حيمري البشيرمحطات إنسانية

زلزال الحوز الذي كان فرصة الشعب المغربي ليفضح عيوب الحكومة

المغاربة بالداخل والخارج أظهروا للعالم،تمسكهم بتمغربيت.من خلال التضامن اللامحدود الذي أبانوا عنه مع ضحايا الزلزال .وأصبحوا بماقاموا به نموذجا للعالم بأسره .لازلنا كل يوم نسمع ونتابع مايقال عن الهبة التضامنية التي أصبحت على كل لسان.المغاربة شعب التحدي بامتياز بتضامنهم مع المناطق المنكوبة ،وحضورهم القوي ،أنسى الساكنة ،معاناتهم ،ومافقدوه.بل تواصل الدعم وتكاثره حصر مهمة رجال السلطة والجيش والقوات المساعدة والشرطة والدرك محصورا فقط في حفظ النظام وتوجيه قوافل المساعدات للجهات المنكوبة،بحكم أن الكثير من الوافدين من الشرق والشمال والوسط،لم يسبق لهم أن وصلوا هذه المناطق المنكوبة .حملة التضامن كان شعبية بامتياز ولم تكن بأوامر من أي جهة حكومية كانت.خلال الأزمة نسي المواطنون المتضامنون مسلسل الغلاء الفاحش في الأسعار،ونسوا الأحزاب السياسيةوالغرفتين .وتعبتوا فقط لنصرة المستضعفين والمغرب المنسي المتضرر من الزلزال .وبما قاموا به من حملات مكثفة في جمع التبرعات من مختلف طبقات المجتمع أبهر العالم بأسره وأصبح المغاربة الشعب النموذج في التضامن على لسان كل الشعوب في القارات الخمس ،حتى في الدول الغنية في أمريكا وكندا وأوروبا .المغاربة في العالم تحركوا لنصرة إخوانهم،ليس استجابة لنداء وجهته حكومة نائمة في سبات عميق يتحمل المسؤولية فيها وزراء يمتلكون أموالا طائلة وكانوا آخر المتبرعين بعد أن أحرجهم الشعب المغربي بكل طبقاته ، الصورة التي نقلتها وسائل الإعلام الوطنية والعربية والدولية هي التي حمست ودفعت فئات عريضة من المغاربة بالداخل والخارج لدعم الساكنة المنكوبة في المناطق التي ضربها الزلزال .المغاربة كانوا في الموعد واستطاعوا أن يعطوا درسا للعالم في التضامن في تدبير الأزمات .والزلزال الذي ضرب إقليم الحوز أظهر للعالم أن المغاربة في الداخل والخارج متمسكون بقيمهم الإسلامية متضامنون في الظروف الصعبة،على أهبة دائما لرفع التحدي وتجاوز وتحمل الصعاب لنصرة المنكوبين والمستضعفين في أي شبر من الوطن .الزلزال بين قيم التضامن الشعبي ،صور ستبقى في ذاكرتي للمرأة التي أرادت أن تتبرع بالخاتم الوحيدة التي تملكها وعندما أبى الواقفون لجمع التبرعات من قبول الخاتم أجهشت بالبكاء أمام عدسات الكاميرات ،وأبكت الملايين الذين كانوا يتابعون الشباب وهم يؤطرون القوافل المتجهة للمناطق المنكوبة ،لن أنسى الشيخ والمرأة العجوز ويهم يساهمون بدورهم في حملة التبرع لدعم المناطق المنكوبة،إنها صور متعددة أبكت الملايين وقدمت صورة وضاءة عن الشعب المغربي،الذي أنسى أن لدينا حكومة ووزاء ،الهبة التضامنية لم تكن تلبية لنداء الحكومة المغربية.وإنما شيم وقيم المغاربةوهو التي حركت المجتمع المغربي ،لقدكانوا أكبر داعم للمناطق المنكوبة،والشعب المغربي من مختلف جهات المملكة ومن خارج البلاد وبالخصوص من أوروبا والولايات المتحدة وكندا هم الذين هبوا لنصرة المغرب والمناطق المنكوبة،وأنسوا المغاربة في هذه الجهة نكبتهم وفقدانهم للعديد من الشهداء الذين رحلوا بسبب الزلزال .حملات التبرع متواصلة بالداخل والخارج.والمنطقة التي كانت تعتبر من المغرب المنسي ،ستظهر بعد سنوات بوجه جديد وستكون الحياة للمنطقة وقد بدأت ملامح ذلك تظهر من خلال العيون التي تفجرت والوديان التي ظهرت بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة فكان نقمة لأنه أزهق أرواحا كثيرة نرجو أن يتقبلها الله في عداد الشهداء،وفي نفس الوقت كان الزلزال نعمة لأنه أحيا العيون فسالت شلالات ووديان وأعادت البسمة على وجه من بقي حيا في المنطقة.إنها إرادة الله .التي أحيت قيم التضامن في قلوب الشعب المغربي وجسد بالفعل أبهى صورة للعالم .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube