كتاب حرة بريسمستجدات

       إسرائيل صناعة غربية.

     انطلق من مقولة بايدن الشهيرة من أنه لو لم تكن إسرائيل موجودة، لكان لزاما على الولايات المتحدة الأمريكية أن توجدها في منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على مصالحها الحيوية و الاستراتيجية. و أنه حتى إذا لم تكن إسرائيليا أو يهوديا ف يكفيك أن تكون صهيونيا لتدافع عن وجود إسرائيل. و هنا مربط الفرس، لأن الصهيونية عقيدة كل من يعادي الإسلام و المسلمين و الحضارة الإسلامية و لهذا السبب نجد الكثير من بني جلدتنا عربا و عجما أكثر صهيونية من الصهاينة أنفسهم ولا نستغرب إذا ما أعلن الغرب اصطفافه مع الكيان الصهيوني لأكثر من سبعين سنة و تبنى روايته التاريخية و ساهم في بناء مشروعه و دولة الاحتلال و دعمه في كل الحروب التي خاضها ضد الأمة العربية، بل زكى تفوقه العلمي و التقني و العسكري في منطقة الشرق الأوسط ، و سكت عن عربداته و صولاته و جرائمه في كل من لبنان و فلسطين بعد حرب اكتوبر المجيدة و اتفاقية كامب ديفيد.  تصدع الجامعة العربية بخروج مصر منها، أتاح الفرصة للكيان الصهيوني ليعيث في المنطقة فسادا و تقتيلا للاجهاز على القضية الفلسطينية بالمرة، كان الغرض من اجتياح لبنان استئصال حركة فتح و كوادرها و قياداتها و بالتالي تصفية القضية برمتها، و فعلا كاد الكيان الصهيوني أن ينجح في تلك المهمة، لولا بسالة المقاومة آنذاك و التي دخلت في مفاوضات مع العدو الصهيوني و كان الاتفاق بالخروج إلى المنفى و الشتات في تونس. أعادت منظمة فتح ترتيب أوراقها و عقدت مؤتمرها التاريخي الأول في الجزائر و خرجت منظمة التحرير الفلسطينية للوجود ك منظمة تمثل كل الشعب الفلسطيني في المنتديات الدولية والإقليمية و ك منظمة تحمل في يدها اليمنى غصن زيتون و في يدها اليسرى بندقية. هذا المسار السياسي و الجهادي ، أفضى إلى الدخول في مفاوضات سلام ماراتونية بين دول المحور و منظمة التحرير الفلسطينية مع الكيان الصهيوني في مدريد توجت باتفاقية أوسلو التاريخية بين منظمة التحرير الفلسطينية و الكيان الصهيوني و أدت إلى عودة قيادات فتح إلى داخل فلسطين مرة اخرى، مما أدى إلى تأسيس سلطة فلسطينية في الضفة الغربية. و من هنا بدأت انعطافة تاريخية في حياة القضية الفلسطينية و التي نشهد اليوم أحد فصولها بعد غطرسة دامت لأكثر من عقدين على اتفاقية أوسلو، التي لم تطبق منها دولة الكيان الصهيوني أي بند يخص خريطة الطريق المرسومة نحو تحقيق  حل الدولتين. في هذه الأيام تشهد القضية الفلسطينية انعطافة تاريخية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تقوده فصائل المقاومة الإسلامية من غزة، بعد مباغتة العدو الصهيوني في أكبر عملية عسكرية بطولية كبدت العدو الصهيوني خسائر بشرية و مادية غير مسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. غزوة طوفان الأقصى التي انطلقت شرارتها منذ فجر يوم 7 أكتوبر و التي لا تزال رحاها تدور بين فصائل المقاومة الإسلامية بزعامة كتائب القسام و بين العدو الصهيوني، لكن على غير العادة ف الحرب هذه المرة، دارت فصولها داخل فلسطين المحتلة و بالضبط في المستوطنات الإسرائيلية و الثكنات العسكرية المحيطة بقطاع غزة. و توسعت المعركة لتشمل جميع مدن وبلدات الكيان الصهيوني شمالا و غربا و القدس الغربية و الجنوب الشرقي للكيان الصهيوني. حرب شاملة، عبر اقتحامات منظمة لأكبر سياج أمني عرفه تاريخ الإنسانية. كانت الضربات قاصمة و أربكت العدو الصهيوني و افقدته زمام المبادرة و قصمت ظهره، و سيطرت نخبة المقاومة الإسلامية : كتائب القسام على كل مستوطنات غلاف غزة و ثكنات العدو الصهيوني المحيطة بقطاع غزة و خاضت المقاومة الإسلامية  قتالا ضروسا مع نخبة مقاتلي العدو الصهيوني و كبدت العدو خسائر في الأرواح و العتاد و اسرت العديد من ضباط الجيش الكبار و الشرطة و الجنود بمختلف الرتب العسكرية. و قد هرع الغرب لنجدة الكيان الصهيوني و الاصطفاف معه ، إعلاميا و ماديا و سياسيا و عسكريا،  و مده بكل المستلزمات العسكرية و اللوجستية و الطبية و الانسانية، لخوض و شن حرب ضروس على غزة المحاصرة لأكثر من عقدين و المحرومة من أساسيات الحياة، و العيش الكريم. الآن غزة تدك بالقنابل الانشطارية و العنقودية و الفوسفورية و بالبراميل المتفجرة و كل الأسلحة المحرمة دوليا، غزة يقتل أبناءها و نسائها و أطفالها و شيوخها في غفلة منا جميعا ، و بتأييد علني و فاضح من الولايات المتحدة الأمريكية و من كل الدول الأوروبية والنخب السياسية و المثقفة بتوجهاتها المختلفة في الغرب و من الإعلام الغربي و من الصهاينة العرب الذين أعلنوا عن معدنهم الرخيص بوقوفهم إلى جانب المحتل الصهيوني بكل وقاحة و جرأة. و لا غرابة ف شر البلية ما يضحك.غزة تخوض اول فصل من فصول  استرداد فلسطين و القدس للحضن العربي والإسلامي، حرب تحرير فلسطين و المنطقة العربية من قيود التبعية و الإمبريالية و هذا ما لم يفطن له الكثير  ، فمن فلسطين البداية و فيها النهاية، بداية فجر العدل و نهاية عهد  الاستكبار

.أحمد الونزاني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube