مستجداتمقالات الرأي

مَشْرُوعُ التَّضْبِيعْ : جَمَاعَةُ البَغْيِ وَ الخُسْرَانِ .. رَبِيبَةُ العُطْلَانِ الصَّفَوِي!
بِقَلَم عَبْدُ المَجِيدِ مُومِيرُوسْ

رئيس تيار ولاد الشعب بحزب الإتحاد للقوات الشعبية

وَيْ .. لَرُبَّمَا إِسْتَدرَكَ المُسَمَّى قَيْدَ حَيَاتِه عبد السلام ياسين، عِنْدَمَا فَارقَت رُوحُهُ جَسدَها المَطْمور تحت قبرِه. أيْ : لَرُبَّما إِسْتدركَ جُرْمَهُ في حقّ وَطَنِه، حينَما قامَ بتوطئة فَذْلَكَاتِ التأْصيلِ الخرافي لِلقَوْمَة الدُنْيَوِيَّة “الفَتّانة”. حِينَهَا إِمْتَهَنَ الوَعظَ وَ الإِرْشادَ بِأَدْلَجةٍ حِزبية عنيفةٍ لآية قرآنية كريمة. آية راقِيَّة تنطلقُ منْ أمرٍ ربَّاني عظيم بالعدل والإحسان، سَعَا مَيِّتُ الجَمَاعة لِتَحوِيلها إلى أيديولوجيا سياسَوِية طامِحة للرُشْدِ القَاصِرِ. و هكذا .. بما يَنْسِفُ أسباب نزولها نَسْفًا جَهُولا، جرَّدَها من سِياقِ غاياتها الإيمانية الحكيمة.
صَهٍ .. صَهٍ .. أَوْ لرُبَّمَا قد إِسْتَوْعَى عبد السلام ياسين، ساعةَ نزولِ هَازِمِ اللَّذَّات عزرائيل عليه السلام. فَاستغفَر رَبَّهُ من خطيئة عقيدته المُلْتَبِسة، بعد أن نَخَرَها التّسُّوس الخبيثِ الذي لَطالما تبَجَّح بانتقادِه المُرْشِدُ الغافل قائلا : ” ما يكون الوجود الاستعراضي للحركة الإسلامية في الشارع و الجوامع إلاَّ ضربًا من الدعاية المُضَادَّة إن كان ” جند الله ” يحملون اللّقب زورًا، إن كانت الأمراض القلبية و النفسية و اللسانية و الأخلاقية مُعَشّشَة تحت الجلباب و اللحية و القميص ..”.
بَلْ .. لَيْتَهُ المُسَمَّى قيدَ حياتِه عبد السلام ياسين، قظ أَدْرَكَ -قبل قَبْضِ رُوحِهِ- وقائع الجَاهِلية الجديدة المُتَرَسِّبَة في قعر منهاج تَربيّتِه الخُرافيّة، و الذي إعْتَنَقَهُ إعتناقًا حتى أهْدرَ في سبيل زُخْرُفِه الدنيوي سنينَ عمره القَحْطَاء. مُتَّبِعًا بذلك هَوَاهُ الذي زاغَ بهِ فَأَضَلَّهُم جَمِيعًا، إلى أن إنتهوا باستنساخ البدعة القاتلة المُغَلَّفة بالتجدُّد الحاكمي.
هكذا .. تَاهَ مَيِّتُ عُصْبَة الأوهامِ، مُستَلْهِماً مقاصد سلَفه سيد قطب بالمشرق الذي كتب ما يلي : “و هذه المُهمَّة، مهمة إحداث إنقلاب إسلامي عام( أَيْ قَوْمَة بالقاموس الياسيني) غير منحصرة في قُطْرٍ دون قُطْرٍ .. يَحْدُث هذا الانقلاب الشامِل في جميع أنحاء المعمورة، هذه هي غايته العليا و مقصده الأسمى الذي يطمح اليه ببصره. إلاَّ أَنَّهُ لا مندوحة لأعضاء الحزب الاسلامي عن المشروع في مُهمَّتهم بإحداث الانقلاب المنشود والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يَسْكُنونَها”.
و اليوم .. يستمر سَدَنَة تنظيم ” البَغْي و الخُسْران “، في رذيلة التغرير بالعقول و خدمة الأجندات الأجنبية. و أيضا تتحايل بمنهاج التَقيَّة الحقوقية، من أجل العبث بأحكام الدستور و عدم الالتزام بالمقتضيات و الضوابط القانونية المعمول بها لضمان ممارسة حقوق و واجبات المواطنة الدستورية.
و لعل هذا ما كشفت عنه طقوس المَحفَلْ الياسيني التاسع عند دهاقنة التنظيم المعلوم. حيث اعتمدوا من جديد تَكْتِيكَ التَّعْويم الهلامي الفضفاض، و سجالات الهروب من الواجبات القانونية نحو قومة الضلال المُسْتَلَبَة. إذ ها هم قد عادوا من جديد إلى دَيْدَنِ التَّشْكِيكِيَّة في النسق الدستوري الوطني و البناء المؤسساتي القانوني الديمقراطي.
أفِّ لها .. ها هي الأذرع الجماعاتية لِإِمَّعَات ” البغي و الخسران “، تتحرَّك داخل فيلا سلا. تماما مثلما تتجول داخل أروقة المجتمع المدني، كي تصل إلى نقل بروتوكولات المحفل الدعوي العالمي لِمُؤَلِّفة الخُرَافة. عبر توفير غطاء بَشَري محلي، و قناع سياسي و حقوقي و إعلامي محلى. قد يكون – بلا أدنى شك- محاولة جديدة لتجميع أفعال تنظيمات “السِّيبَة” – تلكم المشتبه بأنها حاملة لسماد الأيديولوجيا الإرهابية-. و ذلك بغرض تهريبها من قبضة القانون المغربي. حيث يطالب “حِلْفُ الفُجُول”بتمتيع البيوت المشبوهة و الحاضنة لخلايا المتورطين في ارتكاب جرائم الخروج على القانون. مع محاولة تَمْتِيعَهُم بالحصانة الحقوقية الصورية التي يُرَاد بها -و منها- باطلُ منعِ المؤسسات الأمنية الوطنية من الوصول الاستباقي إلى محاصرة فلول الخطر الإرهابي، و قطع أوصال المخططات التخريبية لشبكة العاملين عليها. و ذلك قبل أن ينجحوا في تضليل العقول و تفجير الحياة و قطع الأعناق و الأرزاق، و زعزعة الإحساس بالأمان الروحي و الأمن الجسدي.
و بما أن المناسبة شرط، فلا بد لنا -كتيار ولاد الشعب- من تجديد النصيحة لِفُلُول الخرافة الياسينيَّة عبر المزيد من التَّبْيِّينِ و التِّبْيَانِ. بما أنّنا في سياق تَعْرِيَةِ مرجعية الإرهاب الواردة ضمن الأرضيات التأسيسية لتنظيم البَغْيِ وَ الخُسْرَانِ. و أيضا للردِّ المُبين على عبارات الجهالة المُنحرفة عند دائرة الإفتاء السياسوي، و ضمن بلاغات الضلال المُنْبعِثَة من مُكَعَّبِ الإرشاد المائل. دون أن نغفل عن ألاعيب أتباعهم من المُتَسَلِّلاَّت و المُتَسَلِّلُّين إلى منظمات المجتمع المدني العاملة بأقنعة إحسانية أو حقوقية خدمة لنفس الأهداف التخريبية اللاوطنية.
إن الرَّبِيبَة المعلومة موهُومةٌ بالقَوْمَة التَّرْهِيبِيَّة تبعاً لِمنهاج المُرَبِّي الزَّائِغ عبد السلام ياسين، و الذي يَدَّعِي أنَّ الله سبحانه كَلَّفَ ما أسماه فِرْقَة ” العدل و الإحسان”، كَيْ تُقَاتِل في سبيله و سبيل المستضعفين. فهكذا ” عَيْنُ “التنظيم” الواحدة على سنتِه و سَوْطِ قَدَرِه، و العينُ الأخرى على إلتماس أسباب القوة الحسيّة و المعنوية لتغيير موازين القوى لِصالِحِهَا”.
و على سبيل التذكير عَلَّهُ يَنفعُ هَمَجَ الغافلين. أعيد إستحضار جريمة ” التحذير التَّرْهِيبِي” الذي سبق أن أطْلَقهُ المُسَمَّى قيد حياتِه عبد السلام ياسين، الأب الروحي و المرشد “النَّائِم” الذي يَدَّعي مُريدُوهُ السِّلْمِيَّة و نبذَ العنف و الإرهاب. و ذلك خلال المجلس الثالث و الثلاثون من سلسلة دروس “المنهاج النبوي” التي ألقاها بتاريخ 9 جمادى الثانية 1402 الموافق لـ 4 أبريل 1982، حيث قَالَ المرشد قوله الممسوخ الذي يُرْهِبُ كُلَّ مَنْ يُعارض ما سمَّاه “المَد الإسلامي” لِتَنْظِيمِهِ: ” احذروا أَنَّكُم إنْ لمْ تَتَعلَّموا كيف تَتَعاملون مع هذا المدِّ الإسلامي الذي لا يُقاوِمُهُ وَلا يُحاول مُقاوَمَتُه إلاَّ جاهل، لأَنَّه أَمْرٌ من أَمْرِ الله. فَلَنْ يُوقف أمرَ الله شيء، وإنْ وَقَفْتُم ضدَّ المَدِّ الإسلامي سَتَخُوضُون الزوابع و الانفجارات و الدَّمَار المُحَتَّم”.
هكذا .. أجَدّدُ مصارَحَتَهُم بالقول السَّديد الشَّديد، قصد التمعن في خَوَار عقيدتِهم الحزبية التي انْبَنَت على تَذْويبِ أثرِ “السَّامِريَّةٍ” في أُشَابَة الأيديولوجيا المُطلقة عند تنظيم البنّا، و مزجِهَا بِحامض حَاكِميةِ المودودي. مع وضع الخليط في قالب معصومية ولاية السفيه الخميني، قبل تجميده في ثلاجة صوفية الابتداع الغارقة في وَحْل تَسْيِيس الأحلام السياسوية الخرافية.
ولعلَّها خطيئة التشبيك الخرافي الضَّال، الذي يخالف حقيقة المنهاج النبوي. فلا يمكن لعاقل، ذو عقيدة سليمة تصديق كُل هذا العبث الفِقْهَوِي الفَهْلَوِي، الذي يتلاعب هكذا بالمترادفات اللغوية. كَيْ يتحايل على الآيات القرآنية قصد نيل لقب ” الإمام المُجَدِّدَ “. لأن منهاج الرسول المعلم محمد الصادق الأمين بريء من هذا التجَدُّد الخرافي المُؤَسَّس على تَلْبيسَات إبليس الرجيم لعنَهُ اللهُ المُصَوِّرُ المُتَعال. و التي يحاول من خلالها دهاقنة تنظيم “البَغْيِ وَ الخُسْرَانِ” ركوب موضات مُتقادِمَة يتَوَهَّمُونَها مَطيَّة للوصول إلى شاطئ التمكين الحاكمي غير الراشد عبر القومة الترهيبيٍة.
تِلْكُم -إذن- بعض فُتوحاتِ مشروع رَبِيبة العُطْلان الصَّفوي، و الذي لا تتوانى عشيرتُه المؤلفة عن تسفيه الملائكة و تَقْييدِ المَلَك جبريل عليه السّلام ضمن لائحة كَوَادِرِ تنظيم الخرافة الياسينِيَّة. مع إقحامِه كَطَرَف في الصراع السياسوي الدنيوي، و استخدامِه كوسيلة للشحن العنصري عبر تَجْيِيش وجدان المريدات و المريدين بالتَّمَايز الملائكي و التَّميّز العقائدي عن باقي مكونات الشعب المغربي.
فرغم أنَّ سيدنا جبريل عليه السلام، قد نزل بالوحي المُبِين على خاتم الأنبياء و المرسلين، بأمر خاص من رب العالمين. فإن أتباع تنظيم “البَغْيِ وَ الخُسْرَان”، بِكُلِّ قِلَّةِ حَيَاء، يُتحِفونَنَا -دومًا وأبدًا- بالترويج لِخُرافة نزول جبريل في مَسيراتِهم و اصْطِفافِه إلى جانب معسكرهم السياسي مع مَدِّهِم بتمورٍ حلوة المذاق، و ما هِي في الأصل عدا بَعْرًاتُ ” جَاثُوم ياسين” ؟!.
القانون أسمى تعبير عن إرادة المواطنات والمواطنين!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube