أخبار دوليةسياسة

أبعاد الزيارة الرسمية لدبلوماسي فرنسي لحكومة الثغر المحتل سبتة

بقلم ذ. البشير حيمري – كوبنهاجن

يبدو أن الدبلوماسي الفرنسي والقنصل العام بمدريد السيد سيدريك برييتو الذي     قام بزيارة لسبتة صباح يوم الخميس 20 غشت 2020، وهو اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية لثورة الملك والشعب، وهو في الوقت الذي كان فيه الشعب المغربي يترقب ويتابع الخطاب الملكي، حيث كان في استقباله عمدة المدينة كما هو ظاهر في الصور الخاصة بـ”الأسبوع الثغر المحتل ، وإبداءه اهتماما كبيرا بوضع المدينة ،لم يكن بمبادرة انفرادية من دون تعليمات من السلطات العليا ،لاسيما وأنه يعلم خطورة زيارته لهذه المدينة التي يعتبرها المغاربة قاطبة من بقايا الإستعمار في إفريقيا على مساره الدبلوماسي .وخصوصا بعد القرارات التي اتخذها المغرب منذ مدة لإغلاق الثغرين المحتلين ،ووضع حد لتجارة التهريب التي كانت المورد الإقتصادي لمئات الآلاف من سكان إقليمي تطوان وطنجة لسبتة، والناضور بالنسبة لمليلية.وضع الثغرين الإقتصادي متدهور جدا.والمغرب لم يعد يتحمل الخسائر الكبيرة التي يتخبط فيها الإقتصاد الوطني بسبب تجارة التهريب .تصريحات الدبلوماسي الفرنسي عقب اللقاء كانت مستفزة وخطيرة حيث أكد بصريح العبارة أن حكومته سوف تساند سبتة مستقبلا. ومن المتوقع أن يعيد إليها القنصل الشرفي كما كان عليه الحال قبل أربعين سنة، وذلك من أجل إنشاء علاقة جديدة بين فرنسا وحكومة
عمدة سبتة “خوان”فيفاس. لحد الساعة لم يصدر أي رد فعل من الجانب المغربي على هذه الزيارة.واعتبرها العديد من السياسيين رسائل مشفرة من الحكومة الفرنسية للمغرب.وضغوط تمارسها باريس بحكومتها الجديدة ، وهي في حدذاتها تضامن مع الحكومة المحلية،وكذا حكومة الإشتراكيين التي يستمرفيها وزراء بوديموس لقاءاتهم مع خصوم الوحدة الترابية للملكة استفزازا للمغرب.ماذا تريد فرنسا إذا كانت بالفعل هي التي أعطت موافقتها على زيارة الدبلوماسي الفرنسي لسبتة المحتلة ؟هل هي ضغوط لكي يتنازل آلمغرب قليلا ويفك حصاره على الثغرين آلمحتلين ؟هل الموقف الفرنسي استمرارا لشرعنة احتلال المدينتين؟ولماذا لم يصدر أي موقف من الطرف المغربي تعليقا على زيارة الدبلوماسي الفرنسي لسبتة ؟هل من مصلحة المغرب تجاهل هذه الزيارة والإستمرار في حصار المدينتين ،وانتزاع الحقوق الشرعيةوإنهاء الإحتلال؟ هل المغرب قادر على إيجاد البديل الإقتصادي للساكنة المجاورة للمدينتين؟ أسئلة مشروعة تتطلب الجواب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube