أخبار المهجرأخبار دوليةمستجدات

على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا: أزمة إنسانية ضحاياها المهاجرون وهدوء مطبق افتقده السكان المحليون

أحمد رباص – حرة بريس

كل القنوات الفضائية والإذاعات الأثيرية والمواقع الإخبارية تسوق الآن في نشراتها ومقالاتها ما يتقاطر عليها من أخبار ومستجدات ذات صلة بأزمة الهجرة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، والتي ما بدأت إلا لتتعقد وتتشعب.
في إطار ردود الفعل الدولية، يندرج اتهام المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل عتال نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو بأنه أصل “الاتجار بالبشر”.
وفي نفس السياق، أكد الرئيس الفرنسي عزمه التحدث مع نظيره الروسي للتباحث حول هذه الأزمة.
من جهته، اتهم الاتحاد الأوروبي رئيس جمهورية بيلاروسيا بتعمد تنظيم تدفق المهاجرين إلى أوروبا عن إصرار وسابق ترصد.
لكن، هل يمكن أن تكون بيلاروسيا التي يقودها ألكسندر لوكاشينكو مصدرا للاتجار بالبشر؟ كما قال المتحدث باسم الحكومة جبرائيل عتال.
بالفعل، شوهد الآلاف من المهاجرين الأكراد والعراقيين يتم حشدهم بشكل أساسي على الحدود البولندية، لاستخدامهم كدرع بشري في محاولة لإحداث أزمة على أبواب أوروبا. اعتبرت وارسو هذه الأحداث مؤشرات على إرهاب الدولة.
من مظاهر الأزمة الإنسانية التي ترخي بظلالها على ساكنة هذه المنطقة الحدودية، أصبحت مدينة كوزنيكا في بولندا مدينة ميتة، وصار فيها أزيز طائرات الهليكوبتر أمرا معتادا. كما حلت الطائرات بدون طيار محل الشاحنات التي تمر عبر كوزنيكا.
استسلمت المدينة لنوم عميق. لم يبق في الشوارع غير عدد قليل من الناس، وبعض المتاجر أغلقت أبوابها، يهمس سيباستيان، بالقرب من المنطقة المحظورة، على طريق غابة صغيرة. ثم يضيف: “شغلنا الشاغل هو العمل، هذا كل ما في الأمر، حتى لا نفكر فيما يجري هنا.”
بعد ثلاثة أيام من التوتر الشديد على الحدود، قيل إن ثلاثة إلى أربعة آلاف مهاجر تقطعت بهم السبل هنا، تدعي بولندا أن بيلاروسيا هي التي دفعتهم إلى هنا، ومنعتهم من الدخول إلى بلادها.
منذ سبتمبر، يحرس آلاف الجنود وحرس الحدود “منطقة طوارئ” تمتد على ما يقرب 400 كيلومتر على طول الحدود.
في الجهة الجنوبية، كان ماك يدير نزلا قبل استبعاد السياح. “عشنا هنا بهدوء، بل بهدوء مطبق. واليوم، الأمر بخلاف ذلك: لا يمكننا أن نغفو في المنزل، لأن شاحنات الجيش طوال الليل تأتي وتذهب من حولنا”، يقول ماك بنبرة حزينة، بعيدًا عن الأنظار. هذا الشاب الثلاثيني يناديه المهاجرون بلقبه “ماك”. كل يومين، يتجول في الغابة بلا كلل لإحضار الطعام والملابس لهم.
يقول: “الأسوأ هو مقابلة هؤلاء الأشخاص ومعرفة أنهم سيقضون الليلة التالية، الليالي التالية في الغابة … وهذا أمر له وزنه الأخلاقي”. مزيج من العجز والعزلة لهؤلاء السكان، الذين لم يعودوا يرون سوى أصحاب البذلة الرسمية.
وفي مقابلة تلفزيونية بثت السبت، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده “لا علاقة” لها بأزمة المهاجرين القائمة على حدود بيلاروسيا وبولندا (الاتحاد الأوروبي). جاء ذلك في معرض رده على اتهامات لموسكو بالتنسيق مع مينسك في هذا الملف.
وعلى صعيد متصل، أعلنت الشرطة البولندية العثور على جثة شاب سوري في الغابة قرب الحدود البيلاروسية-البولندية ولم تتضح بعد أسباب الوفاة، وهو ما يرفع حصيلة الوفيات في أزمة المهاجرين هذه إلى 11 شخصا حسب تقديرات إعلامية.
للتذكير، وصل عدد اللاجئين الأكراد فقط في بيلاروسيا إلى نحو 3 آلاف شخص، وهناك عرب وأفغان، فضلا عن الأكراد الإيزيديين ومن كردستان العراق، وكذلك من سوريا، ودفع أغلبهم نحو 15 ألف دولار من أجل الوصول إلى أوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube