أخبار العربمستجدات

الصحراء المغربية: أكيد أن المعركة الدبلوماسية انتهت بالنسبة للمغرب

أحمد رباص – حرة بريس

بالنسبة للمغرب، طويت صفحة المعركة الدبلوماسية، والدليل هو أن المنظور الوحيد الذي تمت مناقشته والنظر فيه اليوم هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كما يعتقد الباحث السياسي مصطفى توسا. حتى أعداء الأمس “الشرسين والمخادعين” موافقون اليوم، في حين أن الشرعية الدولية التي تجسدها الأمم المتحدة لم تعد تستحضر فرضية الاستفتاء الذي أصبح “قديمًا وغير عملي” بمرور الوقت، كما أكد السيد توسا في مقال تحليلي نُشر يوم الأحد في وسيلة الإعلام الرقمية “Atlasinfo”.
إذا، ما العمل مع جبهة البوليساريو وميليشياتها؟ ما العمل مع المحتجزين في مخيمات تندوف بالجزائر؟ يتساءل المفكر السياسي الذي، بالنسبة له، لم تبد قط هذه الأسئلة بمثل هذا التلاؤم والمشروعية.
ولسبب الوجيه هو أن ما يسمى بـ “قضية الصحراء” تحول إلى طريق مسدود للنظام الجزائري ومصدر قلق كبير للمجتمع الدولي. بسبب عزلته المترتبة عن عناده لدعم انفصاليي البوليساريو، “يبحر النظام الجزائري إلى أن يصل إلى ما يثير السخرية من التناقضات”، يؤكد كاتب الافتتاحية، موضحا، من ناحية، أن دبلوماسيته المعلنة بمكبر الصوت أن “ليس لها علاقة بهذا النزاع”، ومن ناحية أخرى، يعطي جيشها مآو وأغطية وأسلحة ثقيلة إلى ميليشيات البوليساريو.
لا أحد ينفي أن النظام الجزائري يحشد ترسانته الدبلوماسية لبيع الوهم الانفصالي، ومع ذلك يرفض اعتباره صاحب مصلحة في هذه الأزمة الإقليمية ويستنكف عن المشاركة في الموائد المستديرة التي تستعد الأمم المتحدة لتنظيمها لإيجاد مخرج سياسي من هذا النزاع المصطنع، يلاحظ المحلل السياسي. وفي ما يتعلق بالخسائر، يتابع الكاتب، فإن “البوليساريو” عملت بالفعل كسم مدمر للقدرات الجزائرية.

إن دعمها للانفصاليين يكلف الكثير بالنسبة للاقتصاد الجزائري، الذي كان بإمكانه تعبئة ثروته لمداواة الجروح الاجتماعية للمواطنين الجزائريين، الذين يبقى الأفق الوحيد لغالبية شبابهم هو العبور المحفوف بالمخاطر للبحر الأبيض المتوسط. فضلا عن ذلك، يؤكد الخبير السياسي، تسبب هذا الإصرار الجزائري على التمسك بجبهة البوليساريو في عزلة غير مسبوقة للبلاد.
بسبب البوليساريو، حرم النظام الجزائري نفسه من الريع الذي وفره له خط أنابيب الغاز إلى أوروبا العابر للمغرب. منذ الإقدام على إلغائه، تخسر الجزائر ليس فقط الأموال التي يكون اقتصادها في أمس الحاجة إليها، بل كل ما تبقى لها من مصداقية كدولة، كما يضيف المخلل السياسي، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية، الإفريقية أو العربية ستفكر مرتين قبل الشروع في ربط أي علاقة بمثل هكذا “نظام زئبقي، ذي مزاج متقلب”،.
هناك مثالان يشخصان هذه الوضعية، يشرح السيد توسا، أولهما القلق الأصم الذي يسيطر على إسبانيا وخلفها الاتحاد الأوروبي في مواجهة الخفة، وحتى اللامسؤولية التي يتم التعامل بها مع القضايا الخطيرة، كالغاز ، والهجرة، وانعدام الأمن، ومحاربة المنظمات الإرهابية.
المثال الثاني هو عدم قدرة الجزائر على تنظيم قمة عربية بسبب المواقف المتناقضة، والرغبة في الإبحار ضد التيار، وزرع الفتنة والفوضى والانقسامات عندما تكون هذه الدول العربية بحاجة إلى التعاون والتضامن أكثر من أي شيء آخر، يضيف المحلل السياسي، الذي يتساءل إذا كان الأمر يتعلق بمسألة وقت. ويؤكد الخبير السياسي في هذا الصدد أن الوقت ينفد وأن الجزائر ملزمة بالانضمام إلى المجتمع الدولي في دعمها لحل الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. وإذا حدث ذلك، فلن يكون هناك خطر قيام ثورة شعبية لمعارضتها.
إن قضية البوليساريو لم تكن قط شأنا يخص الشعب الجزائري، بل ملفا على شكل خط ائتمان لفائدة الجيش الجزائري، ورقة ضغط وزعزعة للاستقرار، يلاحظ السيد توسا، مضيفا أنه إذا قامت غدا بهذه الانعطافة، فسوف تكون الجزائر في حل من الصرير المحدث داخل السراي العسكري الجزائري.
لقد بدأالنظام الجزائري يشعر، علاوة على ذلك، بثقل الضغط الدولي مع بدء سلسلة من المحاكمات الدولية ضد القادة الجزائريين المتورطين في العشرية السوداء، كما يتضح من محاكمة الجنرال خالد نزار في سويسرا ، يلاحظ المفكر السياسي.
بموازاة ذلك، أثبتت الدبلوماسية المغربية نجاحها، يقول في ذيل مقاله، التي يوجد بالنسبة لها تحديان مستقبليان يجب التعامل معهما باهتمام خاص، الأول هو الاستثمار في عملية دبلوماسية وسياسية نهائية، لطرد “الجمهورية الصحراوية” المصطنعة من هيئات الاتحاد الأفريقي والقمة الأخيرة في أديس أبابا أظهرت أن مثل هذه العملية في متناول اليد وأن الدول الأفريقية مستعدة للقيام بهذه العملية. الملف الثاني هو ذلك المتعلق بحشد الاهتمام الدولي ضد مليشيات البوليساريو المسلحة وإظهار تواطئها مع التنظيمات الإرهابية الأخرى في منطقة الساحل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube