا لم أقل: وعقوق الوالدين الآباء- يوهمنا المتوهمون أننا سنشبِّب مجالس المنتخبين الجماعية ،والغرف والبرلمان وأننا ، تحت شعار التغيير، سنغيِْر ؟ وكأن التغيير مجرد تغيير حفاظات متسخة بحفاظات جديدة، أقل جودة ، وأكثر استعدادا للتلوث والابتذال، لأنها ، ببساطة ، لم تترب ، حقا، في غالبيتها العظمى، على قيم العمل والجد والاجتهاد ، وعلى قيم الحق والعدل والإستقامة، وإنما على زيف التدين والتظاهر بالدين، وعلى النفاق والسباحة في المياه العكرة.. معظم الشباب ، من التلاميذ والطلبة ،واليوم، في مجتمعاتنا ،ولا يستطيعون أن يحركوا دجاجة عن بيضها، لا يساعدون آباءهم وأمهاتهم بشيء، بل يعولون عليهم في كل شيء، فترى الأم تحمل القفة وأسطوانة الغاز، والإبن (بوبوادر) يسير خلفها ، يمضغ أو يتصفح هاتفه المحمول الغالي الذي حمَّل فيه وكلف، وفي مطالبه وحاجاته التي لا تنتهي، والديه “دم جوفهما” ،كما يقال.. أهولاء شباب سيتحملون تغيير تدبير الشأن الجماعي؟ ومحاربة الفساد والغش والرشوة ..؟ أبعدما ضيعنا أجيالا من الشباب بسوء التربية وبضحالة التعليم، بالتربية على الغش والنقل( حتى الفلسفة، يا عباد الله ، تحفَّظ وتحفظ وتستظهر ،وننقطها “عشرون على عشرون”؟) وعلى النفاق ،والدلال والدلع وتعليق الفشل على الآباء والمدرسين؟ أبمثل هؤلاء المتعلمين والمنقطعين وبالصيَّع والمسطولين، تملأون لوائح دوائر المرشحين المترشحين، تحت شعار التغيير؟ أبمثل هذه الحفظات الشينوية المزورة تريدون تغيير حفاظات المفسدين المنتنة المفتوحة المقززة؟ بئس ما تخططون وما توهمون وتتوهمون. مغرب المقاومة، ومغرب حركة التحرير ،ومغرب بداية الاستقلال والجهاد الأكبر ، قبل أن يجهض ، كل ذلك اضطلع به وقاده مناضلون شباب كمحمد بن عبد الكريم الخطابي- أحمد الريسوني- علال الفاسي – محمد الخامس- المهدي بنبركة- محمد عابد الجابري- عبدالله إبراهيم ..عبد الخالق الطريس…على سبل التمثيل) ،لأن الشباب كان عمليا ،تربى على الكفاح في الحياة والأسرة والمدرسة والحقل والورشة..وفي حركة واحدة وحزب أو حزبين اثنين أو ثلاثة، لافي هذه المتاهة والردغة من الألوان والرموز والقواسم القواصم ولعبة الپوزل المهترئة.. وانظر إلى هذه الرموز ! أذكر منها مثلا الكرسي والسلم ..والعدَّاء ..ممن أعجبتني صراحتهم ؛ فهم لا يَجْرون ويسابقون ويتسلقون الا من أجل ذلك الكرسي السحري، وحتى إذا لم يصل منهم الواحد إلى الكرسي اللاصق ، كان بإمكانه أن يبيع صوته، باعتباره ناخبا كبيرا ، لمن سيشتري ذلك الكرسي الوثير ، ومعه سيارة (جابا الله)، والجاه والسلطة وپريستيج “الرئيس”، وأعجبني أكثر ذاك الذي دخل باسمه العائلي : فلان “الكذَّاب”! كذاب ابن كذاب أصلا وفصلا،ما شاء الله!، (كذاب في أصل وشِّك) كما يقول المصريون.فلمَ يخفي الكذاب؟ وكلنا نعرف أن هذه المجالس واللوائح إنما هي ممتلئة مزدحمة بالكذابين المنافقين، ومع ذلك، فإننا ننتخب منهم أكذبهم وأشدهم نفاقا ورياءً.. ومن الرموز ما راقني في لائحة لا منتمين ( ستة وستين حزب ،وتبارك الله مازال عندنا اللامنتمون!) لا منتمون كولن ولسن،يمكن، ولكن أغرتهم “اللعبة الشياشية”، فاتخذوا الدراجة الهوائية /البشكليطا رمزا، زعما نحن مثلكم فقراء متقشفون ،من أجلكم لن نركب إلا هذه الدراجات صديقة البيئة..فنحن لا نركب سيارات فاخرة ولا طيارات ..أليس هؤلاء باديو النفاق والكذب كأولئك “الدباشخة” الذين اختلطوا في حملة سابقة بسواد الشعب، وروجوا لهم صورا يآكلون فيها الفقراء البيصارة ،ويركبون الحمير ، ويقبلون رؤوس الأرامل والأيتام والشيوخ والعجائز..ثم ذكرهم “زهيمهم” ، وذكر نفسه، بأن أحسنهم لم يكن يملك إلا مرسديس 240 خرشاشة ..وهاهم، بحمد الله، يتكرشخون في السيارات الفاخرة والڤلل والريوع والملايين،بله الملايير ، فليحمدوا شيطانهم الذي به يأتمرون وينتهون. شعار التغيير، بل ومصطلح التغير ،زائف مبتذل ؛ ذلك أن التغيير، ومثله التطور، يعني التبدل إلى وضع غير الوضع ، والحال غير الحال ، والطور غير الطور ،وقد يكون الجديد أسوأ ،لهذا يستعمل بعض أهل شمالنا في العامية صفة “مغيّْر” بمعنى معكر مكدر مأزوم، فيقولون فلان اصبح مغيّْر، وهذ الماء مغير،بمعنى ملوث معكر. وهكذا يجب أن نفهم الآية الكريمة : “لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، في الحالين والاتجاهين ، سواء غيروا ما هو سيء بالأحسن، أو غيروا الحسن بما هو أسوأ. وما أرى إلا أننا نغير السيء الأسوا بما هو أسوأ وأردأ وأكثر قابلية للفساد والإفساد. ما أرى إلا أننا نتغير كدرا وعكرا وفسادا ونتنا ، ونغير/نعكر مياهنا باستمرار ،في هذه اللَّعبة القذرة.

صفرو- الجمعة 03 شتنبر 2021 .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube