شخصياتمستجدات

وفاة ماريا روسا دي مادارياغا المؤرخة الإسبانية المتخصصة في الريف

أحمد رباص – حرة بريس

لم تعد المؤرخة الإسبانية ماريا روسا دي مادارياغا ألفاريز بريدا (1937 – 2022) في عداد الأحياء. توفيت الخبيرة في العلاقات المغربية الإسبانية، خاصة في الريف خلال فترة الحماية الإسبانية (1912-1956)، يوم الأربعاء 29 يناير بمدريد عن عمر يناهز 85 عاما.
ماريا روسا دي مادارياغا، وهي مؤرخة متخصصة في العلاقات بين المغرب وإسبانيا خلال فترة الحماية، هي ابنة أخت الدبلوماسي والكاتب سلفادور دي مادارياغا. بعد الدراسة في جامعة كومبلوتنسي بمدريد، بدأت حياتها المهنية في أوروبا، لا سيما في هولندا ولندن، حيث اكتسبت سمعة طيبة.
قامت بمهامها كمترجمة لفائدة العديد من هيئات الأمم المتحدة، لا سيما لدى اليونسكو في باريس، كما ألفت كتبا مثل “مغاربة في خدمة فرنكو” (2015)، “المغرب، هذا المجهول الكبير: نبذة تاريخية عن المحمية الإسبانية (2013) ، “عبد الكريم الخطابي” (2009) ، “في وادي الذئب – حروب المغرب” (2005) و”إسبانيا والريف: تاريخ شبه منسي” (1999).
بالنسبة لخريجة المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس، كانت الحماية فترة مأساوية بالنسبة لإسبانيا.
عرفت البلاد آنذاك “فترات مؤلمة”، كما أعلنت المؤرخة في حوار أجرته معها وكالة الأنباء الإسبانية عام 2013 ، مستشهدة بمعركة رافين أو لوب (بارانكو ديل لوبو)، أو معركة أنوال الشهيرة لعام 1921، التي أسفرت عن هزيمة مدوية للجيش الإسباني بقيادة الجنرال مانويل فرنانديز سيلفستر، ضد قوات الزعيم الريفي عبد الكريم الخطابي (1882-1963).
وبحسب مادارياغا، فقد أودت المعركة بحياة أكثر من 15 ألف جندي إسباني، و”أحدثت ضجة كبيرة في إسبانيا”.
كانت حصيلة هذه الفترة كارثية وسلبية بكل المقاييس، تلاحظ المؤرخة الإسبانية الراحلة.
وفقا لـوكالة الأنباء الإسباتية، حاولت المؤرخة دائما “إحياء” ما تعنيه العلاقة بين إسبانيا والريف في الذاكرة الجماعية الإسبانية
للبلاد، انطلاقا من الاستعمار والاستغلال المعدني والزراعي، وحتى المقاومة الأمازيغية ضد الاحتلال الإسباني.
ورأت أنه من “الأساسي”أن تقوم العلاقات بين إسبانيا والمغرب على أساس المعرفة المتبادلة و “التعطش المتزايد للتعلم”، وهو شرط أساسي للتسامح والاحترام اللذين تحتاج إليهما البلدان المتجاورة.
ولعل نعي موت هذه المؤرخة القديرة لا يتنافى مع إيراد نبذة موجزة عن مسارها الدراسي، وتقديمها على النحو التالي:
من 1947 إلى 1955 أكملت دراستها الثانوية (قسم الأدب) في المدرسة الثانوية الفرنسية بمدريد. في عام 1960 تخرجت في شعبة الفلسفة والآداب من جامعة مدريد. أكملت دورات الدكتوراه بجامعة كومبلوتنسي بمدريد. وفي عام 1965 شاركت في تأسيس مجلة “العلم الجديد” (Ciencia Nueva) حيث استمرت تعمل حتى عام 1966. حضرت دورات في بروج ودرّست في جامعة لندن. في عام 1966، تقدمت بطلب للحصول على منحة من الحكومة الفرنسية لمواصلة دراسات ما قبل الدكتوراه في جامعة السوربون مع المؤرخ الفرنسي بيير فيلار. في معهد اللغات والحضارات الشرقية بجامعة باريس 3، حصلت عام 1973 على دبلوم في اللغة العربية وآدابها وفي عام 1980 نالت دبلوما عاليا في اللغة العربية وثقافتها.
من 1976 إلى 1983، عملت مترجمة للعديد من منظمات الأمم المتحدة. وفي عام 1983 بدأت العمل في قسم الترجمة باليونسكو كموظفة دولية. في عام 1992 تم نقلها إلى قطاع الثقافة في اليونسكو، حيث قامت بتنسيق العديد من الأنشطة. في عام 1988، دافعت عن أطروحة الدكتوراه في جامعة باريس الأولى (بانثيون – السوربون) ، تحت إشراف البروفيسور بيير فيلار. كان موضوع بحثها تاريخ العلاقات الإسبانية المغربية وحرب الريف. أصبحت شخصية مرجعية في موضوع ظل مسكوتا عنه حتى ذلك الحين؛ ألا وهو حرب الريف خلال مرحلة الحماية الإسبانية (1912-1956). ثم امتد نظرها وبحثها إلى تاريخ المغرب وحربه الأهلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube