مستجداتمكتبة قانونية

بلاغ الائتلاف المغاربي ضد عقوبة الإعدام بمناسبة اليوم العالمي لإلغاء عقوبة الإعدام

من أجل فضاء مغاربي ملتزم بقيم الكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان يُحيي الائتلاف المغاربي ضدّ عقوبة الإعدام مع المناهضات والمناهضين عبر العالم اليوم العالمي الثامن عشر لإلغاء عقوبة الإعدام والذي سيحل يوم العاشر من أكتوبر 2020، كلحظة حقوقية بارزة تجسد إيمانه المطلق بان الحق في الحياة حق مقدس لكل إنسان يفرض على الدول والحكومات والأفراد الالتزام بضمان حمايته من أي اعتداء تحت أية ذريعة كانت سواء كان خارج نطاق القانون أو تحت غطاء القضاء وأحكامه.وتأتي المناسبة في أجواء اتسمت لحظاتها مؤخرا بنقاش لهَب الساحة العمومية المغاربية إعلاميا وسياسيا وحقوقيا وقانونيا برفع مطلب انتهازي متجاوز يحن للرجوع لزمن تنفيذ عقوبة الإعدام الذي تقادم الحديث عنه لأكثر من ثلاثة عقود إثر توقيف تنفيذها بتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، كما يأتي في مرحلة نقاش عميق وازن و متعدد بمساهمة حقوقيين وقانونيين وهيئات المجتمع المدني حول المنظومة العقابية ومقومات السياسة الجنائية التي تعد المهيكل لتوازنات مجتمعنا المغاربي والضامنة لحقوق الإنسان وحرياته من كل أشكال الانتهاكات، فضلا عن قضايا الاعتداءات التي تمس حياة وكرامة الأطفال والتي نُجدد إدانتها واستنكارها بكل صرامة وأمام الملأ حتى لا يفلت أي مذنب من العقاب طبقا للقانون.إن الائتلاف المغاربي يعتبر بأن عقوبة الإعدام التي لا زالت المنظومات الجنائية في دولنا المغاربية تأخذ بها ولا زال القضاء ينطق بها، هي خيار سياسي وتشريعي حان الوقت من أجل القطع معه، وعقاب لم يكن ولن يكون الحل الأمثل للتصدي للجريمة أو محاصرتها، أو الخطة الملائمة في السياسة الجنائية التي تروم ردع الجناة أو إصلاحهم.إن العالم من حولنا يسير بإصرار في اتجاه الانتصار على عقوبة الإعدام، رغم المحافظين والممانعين، كما يظهر واضحا من عدد الدول التي ألغت عقوبة الإعدام في القانون والواقع والتي فاقت نسبتها ثلثي الدول الممثلة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، ومن عدد الدول التي صوتت ايجابيا على مقرر الإيقاف العالمي لتنفيذها، وارتفاع عدد الدول التي ألغتها بالقارة الإفريقية وآخرها غينيا والتشاد قبل شهور من هذه السنة.وإذ يُسجل الائتلاف بإيجابية إسقاط تنفيذ عقوبة الإعدام بمنطقتنا منذ أكثر من عقدين، فإنه مندهش من بعض الأصوات التي تُرفع هنا وهناك داعية لتنفيذ عقوبة الإعدام تحت تأثير الفكر المتطرف أو جماعات التكفير أو الإنفعال و الغضب ، وهي في النهاية ورغم صغر حجمها، تشكل خطرا على ثقافة الحوار وحرية الرأي والتعبير، كما تهدد مكتسبات مجتمعاتنا ونضالات الحركة الحقوقية والديمقراطية وتضحياتها وتدفع نحو خلق صراعات فئوية سياسوية وتهييج الطائفية و ثقافة الثأر والانتقام ، وبالتالي تسعى لتفجير بنيات مجتمع الحقوق والحريات وتعطيل مسار التنمية.من هنا والآن، فان الائتلاف المغاربي ضدّ عقوبة الإعدام:

• يُحَيِي المناهضات والمناهضين لعقوبة الإعدام في منطقتنا وفي كل العالم بمناسبة اليوم العالمي الثامن عشر.

• يجدد دعوته لحكومات الدول المغاربية من أجل الإلغاء النهائي لعقوبة الإعدام من المنظومة الجنائية العادية والعسكرية وما يستتبع ذلك من تجريم التعذيب وسوء المعاملة كما تقتضيه اتفاقية مناهضة التعذيب.

• يدعو الدول للتصديق على البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالـعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

• يدعو الدول التي لم تصدق إلى حد الآن على نظام روما، إلى المصادقة على اتفاقية روما للمحكمة الجنائية الدولية.

• يدعو الدول بالمنطقة التي لا زالت لم تصوت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بالإيقاف العالمي لتنفيذ عقوبة الإعدام التصويت الايجابي عليه خلال الدورة الثامنة التي ستجري في ديسمبر من هذه السنة.

• يشجب بقوة حملات التطرف والشعبوية التي انتَهَجت توظيف تفاقم الجريمة لتجييش الرأي العام، وتبرير دعوتها لتفعيل تنفيذ عقوبة الإعدام والتحريض ضد مناهضي ومناهضات عقوبة الإعدام وإعلان الحرب على الحق في الحياة والانقلاب على ما حققته شعوب المنطقة عبر تاريخ من النضال دفاعا عن الحريات الأساسية وعن حقوق الإنسان كما هي مقررة كونيا بالمواثيق الدولية.

حرر بتاريخ 9 أكتوبر 2020ـ الائتلاف المغربي ضدّ عقوبة الاعدامعبد الرحيم الجامعي – الائتلاف التونسي ضدّ عقوبة الاعدامشكري لطيف – الائتلاف الجزائري ضد عقوبة الإعدامنور الدين بن يسعد – الائتلاف الموريتاني ضدّ عقوبة الإعدام فطوماتا امبــاي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube