أخبار دوليةمستجدات

التوترات الأوكرانية الروسية: لماذا يضغط فلاديمير بوتين؟

ترجمة: أحمد رباص

تم حشد عشرات الآلاف من القوات الروسية على طول الحدود مع أوكرانيا. هل من المرجح أن تتدخل موسكو؟ هل هذه خدعة من فلاديمير بوتين؟
ألكسندرا غوجون، المحاضرة في جامعة بورغوندي التابعة لمركز البحوث والدراسات في القانون والعلوم السياسية، لا تتصور أن تقوم
روسيا بغزو أوكرانيا.
في اليوم السابع من شهر دجنبر 2021، نشر الموقع الإخباري TV5MONDE مقابلة خصته بها هذه الأستاذة الباحثة. في ما يلي نصها الكامل بعد نقله إلى العربية.

  • بم تفسرين تحركات هذه القوات العسكرية على الحدود الأوكرانية؟

يجب أن يكون مفهوماً أن روسيا، تلقي، بطريقة دورية، بظلال من الشك على نواياها. تقوم أساسا بتحركات عسكرية، يمكن تفسيرها على أنها تدخلات عسكرية في المستقبل. من الواضح أن هذه التحركات يتم ملاحظتها من الخارج، ولكن دون أن يعرف أي شخص حقا ما هي أهدافها بالمعنى الحصري للكلمة. واليوم يحذر الأمريكيون من احتمال وقوع عملية عسكرية وشيكة.
الاستراتيجية الروسية لم تتغير. في عام 2014، حدث بالفعل تدخل عسكري في أوكرانيا قاد إلى احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم وتقديم الدعم العسكري للانفصاليين في شرق البلاد. لكن هل سيكون هناك تدخل عسكري؟ من الصعب جدا معرفة ذلك. من ناحية أخرى، ما نحن على يقين منه هو أن هذه المناورات العسكرية الجارية بشكل منتظم للغاية تهدف إلى الضغط على أوكرانيا.
إنها (المناورات) تشكل تهديدا، مع العلم أن هذا التهديد قد يكون حقيقيا نظرا لاختلال التوازن العسكري بين أوكرانيا وروسيا. الفرق هو أن أوكرانيا اليوم أفضل تجهيزا بقليل مما كانت عليه في 2014 وأن التدخل سيؤدي بلا شك إلى قتال مميت للغاية. هذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن روسيا لن تتدخل عسكريا في أوكرانيا.

كيف يمكن للولايات المتحدة أن تمارس ضغوطاتها؟

هناك عدة عناصر. العلاقات الروسية الأمريكية تعنيها أوكرانيا، ولكن أيضا تعنيها مجالات أخرى مثل إيران أو سوريا أو الهجمات الإلكترونية. على أرض أوروبا، يدعم الأمريكيون اليوم الأوكرانيين سياسيا وماليا وعسكريا. إنهم ليسوا الوحيدين، أوروبا وكندا تفعلان ذلك أيضا.
تريد روسيا أن تحصل على ضمانة بأن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو. في الوقت الحالي، الولايات المتحدة ليست مستعدة لمنحها هذا الضمانة. هذا سؤال مهم لأنه يعني أن أوكرانيا محرومة من إمكانية وجود سياسة خارجية مستقلة عن سياسة روسيا. لا يستطيع الغربيون الذين يدعمون سيادة أوكرانيا أن يقولوا في نفس الوقت إنهم سيحدون من هذه السيادة. تم تكريس انضمام أوكرانيا إلى الناتو في الدستور الأوكراني منذ عام 2019. ربما تريد روسيا سحب هذا المقتضى؛ الشيء الذي يمكن أن يخلق إشكالية في أوكرانيا.
إذا كان القادة الأوكرانيون مترددين قليلاً بشأن الناتو، فقد تغير هذا الشعور منذ عام 2014. أصبح الناتو أكثر شعبية في أوكرانيا وأظهر النزاع الحاجة إلى طلب الحماية.

لماذا تم تجميد دخول الحلف الأطلسي إلى أوكرانيا؟


السبب الرئيسي هو أن روسيا تمارس الضغط. لا يوجد توافق في الآراء بين الدول الأعضاء اليوم وهذا من شأنه أن يتحول إلى سبب الحرب مع روسيا، التي قالت بوضوح إن الأمر يتعلق ب “خط أحمر” يجب عدم تجاوزه. لكن هذا لا يعني أنه لن يحدث يوما ما، ربما بعد عشر سنوات من الآن. الاحتمال وارد.

على وجه التحديد، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض، جين بساكي، إلى شروط عمل الناتو حينما قال: “إن الدول الأعضاء في الناتو هي التي تقرر من هو عضو في الناتو وليس روسيا. كان الأداء دائما على هذا النحو وسيظل كذلك العمل بهذه الطريقة متواصلا”.


هذا هو الحال بالنسبة لجميع المنظمات الدولية. إذا استسلم الغرب للضغط الروسي، فلن يحد ذلك من إمكانيات أوكرانيا فحسب، بل سيحد أيضا من مساحة الغرب للمناورة. مما يعني أن روسيا ستكون قادرة على إملاء الشروط على الغربيين في شأن الكيفية التي بها يتصرفون.

هل ستكون العقوبات الاقتصادية الجديدة فعالة بالإضافة إلى تلك التي فرضت في 2014؟

هناك نوعان من القضايا في العقوبات. هل تغير الرجل في السلطة وتغير سياسته؟ لا، نحن نعلم أنه لا يعمل بهذه الطريقة. لكن هل يمكن الجلوس بدون حراك عندما تصبح الدولة مهددة؟
العقوبات هي مسألة مبدأ. غايتها إظهار أن هناك حدودا لا ينبغي تجاوزها. كان هناك ضم لشبه جزيرة القرم، وهناك دعم للانفصاليين في شرق أوكرانيا. تشكل روسيا تهديدا للأمن في أوروبا، وتكتفي الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى بفرض عقوبات.
كم تود روسيا إذا أمكن رفع هذه العقوبات في وقت ما لأنه وضع غير مريح بالنسبة لها. لم تعد جزء من المجموعة 8، ولم تعد مدعوة لحضور الاجتماعات. إنها في وضع معقد إلى حد ما. بالفعل، هذا لن يغير بوتين ولا سياسته. لكن من المهم أن نظهر لروسيا أنها لم تحترم عددا معينا من المبادئ الأساسية. وأن المجتمع الدولي على علم بذلك.
انعقد الاجتماع بين بوتين وبايدن في سياق أكثر عمومية، حيث يتزامن عقده مع حشد عسكري روسي على الحدود مع أوكرانيا. لذلك ستكون أوكرانيا أحد الموضوعات التي تمت مناقشتها، لكن حل النزاع في دونباس لم يكن في قلب النقاش بين بايدن وبوتين. إن ميزان القوى على المحك بالأحرى.

أين يقع ميزان القوى الذي ذكرته؟

الأمر الأساسي هو النظر إلى ما يحدث في أوكرانيا ومقارنته بالدول الأخرى من حولها، خاصة مع النزاعات المجمدة والجمهوريات الانفصالية الموجودة في المنطقة. ضعوا في اعتباركم البلدان التي لديها قادة مؤيدون لأوروبا مثل مولدوفا وجورجيا. اليوم، أصبحت مولدوفا وأوكرانيا وجورجيا بالصدفة بين جارات روسيا التي لديها دول انفصالية تدعمها روسيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube