حزبيات مغربية

بعد القضاء على الاتحاد الاشتراكي وفشل الربيع العربي، هل ما زالت اسباب تعامل الدولة مع حزب العدالة و التنمية قائمة؟

عبد الله الشنتوف

كانت استراتيجية قيادة الظل لحزب العدالة و التنمية منذ تسييره اول حكومة من طرف بنكيران و الحكومة الثانية من طرف العثماني هو ان تبقى شريكة في الحكم و ان تصبح طرفا وازنا في الدولة و لذلك اظهر الحزب استعداده للتعاون مع الدولة مهما كانت الخدمات و قام بتنفيذ قرارات لا شعبية و لم يكتف بذلك ليكسب ثقة الدولة بل اراد ضمانات أقوى ليتمكن من استمراره في خدمة الدولة و هو ما دفعه للعمل على كسب فرنسا كصديق و إرسال اشارات قوية لها لخدمة مصالحها و مواصلة سياسة التبعية لها، منها فرنسة التعليم و خروج وزير من الحزب يندد بالمقاطعة ضد شركة الحليب الفرنسية و دعم الحزب لعدة صفقات كبرى مع فرنسا لإيمانه بأن اللوبي الفرنسي حاضر بقوة في السياسة المغربية ولن يعمل ضد استمرار تواجده و مشاركته في تسيير الدولة …
ما لا يعرفه أغلبية المنتمين للحزب هو ان الدولة لا يمكن ان تثق فيه، رغم كل ما قام به، فلا يخفى عن الدولة انه يمثل الاسلام السياسي على شاكلة الاخوان المسلمين و ان هذه التنظيمات سبب وجودها هو الحكم مهما طال الزمن و ما لا يعرفه كذلك شباب الحزب هو دور بعض الأعضاء في اغتيال شهيد الطبقة العاملة عمر بن جلون و محاولة الاجهاز آنذاك على اكبر حزب معارض …..
فالموقف من 20 فبراير و عدم الاكتراث للتعديلات الدستورية و عدم المطالبة بملكية برلمانية ما هي إلا استمرار في سياسة التقرب الى السلطة و خدمتها منذ اغتيال عمر بن جلون…..
كانت استراتيجية قيادات الإسلام السياسي تهدف أولا إلى القضاء على كل منافس في الساحة السياسية وهو ما جعلها تركز الضربات و الحصار على حزب الاتحاد الاشتراكي لما كان القوة السياسية الأولى في البلاد.. و الإنزالات الكثيرة التي قامت بها الحركات الإسلامية لإفشال سياسة حكومة عبد الرحمن اليوسفي تثبت ذلك.
صحيح أنه في فترة حكومة عبد الرحمن اليوسفي كانت كل تيارات الحركات الاسلامية تتعاون و تنسق سواء مع الحركات التي لها ارتباطات مع جهات خارجية ام لا، و ربما الاختلاف الجوهري بين من لهم ارتباط بالخارج هو الانتماء للاخوان ام للوهابية، لكنها كلها دعمت حزب العدالة و التنمية في الانتخابات التي مكنتها لتصدر النتائج و تسيير حكومتين لمدة عشر سنوات..
هل سقوط الحزب في الانتخابات الاخيرة سيدفعه للتخلي عن ايديولوجية الاخوان و القيام بنقد ذاتي صريح و شجبه للاغتيالات التي قام بها بعض المحسوبين على الحركات الإسلامية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube