أحمد رباص – حرة بريس
رغم الجفاف والاضطرابات الحالية في سوق المواد العلفية بالمغرب، تلوح في الأفق بوادر الاحتفال بعيد الاضحى، وذلك بفضل ضيعات تسمين الأكباش المبثوثة عبر سائر أرجاء المملكة، والتي تنشط عادة قبل حلول العيد بأربعة إلى ستة أشهر.
وفقا لبيانات وزارة الفلاحة، تم تسجيل ما لا يقل عن 242 الف راس من قبل مصالح مكتب السلامة الصحية للمنتجات الغذائية (الأونسا) بين شهري يناير وأبريل 2022.
تم إطلاق عملية تحديد رؤوس الغنم والماعز المعدة للذبح بمناسبة عيد الأضحى ١٤٤٣ه عبر جميع أنحاء التراب الوطني في أوائل شهر أبريل. ومن المتوقع صدور النتائج الرسمية خلال الأسابيع المقبلة.
خلال السنة الماضية، تم تحديد حوالي 7,2 مليون رأس من الغنم والماعز من قبل مصالح (الأونسا).
بالنسبة لهذا العام، إذا لم ينخفض عدد المسمنين، فقد تضاءل حجم القطيع عند كل مربي أغنام إلى حد ما بسبب الجفاف والتهاب أسعار أعلاف الماشية اللذين ميزا فترة يناير-فبراير 2022 ، بحسب تقرير صادر عن الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز.
ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار المواشي المسمنة وكذلك أسعار تلك المخصصة للتسمين، بينما انخفضت أسعار المواشي القائم أودها بالنشاط الرعوي فقط.
فمثلا، النعجة ذات حجم معتبر التي بيعت في نهاية 2021 ب1200 درهم شهدت ثمنها في بداية 2022 ينخفض إلى 800 درهم.
من جهة أخرى، ارتفعت أثمان الحملان المعدة للتسمين والنحر في عيد الأضحى إلى 1200 درهم للرأس.
في الوقت نفسه، التهبت أثمنة أعلاف الماشية، حيث أن (بالة التبن) التي بيعت في السابق ب15 درهم ارتفع ثمنها حاليا إلى 25 درهم وأكثر. كما عرفت المنتجات العلفية الأخرى من شعير وذرة ونخالة زيادة في الأسعار تراوحت نسبها بين 60 % و80 ,%. وقد أثر هذا الوضع بشكل خاص على صغار الكسابة الذين اضطروا إلى بيع جزء كبير من مواشيهم لعجزهم عن تحمل تكاليف توفير العلف لها لعدة أشهر.
منذ ذلك الحين، تحسن الوضع بسبب هطول الأمطار في فصل الربيع وإطلاق برنامج إنقاذ الثروة الحيوانية، لا سيما من خلال توزيع الشعير المدعم وإنشاء نقط مائية ترتوي منها المواشي.
بالفعل، تلوح في الأفق بوادر عرض يفوق بكثير الطلب على أضحية العيد، التي يبدو من حيث العدد أنها سوف تستقر عند حوالي اربعة ملايين رأس بين غنم وماعز، عدا أن الأسعار لا مناص لها من أن تتأثر بالأزمة الحالية المترتبة عن ارتفاع أثمان المواد الأولية والمنتجات الطاقية.
ووفقا للتوقعات الأكثر تفاؤلا، سوف يتراوح نطاق الأسعار بين 3000 و4500 درهم للرأس في المتوسط، بزيادة قدرها 20 % إلى 30 % مقارنة بعام 2021. لكن الهدوء المؤقت وكذلك انخفاض أسعار الأغنام يمكن أن يؤثر على السوق. فهل سيتكرر سيناريو الكساد خلال السنة الماضية وما نتج عنه من رجوع قطعان الماشية إلى حظائرها؟
من منظور مختلف، عديدة هي الاسر المفربية المنتمية للطبقة الوسطى وللعائلات الثرية التي تمتنع حاليا عن ممارسة طقوس ذبح الأضحية في المنزل، مفضلة الإقامة في الفندق بدلا من الاحتفال بالعيد كباقي المسلمين.
وبما أن عيد الأضحى لهذه السنة يتزامن مرة أخرى مع فترة العطلة (شهر يوليوز)، فإن الامتناع عن ممارسة الطقوس سوف يكتسب زخما، بحسب توقعات أحد أعضاء الأونسا.
ومن المرجح أن يؤدي وصول المغاربة من جميع أنحاء العالم إلى تحريك وترويج سوق الأضاحي. وفي ارتباط بهذا التوقع، حذر متخصص من المنطقة الشرقية من صفقة قد يلتئجئ إليها الباعة وغيرهم من الوسطاء (الشناقة) على الأرجح لتوسيع هوامش ارباحهم، خاصة وأنه لم يتم حتى الآن تقديم رؤية عن منصات البيع التي يجب تهيئتها، لا سيما في المراكز الرئيسية للمحور الحضري القنيطرة-الرباط-الدار البيضاء، وكذا عن حركة المواشي بين الجهات.
في الوقت الحالي، يستدعي تضاؤل حدة الأزمة الوبائية التعافي، وحتى رفع تدابير الحماية الصحية. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الوزارة الوصية ووزارة الداخلية ستعلنان في الوقت االمناسب عن إعداد وتجهيز منصات مخصصة لتسويق الأضاحي.