التطبيع العربيمقالات الرأي

كلمات إلى … أزولاي .. الوسام .. و ” أليم د القرض ” !


—————

د . أحمد ويحمان *


المستشار الملكي اندري أزولاي والوسام الشرفي الصهيوني هو موضوع كلمات اليوم ، لكن قبل الخوض فيه وجب توضيح مضمون عنوانها الذي يهم الشق الثاني، أو الوجه الآخر في الموضوع .
ف ” أليم د القرض “؛ هذه العبارة الواردة فيه بين مزدوجتين هي بالأمازيغية .. وتعني؛ التبن والبرسيم المجفف؛ أي علف البهائم ..
هذا هو معناها اللغوي عند إمازيغن .. أما القصد منها وممن تعنيهم ومعنى معناها فسيأتي في سياق المقال .
وليرجع بنا مرجعنا الآن إلى أول الكلام .
إنه من المنابر إياها ومن وكالات الأنباء وفي مقدمها الوكالة الرسمية؛ وكالة المغرب العربي للأنباء . وإنه كما يلي :
” منح الرئيس الاسرائيلي، إسحاق هرتزوغ، اليوم الأحد، ميدالية الشرف الرئاسية لمستشار الملك، محمد السادس أندريه أزولاي… ” …
هذا هو الخبر الذي عممته وكالة الأنباء الرسمية عندنا وعممته أبواق الدعاية التطبيعية التطبيلية الأخرى كل حسب ووفق مدى التزامها وتعهدها لنشر التضليل الإعلامي وتسويق الكذب وقلب الحقائق .
في خضم هذا التضليل تجيء الأنباء الأخرى من المنابر الصادقة حول مجازر جيش الحرب الصهيوني وعن غارات الطائرات الحربية وجحافل المركبات العسكرية والجرافات الصهيونية التي اختارت سكون الليل حيث يخلد سكان مخيم جنين مع أطفالهم للنوم للشروع في قتلهم غدرا والتنكيل بهم وترويعهم في مناظر همجية تنم عن وحشية وفاشية هذا الكيان العنصري الذي يكرم أزولاي ب”وسام الشرف الرئاسي” لما يسمى دولة إسرائيل ! .
والحقيقة أن جوهر الموضوع ليس فيه ما يمكن أن يشكل، في عرف الصحافة، حدثا؛ وبالتالي مادة إخبارية تقتضي إفراد قصاصة من وكالة أنباء . فهذا رئيس ما يسمى دولة إسرائيل يكرم واحدا ممن يعتبرهم المناضل يعقوب كوهين بكبير الصيانيم ( أي كبير عملاء الموساد !) = Super Sayan بتعبير الصديق يعقوب .
وهل يشكل مرور هر فوق جدار خبرا أو عجبا ؟ كما يقول المثل الأمازيغي ؟
العجب كل العجب هو، كما يضيف نفس المثل، هو أن ترى الجمل يمشي فوق الجدار ! وهو ما نستشفه في من يريدون أن يجعلوا من الهر جملا وسيره فوق الحائط خبرا .. والأكثر عحائبية هو تقديم المستشار الملكي، من طرف هذه الوكالة وهذه المنابر المناولة ( العطاشة لدى البروبغندا الصهيونية) فاتحا ورائدا ومنجزا للسلام والهدوء والسكينة السائدة في فلسطين المحتلة وصاحب الفضل في علاقات “السمن والعسل” الذي يجمع الإسرائيليين والفلسطينيين !!!
كما توحي بذلك قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء التي أكدت على أن ” أزولاي مشهود له بالتزامه التاريخي (!!!) من أجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحل الدولتين .” (!)
وإذا كان هذا هو مبعث العجب؛ نقصد طمع هذه المنابر الإعلامية في إقدام المغاربة على استهلاك هذا العلف الإعلامي وكأنهم بهائم، فإن ما يبعث على الدهشة أكثر هو أن بعضا من النخبة فكر بأن يتذوقه قبل وسام الشرف الصهيوني بأيام فيما يسمى مهرجان ݣناوة في الصويرة ورأيناهم يستطيبون مأكولات ومشروبات و”مرقوصات” هذه ” الزفة” الموسمية التي إنها …
مع تحياتنا لروح دفين تاصورت؛ المرحوم، إن شاء الله، إدمون عمران المليح !
آخر الكلام
اليهودي الصهيوني أزولاي قال فيه كلامه اليهودي الأصيل يعقوب كوهين كلمته .. أما اليهودي ” شيخ التقدميين ” إدمون عمران بتعبير الصديق خالد السفياني، فقد واجه أزولاي وبرنامجه الصهيوني ” علاء الدين ” في حياته خلال إدانته محرقة غزة التي اعتبرها محرقة ” لا شوا ” العصر !
وهذا هو الفصل في اليهودية المغربية بين الأصالة والعمالة ..

وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !!!

  • باحث في علم الاجتماع
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube