أخبار دوليةمستجدات

جير لابورت عن قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي: “هناك شكوك من جانب الدول الإفريقية”

ترجمة أحمد رباص

في يوم الغد واليوم الموالي (17 و 18 فبراير 2022)، سوف تجتمع إفريقيا وأوروبا على أعلى صعيد في بروكسل ببلجيكا. وهذا هو الاجتماع السادس من نوعه بين القارتين بعد حوالي خمس سنوات من النسخة الأخيرة في أبيدجان.
على قائمة المناقشة: الشراكة الجديدة بين أوروبا وإفريقيا كما تم فك ألغازها على يد جير لابورت، مدير مجموعة Think Tanks Group الأوروبية، وهي شبكة من مؤسسات الفكر والرأي الأوروبية.
مع هذا الخبير في العلاقات الدولية، أجرى الموقع الرقمي الإخباري التابع لإذاعة “فرانس أنتير” مقابلة تمت خلالها الإجابة عن مجموعة من الأسئلة وفق الترتيب التالي.

بأي حالة ذهنية ينظر السياسيون الأوروبيون والأفارقة إلى هذا الاجتماع؟

تأتي هذه القمة متأخرة جدا. وقد عُقد آخر اجتماع في أبيدجان عام 2017، وعادةً ما تُعقد مثل هذه الاجتماعات كل ثلاث سنوات. لكن بعد أيام قليلة من إطلاق الاتحاد الأوروبي لاستراتيجيته بشان إفريقيا، في مارس 2020، جاء فيروس كوفيد وتم تقييد جزء من العالم.
الحماسة التي صاحبت هذا العرض لم تعد موجودة. تبذل فرنسا الكثير من الجهد، ويبذل إيمانويل ماكرون جهودا كبيرة لجعل الناس يعتقدون أنها ستكون بداية جديدة لهذه العلاقة بين أوروبا وأفريقيا. لكن على الجانب الأفريقي، لدي انطباع بأن ردود الفعل ضعيفة جدا.

  • كيف تفسر غياب الحماس لدى القادة الأفارقة؟

على الجانب الإفريقي، هناك هذا الموقف الذي يعني أنه بعد عدة مؤتمرات قمة مع تصريحات مطولة، وكلمات رنانة، مع الرؤساء الذين تحدثوا عن شراكة جديدة بالكامل، لدي انطباع بأن هناك بعض الشكوك. كان رد فعل القادة الأفارقة هو إلى حد ما أسلوب الانتظار والترقب. أوروبا تريد أن تجعل إفريقيا الشريك المفضل لها، لكن هل أوروبا مستعدة لتقديم تنازلات؟
تخشى الدول الأفريقية عدم أخذ هذه القمة بعين الاعتبار الأجندات الإفريقية فيما يتعلق بالهجرة والتحول الأخضر والسلام والأمن. التحدي في هذه القمة هو في نهاية المطاف ما إذا كان الجانبان سيتفاوضان على قدم المساواة أو ما إذا كانت ستكون دائما علاقة تبعية. تظل شراكة غير متكافئة، ولدى إفريقيا انطباع بأن أوروبا تتحدث كثيرا عن الشراكة، لكنها لا تفي بوعودها وليست مستعدة لتقديم تنازلات.

من جانبه، ما الذي يتوقعه الاتحاد الأوروبي من شركائه الأفارقة؟

الاتحاد الأوروبي متوتر للغاية. إنه يدرك حقيقة أن إفريقيا لديها الاختيار بين شركاء مختلفين: الصين، تركيا وروسيا … خاصة في بلدان المجال الفرنسي، مثل مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وغيرهما. يوجد انطباع بأن الجانب الإفريقي يريد تغيير علاقة القوة هذه من خلال إثبات أن لديه خيارات. وهذا يجعل الجانب الأوروبي متوترًا للغاية، ومن ثم فإن الوعود الأوروبية بالاستثمار أكثر في إفريقيا، يتعبئة تمويلات واستثمارات ومساعدات دولية بمبالغ لم نشهدها من قبل، أمور مثيرة للإعجاب تماما.
نحن نتحدث عن مئات المليارات من الأوروهات التي تعد بها أوروبا إفريقيا. والجانب الإفريقي غير مقتنع بهذه الوعود، إذ يترك مسافة معينة بينه وهذا الحماس الأوروبي.

هذه القمة، التي كان من المقرر أصلاً عقدها في خريف 2020، تنعقد أخيرا تحت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي. هل يمكن أن يكون لذلك تأثير على المناقشات؟

إنها دولة لها مصلحة حقيقية في هذه العلاقة مع إفريقيا، بالنظر إلى تاريخها. على الجانب الإفريقي، لدينا الرئاسة السنغالية للاتحاد الإفريقي، لذا فإن الترادف بين السنغال وفرنسا ترادف قوي للغاية. لكن من ناحية أخرى، يجب ألا ننسى أن فرنسا في بعض الأحيان مثيرة لجدل حاد في إفريقيا. هناك عدد غير قليل من الدول الإفريقية التي لم يعد لديها نفس الثقة. يعتقد جزء من الجمهور، وخاصة الشباب، أن فرنسا لم تكن دائما منسجمة (مع مبادئها). لقد دعمت بعض القادة في بعض الدول التي تعاني من خلل وظيفي، خاصةً لأنها كانت تخشى خسارة الأرض لصالح الصين ودول أخرى.

كما قلت، تمت الإشارة بالأصابع إلى فرنسا لموقفها مع بعض رؤساء الدول المثيرين للجدل، لكن أوروبا أيضا سترحب أخيرا بالقادة الذين يتعرضون أحيانا للانتقاد بسبب إدارة حقوق الإنسان في بلادهم ..

ما نلاحظه في جدول أعمال هذه القمة هو أن موضوع الحكم قد تم إخلاؤه بالكامل من المناقشات. لأن الجانب الأوروبي يعرف جيدا أنه لا يمكنه التعامل مع هذا الموضوع بطريقة متماسكة. تريد أوروبا تجنب نقاش الصم حول هذا الموضوع. يبحث الاتحاد الأوروبي عن حلفاء وقد يكون لهؤلاء الحلفاء سجل مثير للجدل في مجال حقوق الإنسان. هذه هي حالة رواندا، التي أصبحت عزيزة على أوروبا، بينما تتعرض البلاد لانتقادات كثيرة فيما يتعلق بحقوق الإنسان.
في السابق، كان بإمكاننا قضاء قمة لمناقشة موغابي [رئيس زيمبابوي السابق، ملاحظة من المحرر]. حاليا، لم يعد ذلك ممكنا. تريد أوروبا الحيلولة دون أن يشوش ذلك على جدول الأعمال، لمنع حدوث عواقب وخيمة للغاية.

على العكس من ذلك، قد يكون الموضوع المدرج في جدول أعمال هذه المناقشات هو موضوع الهجرة …

هذه حالة نموذجية حيث يجب أن تكون القارتان قادرتين على عبور الحاجز بين موقعيهما. تريد أوروبا تجنب الهجرة غير الشرعية بينما تريد إفريقيا الحصول على فرص للسفر والعمل وحتى الدراسة في أوروبا. سيكون نقاشا مهما: إلى أي مدى أوروبا مستعدة لتقديم تنازلات؟ هل سنتحدث فقط عن عمليات العودة وضبط الحدود، والاتجار بالبشر، أم ستكون لدينا الرغبة في الحديث أيضا عن التنقل؟

عام 2017، في أبيدجان، تم طرح فكرة “النقاط الساخنة”، وأنشئت مراكز تسجيل المهاجرين مباشرة في الدول الأفريقية. أين نحن من هذه الإستراتيجية؟

إنه فشل يظهر الأبيسية الأوروبية. كان هناك العديد من القادة الأوروبيين الذين حلموا بهذه “النقاط الساخنة” لوقف المهاجرين الأفارقة. لقد اعتقدوا أنه من خلال إعطاء القليل من المال للدول الإفريقية، ستوقف التدفقات. الآن، نعلم أن ذلك لم يتيسر، فالدول ليست مستعدة للقيام بذلك أو غيره مقابل مليارات الأوروهات وهذه الأموال غير متوفرة حاليا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube