أخبار دوليةمقالات الرأي

حقيقة فشلنا كمسلمين في بلاد الغرب

عندما نتعمق في تاريخ وجودنا في الغرب بصفة عامة ليس فقط في أوروبا وإنما في باقي دول العالم في أمريكا الشمالية كندا والولايات المتحدة وفي أوستراليا ونيوزيلاندة وفي غالبية الدول الأوروبية سواءا التي استعمرتنا ونهبت خيراتنا لسنين طويلة ،أوالدول التي كانت حليفة لألمانيا في الحرب العالمية الأولى والثانية.تواجدنا في معظم الدول،كان عالة على المجتمعات التي استقبلتنا أول الأمر كيد عاملة لإعادة مادمرته الحرب العالمية الأولى والثانية،وبناء مجدها الحديث ،كنا وبقينا مجرد يد عاملة بسيطة ،لم نستغل تواجدنا للإندماج والإنخراط في كل مجالات الحياة الإقتصادية والسياسية والإعلامية ،بقيت حياتنامن دون تطور في الوقت الذي سيطر آخرون على المجالات الحيوية التي بنيت عليها أهم الدول العظمى .غيابنا عن السياسة،كان أكبر خطأ ارتكبناه كمواطنين اخترنا العيش في الغرب ،متمسكين بالدين ومؤسسة المسجد ،وعدم الإندماج في الحياة العامة وفي كل مناحي الحياة ،كان أكبر خطإ ارتكبناه في الوقت الذي اختار آخرون الإندماج الحقيقي في كل مناحي الحياة وفرضوا وجودهم في الإقتصاد والسياسة والإعلام .لقد استيقظنا متأخرين فوجدنا أن الآخرين قد تحكموا في كل دواليب الحياة سواءا السياسية والإقتصادية والإعلامية .وأصبحوا يفرضون كل السياسات التي تحاربنا في عقيدتنا وأصبحوا يشكلون خطرا على الأجيال المزدادة هنا والذين يعانون من ازدواجية في التربية والأفكار بين ثقافة البيت وثقافة المجتمع والمدرسة ووسائل الإعلام ،بل أصبحوا في غالبيتهم معرضين للإستلاب الفكري والثقافي .وفي ضل التطورات التي نعيشها اليوم علينا أن نطرح تساؤلات عدة ونبحث عن أجوبة لها علنا نخرج من حصار فرض علينا ،ونحاول العودة من جديد لمواجهة هذه التحديات التي نعيشها اليوم .لماذا فشلنا كمسلمين اخترنا العيش في الغرب في الإندماج وفرض تواجدنا في مختلف مناحي الحياة وتشكيل لوبي ضاغط يضمن حقوقنا في المجتمعات الغربية ،ونكون بهذا الإندماج أكثر داعمين للمجتمعات التي ننحدر منها.إن ما يجري اليوم درسا لنا جميعا وعلينا أن نستفيد من هذا الدرس بتوجيه الأجيال المزداد هنا للإستفادة من كل الفرص المتوفرة في تلقي العلم والمعرفة وولوج كل المجالات المتوفرة لفرض وجودهم في المجتمعات التي نعيش فيها ،في الإقتصاد والسياسة والإعلام ،لأن المجالات الثلاثة هي عصب الحياة ،ومن خلالها يمكن فرض وجودنا في المجتمعات التي نعيش فيها .نحن ملزمون بإلقاء نظرة وبإمعان على التطورات التي يعرفها العالم ومدى تأثيرنا نحن في المجتمع في الدفاع عن حقوقنا وعن انتمائنا الإسلامي وعن الصراعات التي يعرفها العالم وهل نحن مؤثرين فيها أم نحن غير قادرين على تحقيق الإنصاف والعدالة ،والحقوق المشروعة أصلا ،علينا أن يكون الفشل الذي يلاحقنا درسا لنا لنعيد بناء مستقبل الأجيال المزدادة هنا بنظرة تحدي لأن التغيير يتطلب إرادة قوية تمتلكها الأجيال التي درست وتكونت هنا وبالتالي فما عليهم إلا الإنخراط الفعلي في الحياة السياسية والإقتصادية والإعلامية وهي المجالات التي من خلالها يمكن فرض وجودنا في المجتمعات التي اخترنا العيش فيها

هذه هي الحقيقة المرة التي تفرض علينا أن نغير سلوكنا وأن نندمج في المجتمعات التي نعيش فيها لفرض وجودنا في كل مناحي الحياة ولا نعيش على هامش المجتمع .تواجدنا في الحياة السياسية يبدأ من انخراطنا في الأحزاب السياسية ومن داخل الأحزاب السياسية ندافع عن مصالحنا ،ويكون لنا دورا في التدبير السياسي والإقتصادي في الدولة التي اخترنا العيش فيها ،ونفرض وجودنا كما يفرضه الآخرون.علينا أن نستفيد من الدروس التي نمر بها ،ويمر بها العالم .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube