ترجمة وتقديم: أحمد رباص
بروفايل الكاتب
يعتبر عمر المريني الذهبي، الذي تم تعيينه في 2017 مديرا مركزيا مكلفا بالإشراف على هيئات التحرير التلفزية والرقمية لقناة ميدي 1 تيفي، من خيرة الصحافيين المغاربة. عمل طيلة 24 سنة، على تقريب القارئ من الأحداث عبر تحليلها والتعليق عليها وفك رموزها، وبالخصوص فيما يتعلق بالحياة السياسية الوطنية والسياق الإقليمي. حيث ترأس تحرير جريدة (أوجوردوي لوماروك)، قبل أن يرأس قسم الأخبار بإذاعة (ميدي 1)، ثم يصبح مدير هيئات التحرير بمجموعة (ماروك سوار).
كما يتخصص عمر الذهبي، كاتب الافتتاحية والمحلل السياسي، في الشؤون الجيوسياسية الإقليمية. وقد ألف كتابين أولهما يحمل عنوان “المغرب-إسبانيا: حرب الظلال” بشأن خلفيات الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا خلال العشرية ما بين 2000 و2010. والكتاب الثاني بعنوان “ديكريبتاج” عن منشورات (أوجوردوي لوماروك)، يضم باقة من الأعمدة الصحفية والمقالات التحليلية والافتتاحيات التي كتبها خلال الفترة ما بين 2005 و2014.
لا يمكننا أن نخدع شعب أمة عمرها آلاف السنين … المغاربة يحبون الناس الصادقين والنزهاء ويكرهون الثرثارين … إنهم لا يحبون الخطب المظلمة … صوت المغاربة، فعلوا ذلك مع إقبال مثير للإعجاب، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن ذلك حدث في خضم أزمة كوفيد. لقد اختار المغاربة إقامة وضع طبيعي، وضع منطقي يتوافق مع النسب الحقيقية للتنوع المغربي …
تظهر القراءة الأولى لنتائج الانتخابات التشريعية أن هناك عشرة دروس ينبغي استخلاصها:
1- لا يجب الاستهانة بالذكاء الجماعي المغربي. كما كتبت وشددت مرارا وتكرارا، لا يمكن لأحد أن يخدع شعب أمة عمرها آلاف السنين. قد يؤمن المغربي بحسن نية شخص ما، ويثق به مرة واحدة، ويمنحه فرصة ثانية لإثبات صدقه، لكنه ليس ساذجا.
2- إن المغربي حساس وعاطفي ومحترم وكريم، لكن يمكنه أن يعاقب بشدة عند الضرورة.
3- المغاربة لا يحبون الشعبويين ولا ينخدعون بالخطاب الشعبوي. الدليل: حزب “الااستقلال” الهادئ والمسالم تحت قيادة نزار بركة كان على وشك الفوز بضعف عدد المقاعد البرلمانية التي فاز بها نفس الحزب برئاسة حميد شباط.
4- المغاربة يحبون الصادقين والنزهاء ويكرهون الثرثارين. قاد عزيز أخنوش حملة قائمة على الصدق والإخلاص. وقد شعر المغاربة بهذا الصدق ووضعوا ثقتهم فيه.
5- يمقت المغاربة خطاب الخوف. وعيد “صوت لصالحي أو سوف تسقط في الهاوية” لم يعد له مفعول. المغاربة يحبون كلام الأمل والتفاؤل. يحبون النظر إلى الأفق ورؤية الضوء هناك. إنهم لا يحبون الخطب المظلمة.
6- استطاع التجمع الوطني للأحرار، بدءاً من الإنجازات الملموسة (التقدم الهائل في قطاعي الزراعة والصناعة، من بين أمور أخرى)، أن يوضح للمغاربة أن الطريق إلى الازدهار يمر عبر العمل الجاد وليس بالخطب الكاذبة.
7- أظهرت نتائج انتخابات الثامن من سبتمبر أن المغاربة لم يعودوا يريدون سياسة “الكندورة” المنكمشة والصنادل البالية، بل يريدون زعماء بربطة عنق، يعملون على المضي قدما ببلادهم على طريق الحداثة.
8- إن المغاربة يحبون بلدهم ويعرفون كيف يجعلون مصلحة الأمة تعلو على كل المصالح الأخرى. هذه هي قوتهم. لقد جعلهم حزب “العدالة والتنمية” يعتقدون، في مرحلة ما، أن وصوله إلى السلطة أمر حيوي للبلاد. لقد صدقوه ووضعوا ثقتهم فيه من منطلق حب الوطن.
عندما أظهر أنه كان يعرقل التنمية، طردوه، دائما بدافع الحب للوطن الأم. 9- لقد تغير العالم، وتطور الشباب، ولم تعد للديماغوجية البدائية تأثير على الشباب الحداثيين الذين يعيشون في عصر رقمي بالكامل.
10- درس خاص موجه إلى الشخص الذي لطالما نصب نفسه “إمام” التواصل السياسي في المغرب: في اليوم السابق للانتخابات، يا سي بنكيران، أظهرت أنك لم ترق إلى مستوى سمعتك التي صنعتها لنفسك. دفعتك ثقتك المفرطة إلى توجيه عدد قليل من الناخبين، الذين لم يعرفوا بعد كيفية معاقبة حزبك بأفضل تصويت عقابي، نحو التصويت الذي سيؤذيك أكثر. قلت لهم: “صوتوا لعزيز أخنوش”. انتحار تواصلي خطير.
المغرب يقلب الصفحة. المغرب يتطلع إلى المستقبل. يستعد المغرب لتنفيذ النموذج التنموي الجديد. يستعد المغرب، بقيادة ملكه، بمساعدة حكومة جادة، لاجتياز آخر مقطع من الطريق الذي بقي له وصولا إلى المكان الذي يستحقه إلى جانب البلدان المتقدمة. الجميع في العمل! لا لإضاعة ولو ثانية من الوقت.
المصدر: نقاش 21