أخبار دوليةحيمري البشيرمقالات الرأي

بعد كل المجازر التي وقعت في غزة هل يمكن أن نتحدث عن السلام في الشرق الأوسط؟

إن الذي أدار ظهره عن فرص السلام هو من يرتكب المجازر في حق شعب حاصره لستة عشر سنة برا وبحرا وجوا .حاول خلال كل هذه المدة تجويعه وممارسة كل صيغ الإذلال والإرهاب على شعب الجبارين الذين حلمهم بناء دولتهم ورفع العلم الفلسطيني خفاقا في سماء كل فلسطين .والذي يقتل ماتبقى من فرص السلام هم قطعان المستوطنين الذين جمعوهم من مختلف بقاع العالم وهجروا حوالي ستة ملايين فلسطيني في القارات الخمس.اليوم تجد من يلتحف العلم الفلسطيني في كل شوارع المدن الكبرى في العالم من نيويورك إلى لندن وباريس ومدريد وكل العالم .ومن يدافع عن فلسطين ويندد على المنابر ليس الإسلامية ولكن في الأمم المتحدة ليسمع صوته للعالم هم رؤساء دول عفوا هم رئيسات يرفعن صوتهن عاليا ضد الجبروت والغطرسة الإسرائيلية على شاكلة رئيسة حكومة الأرجنتين.في الوقت الذي لايجرئ الحكام العرب للتنديد بغلظة ضد مايجري ويصف ذلك بالجرائم البشعة التي ترتكب في حق شعب أعزل لا يملك سلاحا ولكن إيمانًا قويا بعدالة قضيته وبأن النصر آت .لأن صمود الشعب الفلسطيني ليس له حدود .وأنهم شعب فقدوا الثقة في انتمائهم العربي والإسلامي ،وأخذوا يبحثون عن من يحمل القيم الإنسانيةليس شعارات جوفاء وإنما دعما حقيقيا لعدالة القضية الفلسطينية.وبعد الذي حدث في غزة من مجازر رهيبة تحركت الإنسانية عند البعض وافتقدناها عند من ينطبق عليهم يقولون ما لا يفعلون .لقد انتفظت ضمائر حية عجمية وليست عربية أوإسلامية ،وقالوا بصوت عال أين هي الإنسانية فيما يحدث في غزة من مذابح .لماذا تقف أمريكا ورئيسها المنهك والذي أصبح يسقط كل مرة أرضا ومازال متشبثا بالكرسي .رئيس رفع عنه القلم كما نقول في المثل الشعبي العربي .أتساءل هل يشاهد ما يحدث في غزة عبر الإعلام الأمريكي فإذا كان كذلك فإن إعلامه منحاز وتديره شردمة لا تخفي تعاطفها مع الكيان وعصاباته التي تتبول على الشهداء .إن مايبينه الإعلام المنحاز لإسرائيل من صور رهيبة تبين قمة النذالة والحقارة التي يتمتع بها القتلة .إن ماتنقله القنوات المنحازة ،تنهي كل فرص السلام وبناء الثقة بين الصهاينة والفلسطينين ،لا أقول اليهود لأنهم خرجوا في أمريكا وفي دول أخرى في مظاهرات ينددون بالجرائم التي ترتكبها إسرائيل،وساندوا الفلسطينين وأكثر من ذلك طالبوا المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني . هل يمكن أن نقول بعد الذي حدث ومازال أنه سيكون سلام بين اليهود والفلسطينيين ؟وهل ستعود المحبة والوئام بين المسلمين والمسيحيين واليهود كما كانت في عهد الرسول؟وهل وهل وهل ؟أسئلة كثيرة تشغل بالي وبال كل الذين يتابعون مايجري في الساحة الفلسطينيةمن مآسي .ولكن الذي أنهى كل فرص السلام في الشرق الأوسط هم أولئلك الذين لازالوا يحلمون بإسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر .سيتذكر الأطفال الفلسطينيين الذين بقوا على قيد الحياة بأن الشهداء الفلسطينين كانوا يدفنون في مقابر جماعية وأن المدن الفلسطينية حبلى بجثامين الشهداء .وسيبقوا يرددون إلى أبد الأآبدين فلسطين عربية سحقا سحقا للرجعية ،لا سلام ولا استلام بدون الحق الفلسطيني وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube