مقالات الرأي

العدالة و التنمية و خيانة أمانات المجالس؟!


بقلم عبد المجيد موميروس

“لَا تْسَرَّجْ حْتَى تْلَجَّمْ، وَعْقَدْ عَقْدَة صْحِيحَة. وْلَا تَتْكَلَّمْ حْتَى تَخَمَّمْ، لَا تْعُودْ عْلِيكْ فْضِيحَة”.
من أمثال الثقافة الشعبية

لَيَسْتمِرُّ الأمين العام لتنظيم العدالة و التنمية، مُصِّرًا على الحنث السياسوي العظيم. ذلك؛ من خلال خرجاته الخطابية المُضَلِّلَة، الرامية إلى إعادة برمجة العقل الشعبي. عبر تقديم إجابات مغلوطة، تُمَوِّهُ عن مكمن الخلل، الذي أصاب التجربة التنموية بالمغرب، طيلة العشرية الحكومية المتأخرة. فلهكذا هُوَ؛ مُنْقِذُ الحَمِير، قد دخل و خرج من الحكومة. بعدما؛ سبق أنْ إدعى “بركة الدواء”. وَ لَها هو؛ يريد معاوَدَة الكَرَّة، من جديد بنفس بِالداء. ثم؛ من هذا المنطلق؛ لسوف أستكمل سُنَّة المُناصَحَة القويمة. لِكيْ أُقابِلَ بها كل الأضاليل الخرافية، و الترهات الجزافية. تلكم التي وردت كما الرذاذ المتَناثِر، من فمِ مُتَأَسْلِمِ الضَّمير.

تماما؛ لقد خرج علينا الأمين العام لتنظيم العدالة و التنمية، مُحَرِّضا مجموعته النيابية القاصرة، بوقائع بطولات افتراضية لدى مُنْقِذ الحَمٍير. و الذي نعلم جميعنا، حوادث فشله المريع، في تقديم الغوث للبشر و الوطن الفاقد للتنمية المتوازنة. و لَفوْق هَذْيِ الخيانات، و لأسمى من هذيان المُهَاتَرات. أوْ؛ لِأَنَّ بَرَاقِشَ البيجيدي؛ هي التي جَنَتْ على نفسها. من حيث؛ أن للمجالس : حُرْمَةٌ، و حُزمَة أمانات!.

فرجاءًا؛ يا مُتَأَسْلِم الضّمير، سيَكْفيكَ استقراء كتاب الواقع المُعاش. حتى تُدركَ بالملموس؛ أنّ البطل الخرافي مُنْقِذ الحَمٍير، كَلَّا لم يُنْقذ الوطن المغربي من مقصلة قوانين اللاعدالة الإجتماعية. بل؛ ها البشر يشتكي للواحد القهار، من يَباب عُشَرية المصباح الحكومية، و من نفاق المرجِعِية الحاكمية. حيث رفع البشر المغربي أكف التضرع، إلى الله الأحد. طمعًا في أن يرفع عنه، خطايا عشرية البيجيدي القحطاء. تلكم العشرية المؤسسة لحاضر النكبة الاجتماعية. ذلك؛ بما راكمته قوانينها، من تخطيط محكم لمحنة السنين العجاف.

فأني إبن السبيل؛ أو عسانِي أنا التاريخ، كي أحفظ مضمون فتاوى الفرقة السياسوية الضالة. و كي أحفظ؛ هَرْطَقَة التمايز الدعوي المُبَشَّرِ به، الذي أَسَّسَّ لسراب التمكين الحزبي. ذلك؛ عبر الإلتفاف على الإختيار الديمقراطي في شِقِّهِ الانتخابي. مع إستمرار مُنْقِذِ الحَمِير، في سُعار شيْطَنة منظومة القيم الثقافية، المُشَكِّلَة لمفهوم الديمقراطية.

إِيْنَعم؛ لَحَتى أحفظ رصيدَ العدالة والتنمية، الحافل بالإخفاقات البشعة، في نصرة المُسْتَضْعَفِين و المُسْتَضْعَفَات. إذ؛ ما زالوا يعانون من كوارث عُشَرِية الفَشَلِ الكبير، في تدبير الشأن العام. و كذا؛ في مواجهة الفساد العقاري لمُنتخَبِي المصباح( ودادية بدر سطات). و أيضا؛ في إستكمال تنزيل مكتسبات العهد الدستوري الوثيق.

وَيَا أَكَاسِرة الظلام؛ اسْمَعُوا وَ عُوا، حتى إذا وعيتُم فانتَفِعوا. هاكُم؛ قلم إبن السبيل، الذي يُبلغكم مقالة : مُعَارَضَة المُعَارضَة. مُسَطّرة بحبر الصدق المكنون، مَكتوبة بمداد العشق المجنون، عند أعماق الوطن المغبون. كأنها مقالتي شاهدة، على كل من و ما لم يذق، طعم إنجازات البيجيدي الوهمية. تلكم؛ التي يتَبَجَّحُ مُتَأَسْلِمُ الضَّمير، بِتَباشير حصيلتها النكراء.

فَيا مُنْقِذَ الحَمٍير؛ مالي أراك شديد الحرص، على تزكية نفسك الأمارة بالفجور السياسوي؟!. وَ كما لو أنها شكاياتكم الكيدية؛ لا و لن تستطيع تَجريدي، من حق التمتع بحرية الرأي و التعبير. و كذا؛ من واجب مُعارضةِ مُعَارضَتِكم السياسوية الخرافية. ذلك؛ وفق ما تؤطره و تسمح به، أحكام العهد الدستوري المتين.

بل؛ إن هذا الرُّكام البالي من “خْرَايَفْ” مُتَأَسْلِمِ الضَّمِير. قد يدفعني؛ إلى مناصحة الأمين العام لتنظيم العدالة و التنمية. وَ لَهكذا؛ يا زعيم الفرقة الحزبية الضالة، المُؤَدْلِجة للمرجعية الإسلامية. أنْ كُفَّ عن الزَّجِّ بالمُقَدّس، في أوساخ البوليميك الحزبي المُتَعَفِّن . و أن كُفَّ عن مَرْمَدَةِ المُوَقَّر، بين أوساخ المراء السياسوي الرخيص. ذلك؛ بما أن سلعة الله غالية، و أن حب الأوطان من صميم الإيمان، أيا مُنْقِذَ الحَمٍير.

ثم كذلك؛ لأن مقامَكم المفترض باعتباركم رئيس حكومة أسبق. لَيَفرض عليكم عدم خيانة أمانات المجالس، عبر إفشاء الأسرار، التي لا محط لها ضمن الجدال الحزبي الإستنفاعي. بما أنها؛ لا توحي للمُتلَقّي و المتابع، عدا بوجود رغبة جامحة عند عَرّاب تنظيم البيجيدي، في تمييع النسق الدستوري، و الإخلال بالتوقير الواجب للمؤسسة الملكية. بينما؛ أسلوب العهد الدستوري الجديد، لا يعتمد بناء قراراته المؤسساتية على الوشاية الحزبية المكتوبة أو المسموعة. بل؛ يرتكز على التشبت بالتأويل الديمقراطي للدستور، الذي قد ضَمِنَ لِتنظيم المصباح فيما مضى، رئاسةَ ولايتين حكوميتين متتاليتين.

بالتالي؛ أناديك أيا مُنْقِذَ الحَمٍير، كيْ أجر لك الأذنين. طبعا؛ حتى يَفْقَهَ الضمير المُتَأَسْلِمُ المُرَائي، بطبيعة نفاقه و مضمون غروره و حجم جهالته. إذْ؛ حينما تَلَفَّظَ الثرثار، فقد خان أمانة المجالس. لذا؛ لَأصارِحَنَّهُ بأن الله قد أبدى ما يُخْفيه مُتَأَسْلِمُ الضّمير. حتى يَتَيَقَّنْ الأمين العام لتنظيم البيجيدي، بأن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ليس شمَّاعة هلامية، قد يعلق عليها مُنْقِذَ الحَمٍير، جميع فواجِعِهُ و نكباته العَقَدِيّة و العَقْدِية. بل؛ أن الأمين العام لتنظيم العدالة والتنمية، لَمُطالب بذرة من الحياء أولا. و ثانيا؛ بضرورة التأمل العميق و التَّمعُن العقلاني في المثل الشعبي المغربي. و الذي يفيد بِأَنَّه : “لاَ تْسَرَّجْ حْتَى تْلَجَّمْ، وَ عْقَدْ عَقْدَة صْحِيحَة. وْ لَا تَتْكَلَّمْ حْتَى تَخَمَّمْ، لاَ تْعُودْ عْلِيكْ فْضِيحَة”.

ذلك؛ بما أَنَّ مشروع التنظيمات المُؤَدْلِجَة للمرجعية الإسلامية، لم يستطع صنع الإنجاز الإصلاحي الكافي الشافي. حين لم يستطع تقديم الجواب المدني عن السؤال المتعلق بالنموذج الحضاري المنشود. كما؛ أَنَّ بناء المعارضة البرلمانية الدستورية، على إعادة إجترار كذبة المصباح المكشوفة. قد يكون وَبالا خطيرا، على النسق الدستوري الوطني. حيث أن التنظيمات المؤدلجة للمرجعية الإسلامية، لَتَسْتمر في الهروب من ثقب الخواء السياسي. هكذا؛ نحو رَجعية مشروع الهيمنة الإقتحامية، ذي الهدف الوحيد و الغاية الوحيدة، التي تجتمع عليها جميع قنافذ التدين الحاكمي، كيفما تشكلت أشواكها.

عبد المجيد موميروس
شاعر و كاتب الرأي
رئيس الإتحاد الجمعوي للشاوية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube