ثقافة وفنونمستجدات

الفنان دسي لحسن يضفي لمسته الخاصة كفنان مسرحي

استطاع الفنان دسي لحسن أن يضفي لمسته الخاصة كفنان مسرحي والتي تجسدت في طريقة توجيهه للممثلين وللمؤثرات وللنص المسرحي، الأمر الذي ظهر في مسرحيتين من أقوى المسرحيات، وجسدت فوقها أدوار بكل احترافية، أدوار لعبها تلة من الممثلين الموهوبين، دون أن ننسى الحضور القوي لكل مكونات السينوغرافيا التي قربت المشاهد وجعلته يشعر وكأنه جزء من هاتين المسرحيتين اللتين نحن بصدد الحديث عنهما.  فأولهما معنونة ب”نشوة الانتحار”، وهي مسرحية تحاكي واقعنا المعاش الذي يكاد يختنق بسبب دخان السجائر، والحال نفسه مع بطل مسرحيتنا الذي يختنق بسبب الصراع الداخلي الذي يعيشه أكثر من اختناقه بدخان سيجارته، وقد قربنا المخرج من تفاصيل حالته بحيث صور لنا وبشكل جلي التناقض القاتل بين هروبه من الموت ورغبته في الحياة، وبين عدم قدرته على الاستغناء عن سيجارته، حيث عالجت مسرحيتنا هذه، موضوعا لا زال يشكل أحد الأسباب الرئيسية لموت الكثيرين، فكم من مدخن أودت بحياته سيجارته، ولم يعي أنه لم يكن يطفئ سيجارته فقط بل كان ينطفئ معها .أما ثاني مسرحية فقد كان عنوانها “محطة 101 “، هذا العنوان الذي يعصف مخيلتنا ويجعلنا نتخيل محطة الحافلة التي نجدها تعج بالناس من فئات وطبقات وأعمار مختلفة، والتي نشهد فيها قصصا اجتماعية يومية تعكس واقعنا المرير .غير أن مخرجنا لحسن دسي صور لنا كل هذا في قالب كوميدي وسط كومة من الأزبال التي تملؤ المحطة المهجورة التي تدور فيها أحداث مسرحيتنا والتي تتبادل فيها الشخصيات الحوار، هاته الشخصيات التي تختلف من حيث الطبقة الاجتماعية والمستوى الفكري والثقافي ونمط العيش وطريقة التفكير، غير أنه رغم اختلافهم الا أنهم قد اجتمعوا في هذه المحطة المهجورة التي شهدت على مواقف تحمل في طياتها سلوكات غير مقبولة وعير متحضرة تبين انعدام الوعي والانحطاط الأخلاقي الذي يسود مجتمعنا والذي يهدده بأن يصبح مهجورا مثل “المحطة 101 .”لقد كانت هاتان المسرحيان من المسرحيات المشرفة التي لامست الواقع وكانت بمثابة مرآة للمشاهد، رأى من خلالها قضايا مهمة وشائكة كان يغفل عنها، وسواء بشكل تراجيدي أو كوميدي فإنها نجحت في القيام بالدور الأساسي التي كانت منوطة به ألا وهو التوعية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube