أخبار دوليةمستجدات

    أوكرانيا وسط العاصفة

          أوكرانيا وسط العاصفة .

روسيا اعتمدت نفس الرواية الغربية لشن حرب طاحنة ضد الشعب الأوكراني، شعب ضحية سياسات حكام ليس لهم باع في السياسة الدولية، ساسة بنفس ضيق و رؤية قاصرة، بل و سذاجة أدت إلى إدخال بلد بأكملها في صراع وحرب غير متكافئة و غير ذي جدوى، أن تقوم بحرب بالوكالة عن الحلف الأطلسي، الذي تخلى عنك مع انطلاق اول رصاصة، بل سارع إلى إرسال مساعدات عسكرية ليوهم الأوكرانيين بمقاومة مزعومة لروسيا، روسيا ثاني أكبر قوة عسكرية وقوة نووية .
روسيا اعتمدت رواية الحفاظ على أمنها القومي و الاستراتيجي، إزاء ما يتهددها من اقتراب الحلف الأطلسي من حدودها الغربية مما يهدد أمنها القومي بشكل كبير. كما اعتمدت رواية استيلاء النازيين الجدد على الحكم في أوكرانيا و تعتبرهم روسيا حكاما غير شرعيين لنزعتهم القومية و توجهاتهم الإقصائية ضد باقي مكونات الشعب الأوكراني.
روسيا اعتمدت في استراتيجيتها الحربية ضد أوكرانيا، على حرب المدن و الاستيلاء على المناطق الاستراتيجية و الحيوية و الحساسة و على طرق الإمدادات العسكرية و الاقتصادية و الانسانية لقطع الطريق على كل أشكال الدعم الخارجي و خصوصا كل ما يستعمل ضدها في الحرب من معدات عسكرية دفاعية و هجومية متطورة آتية من قبل الغرب و الحلف الأطلسي .كما اتبعت سياسة الاستيلاء على المرافئ و الموانئ و المحطات النووية و المخازن التموينية و المطاحن الكبرى.
روسيا اعتمدت سياسة، حصار أوكرانيا جوا و بحرا و برا و جعلها بين فكي كماشة و قطع اي حبل وريد عليها، بل تدمير احتياطاتها من المؤن الغذائية الموجهة للتصدير أو للسوق الداخلية و جعلها تحت رحمة المساعدات الإنسانية الروسية فقط، مع التضييق على كل مساعدة خارجية. روسيا تريد إسقاط نظام و حكم زيلنسكي و استسلام حكومته و نزع سلاح الجيش الأوكراني و أجهزته الأمنية و الاستخباراتية .
روسيا اعتمدت تدمير البنية التحتية و إخراج المطارات العسكرية و المدنية و الموانئ البحرية عن الخدمة، كما قامت ب سد كل الثغرات و المنافذ الحدودية لجعل أوكرانيا و الشعب الأوكراني بين كفي كماشة ،كما أحكمت السيطرة حتى على الممرات الإنسانية.
أوكرانيا ضحية تجاذبات سياسية و ضحية قصر نظر حكامها و سياسييها و انانياتهم الخاصة و البعيدة كل البعد عن مصالح الشعب الأوكراني.
روسيا تخنق أوكرانيا و تخنق و تقتل الشعب الأوكراني و الحياة معا بشنها حرب ضروس غير تقليدية و لا تكافؤ فيها بين الخصمين. أوكرانيا تركت لوحدها تتجرع آلام الحرب و تبعاتها عليها و على الشعب الأوكراني، تخلوا عنها بعدما اذكوا نار الحرب و أشعلوا فتيلها، و ذهب الوعد و الوعيد ادراج الرياح و اكتفوا بالتنديد و التلويح بالعقوبات الاقتصادية و المالية فقط. مجرد كلام في كلام مما يظهر عجز المنتظم الدولي و عدم فاعلية جمعية الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي، في إيجاد حلول إلزامية و فعالة لفك النزاعات الدولية بشكل سلمي و توافقي بين الفرقاء و المتنازعين.
ما يعوزنا هو الإرادة في طرح بدائل قانونية و آليات لتسوية النزاعات المسلحة و البينية بين الدول بطريقة تراعي مصلحة الأطراف كلها.
الشعب الأوكراني، يتجرع مرارة حرب لا يد له فيها، لا من قريب او بعيد. الشعب الأوكراني شعب مسالم و يحب العيش ب سلام في هذا العالم الذي حوله إلى مطمع بين الشرق والغرب، و هو الآن يقتل من أجل تلك الأطماع و المصالح الاستراتيجية.
متى يتخلى العالم الغربي عن انانياته و حكام أوكرانيا و المجرم بوتين لتضع الحرب أوزارها بصفة نهائية في أوكرانيا و تعود الحياة إلى سابق عهدها و ينعم الشعب الأوكراني بالسلم و الأمان و الحرية من جديد.

أحمد الونزاني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube