أخبار العربشخصياتمستجدات

عمار سعداني.. هل يشكل غنيمة حرب ثمينة بالنسبة للمغرب في ظل خلافه الدبلوماسي مع الجزائر؟

أحمد رباص – حرة بريس

بات معروفا لدى المهتمين بشؤون المغرب العربي أن عمار سعداني، الأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، فر من فرنسا إلى المغرب من أجل الاستقرار فيه.
وسبق لجون افريك في أبريل الماضي أن نقلت عن مصادر أمنية بالرباط أن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني استقر في المملكة، فرارا من فضائح الفساد التي تلاحقه في الجزائر.
وأوضحت ذات المصادر أن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، الذي يبلغ من العمر 71 عاما، يعتبر في حكم الهارب من العدالة الجزائرية، ووجد في المغرب ملاذا آمنا.
في ربيع السنة الجارية، كتبت مجلة جون افريك أن سعداني ليس الشخصية الجزائرية الوحيدة التي اختارت العيش في المغرب، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هوية هذه الشخصيات أو عددها.
واستنادا إلى هذا المصدر، يقيم حاليا عمار سعداني، الرئيس السابق للبرلمان الجزائري، بالمغرب كمستثمر أجنبي، حيث يمتلك بعض العقارات بمجموعة من المدن بالمملكة.
وعلى عكس ما نقلته وسائل إعلام جزائرية، فإن المسؤول الجزائري الذي اختار مراكش للإستقرار حيث يمتلك بعض العقارات، لم يحصل بعد على صفة “اللاجئ السياسي”، لكنه اختار البقاء بالمغرب بعد رفض السلطات الفرنسية إصدار بطاقة الإقامة التي تمتد لـ10 سنوات. لهذا السبب اختار الإقامة بمرّاكش.
وكان الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، الحزب الحاكم سابقا، تقدم بطلب الحصول على اللجوء السياسي بالمغرب.
ووفق صحيفة “لوسوار دالجيري” الناطقة باللغة الفرنسية، فإن طلب اللجوء يأتي بعد اقتراح تلقاه سعداني، الذي عاش في فرنسا لثلاث سنوات، من جهات مغربية كان على تواصل دائم معها.
وأشار المصدر ذاته إلى أن سعداني، والذي شغل في عهد الرئيس السابق بوتفليقة منصب رئاسة البرلمان الجزائري، غادر في الأيام الأخيرة فرنسا إلى البرتغال، وذلك بعد إمضاء الجزائر عقدا مع فرنسا يخص تسليم المطلوبين قضائيا.
وأوضحت جون افريك أن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني يعتبر في حكم الهارب من العدالة الجزائرية، ووجد في المغرب ملاذا من أجل الاستقرار.
وأضاف المصدر ذاته، أن سعداني ليس المسؤول الجزائري الوحيد الذي تقدم بطلب للجوء السياسي، لافتا الى شخصيات ومسؤولين آخرين،  دون تقديم مزيد من التفاصيل حول هوية هذه الشخصيات أو عددها.
واليوم، عادت جون افريك إلى قضية عمار سعداني لتكتب أنه يعيش “تحت حماية مشددة من أجهزة الأمن المغربية”، رافضا الإدلاء بأي تصريح علني حول وضعه الشخصي والوضع السياسي في الجزائر، لتجنب أي تفسير مغرض لكلماته.
وأكدت جون أفريك أن عمار سعداني لاجئ سياسي في عهدة المغرب، وأنه، بصفته تلك، حر في تحركاته وملزم بالتحفظ من خلال تجنب لفت الانتباه إلى نفسه.
عمار سعداني، الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني (من غشت 2013 إلى أكتوبر 2016) والرئيس السابق للجمعية الوطنية من 2004 إلى 2007، هو بحكم الأمر الواقع “الشخصية الثالثة للدولة الجزائرية” من نفس القبيل، وتنظر الجزائر ومواطنوها إلى لجوئه السياسي بالمغرب على أنه “خيانة من جانبه” و”عمل عدائي من جانب السلطات المغربية”، مع أنه “لم يكن موضوع أي تعليق من جانب المسؤولين الجزائريين”.
وتلفت جون أفريك انتباه قرائها إلى أن عمار سعداني “حليف سياسي للرباط، بحيث انه أعرب علانية عن تأييده لسيادة المغرب على الصحراء الغربية”.
ضمن هذا السياق، استعادت الصحيفة عينها أحد تصريحاته لفائدة الموقع الإلكتروني الجزائري TSA عام 2019: “في الحقيقة، من وجهة نظر تاريخية، الصحراء مغربية ولا شيء غير ذلك. تم انتزاعها من المغرب في مؤتمر برلين 1878 كما دفعت الجزائر لمدة خمسين سنة مبالغ طائلة لما يسمى بالبوليساريو وهذه المنظمة لم تفعل شيئاً وفشلت في الخروج من المأزق. “
وهكذا وصف عمار سعداني في المقال بأنه “حلقة قوية في النظام المخلوع لعبد العزيز بوتفليقة وشخصية رئيسية في الدائرة الرئاسية السابقة، على علم بكل آليات عمل النظام السياسي الجزائري وكذلك بأركان المصالح السرية، والمؤسسة العسكرية وعالم الأعمال”. وفي سياق الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، سوف يشكل “غنيمة حرب ثمينة للمغاربة”.
واختتمت المجلة مقالها بالإشارة إلى أن عمار سعداني هو أحد كبار مسؤولي الحرس القديم الذين عانوا من اتهامات باختلاس الأموال بموازاة سقوط عشيرة بوتفليقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube